الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الأوراق المتساقطة بخريف العمر

  • 1/2
  • 2/2

عرفت  شجرة التين المباركة بأنها دائمة الخضرة لا تتساقط أوراقها  إلا أن تموت كالأنسان الذي تخرج روحه من جسده فتجف عروقه من تدفق الدم إليها ،هكذا كانت شجرة التين جميلة ساحرة متميزة بأوراقها دائمة الخضرة ،كانت ظلالها أشبه ببيت صغير يضم أجمل القصص والحكايات التي لم تكتب في روايات الأدباء ، ،بقيت هذه الشجرة على هذا الحال أياماً طويلة بأوراقها غير المتساقطة مع الفجر تداعب  قطرات الندى  ،كانت الشجرة أشبه بكتاب ومؤلف يختزن حكايات العاشقين وأبجديات الحب بكل ما فيه من مصطلحات عذبة يكتنزُ الكتاب  سيمفونية عشاق وأسطوانات  موسيقى رائعة  ،وأسطورة لم تذكرها الجنيات  ،كانت شجرة تنبت الحب تزهر بالأمل ، كل يوم ينمو  ورقها الرائع  متجدد كديوان شعر بقوافيه التي تزهر  كل يوم بحكايا الزمن ،فجأة ذات ربيع هبت عاصفة شديدة قادمة  بغيث قاتل  مر كعلقم مرير كسيف قطع شريان الحياة في أغصانها ،و إقتلع جذورها ،بعد أن كانت مرتع  بالغسق  وبالشفق بشروق الشمس الرائعة ، تسكنها البلابل والعصافير  تعزف سمفونية الحياة فيبست الأوراق وجفت أغصانها الشجرة التي زراها  الموت الفجائي  ،جفت أغصانها وما أستطاعت الإحتمال فتهاوت أوراقها جافة مكسرة منكسرة قطعت أوصالها وحرمت تنفس  الحرية  ،أدركت شجرة التين  أنها النهاية والجذور القوية لم   تنعشها قطرات الندى  من الطيب والشذى فالعاصفة قاسية عنيفة  لا تعرف الرحمة أبت أن  تحيى الشجرة لتعمر  كما باقي الأشجار ،فتقطعت أوصالها وتساقطت وغدت عارية وما عادت تقوى على أن تتمايل بأغصانها  كالشجر المجاور لها  كانت تموت ببطء وكل من عرفها بدأ   يحاول إنقاذها  بالماء كي تحيا لكن هيهات فإنه قدرها حين يأتي الخريف تموت الحياة في بعض الأحياء مثل  شجرة سنديان حديقتنا في جبل  قرب كوكب المريخ سقطت أوراق الشجرة حتى جذورها جفت بعد أن  بدأت تضعف وتموت  بدأت صاحبتها التين الصغيرة قربها البدء من جديد بالبحث عن شجرة أخرى بين أشجار الحديقة التي يحيط بها سياج آمن كي  لا تقلعه الرياح العاتية والعواصف القاتلة هكذا تكون بعض النساء اللواتي لهن بصمة فيختفين من حياتنا كامهاتنا اللواتي رحلنا بلا عودة ،فلا بد للجميع أن يستعد للرحيل مثل من سبقونا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى