تعاني المرأة العراقية منذ عقود طويلة من تراجع في حقوقها في كافة مجالات الحياة ومن عدم انصاف حقوقها القانونية والسياسية والتقليل الدائم من دورها الفعال في المشاركة في صنع مستقبل البلد ، في حين تصادر بعض الاعراف والتقاليد هذا الحق باسم الدين تارة واخرى بالاعراف العشائرية ، لذا ينبغي أن تسعى المرأة تساندها منظمات المجتمع المدني الى الضغط على الجهات صاحبة القرار لشمولها بحماية قانونية مشابهة لما للمرأة في الدول الأوربية او على الاقل ان حقوقها يجب ان تحفظ ولا تخرق من قبل اي كان مهما كانت صلته بها ودرجة قرابته .
المرأة في أوروبا قوية بالقانون ولها الحق في حضانة أولادها ورفع حالة الظلم عنها من قبل الزوج المتعسف بقوة القانون ففي اغلب الاحوال للزوجة الحق في النفقة وسكن الزوجية وما على الزوج سوى مغادرته في غضون نصف ساعة في حالة شكوى الزوجة لدى الشرطة
ولو عدنا الى التاريخ نجد أن للمرأة العراقية مكانة مهمة في حضارة العراق القديم فلقد اولتها شريعة حمورابي أهمية كبيرة ، فوجدت العديد من النصوص التي تنظم الاسرة وتحفظ مكانة المرأة ،فكان للمرأة حق الطلاق من زوجها ولها حق رعاية الأولاد وحق ممارسة العمل التجاري ولها أهلية قانونية وذمة مالية مستقلة عن ذمة زوجها ولها الحق في الرعاية والنفقة كما وضعت عقوبات قاسية على الشخص الذي يسيء معاملة المرأة أو ينتهك حقا من حقوقها الثابتة في القانون المذكور يعني هذا أن مبدأ المساواة بين المرأة والرجل كان مطبقا وعادلا .
والمرأة اينما كانت زوجة أو عاملة في مؤسسة ما فأنها معرضة للظلم والتمييز ، ولابد من سن قوانين عادلة لانصافها وبما أن المرأة الاعلامية في فوهة المدفع كونها في الواجهة تعاني اليوم من اضطهاد وتمييز ثلاثي الاطراف الاول من اسرتها ومن قبل المجتمع ونظرته المسبقة لها وحصرها في زاوية الشبهات كونها إعلامية تتعرض للتميز والعنف من مؤسستها الإعلامية ، وعدم مساواتها بزميلها الرجل مهما اجتهدت واجادت في عملها فضلا عما تصادفه وتعيشه يوميا من مضايقات في محيط العمل ابتداء من تحرشات مسؤولها الجنسية وانتهاء بتهميش دورها كأعلامية كفوءة لا تقل عن الرجل بل ربما تفوقه الى ميدان عملها في الشارع كأن تكون مراسلة وما الى ذلك ..من هنا كان للاعلام دورا مهما في تغيير النظرة التمييزية داخل المجتمع نحو إعلام غير جنوسي منصف وفي بلدان غربية وحتى عربية أحرزت وسائل الإعلام نتائج طيبة في التوعية والتثقيف بخطورة التمييز وفي تغيير الصورة النمطية للمرأة وخلق وعي منفتح بقضاياها لكن هناك خطوات اخرى في انتظار تغيير واقع الإعلامية العراقية
التي لم تجد عدالة في منحها فرصة ودورا في الاعلام كما زميلها الرجل .. لا بل بعضهم يفهم وجودها في الوسيلة الاعلامية لضرورة جمالية ، عندما تكون صورة الاعلامية كدمية باذخة التبرج بملابس مغرية تثير الغرائز قبل العقول.