يعتز الإماراتيون بدور المرأة الإماراتية، في المنزل، والمجتمع، والاقتصاد، وفي التربية والتعليم ودورها المميز في تنمية القدرات البشرية.
ويعتزون أيضاً بتوجهات قياداتهم لتحفيز المرأة أولاً على التعلّم وبالتال الاصرار على إتاحة الفرصة لها لكي تأخذ دورها كاملاً في جميع المجالات.
ويرون أن توجيهات قيادة الجيل الأول وكذلك الجيل الثاني دفعت بالمرأة الإماراتية الى حالة متقدمة، بل متفردة خليجياً، ويعيدون ذلك الى إصرار القيادة وإدراكها أهمية إحداث نقلة نوعية في حياة ودور المرأة الإماراتية.
ويعيدون ذلك أيضاً الى بدايات تأسيس الدولة ويرددون ما قاله مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله تعالى ثراه) من أنه «لا شيء يمكن أن يسعدني أكثر من رؤية المرأة وهي تحتل موقعها المتميّز في المجتمع.. يجب ألا يعوق أي شيء تقدمها».
وكذلك بما قاله رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد «لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية ملحّة، وبفضل هذا التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجل متميز في سجل حقوق المرأة، فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الانشطة جميعها دون تمييز، والأبواب جميعها مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور».
الزائر لدولة الإمارات يلمس مدى حرص الإماراتيين وخاصة النساء منهم على إبراز وإظهار ما تحقق على صعيد منح المرأة فرص التعلّم من مرحلة الابتدائي الى المرحلة الجامعية، كما أن المرأة الإماراتية تذكر بفخر واعتزاز تصميم رائدة ا لعمل النسائي، وصاحبة المبادرة في دفع المرأة الى التعلّم، والحصول على المعرفة (والتأكيد على أن هذا حقها كالرجل تماماً)، الشيخة فاطمة بنت مبارك التي أطلقوا عليها صفة «أم الإمارات» نظراً لدورها الطليعي في مجال العمل النسوي والاجتماعي، وهي القائلة «إن دولة الإمارات فتحت أمام المرأة كل الأبواب، وتركت لها حرية الاختيار، وواقعنا يقول ليست هناك عوائق من أي نوع أمام الكفاءة والقدرة على العطاء من جانب المرأة ومن جان بالرجل أيضاً، فالكفاءة هي المعيار والشرط الوحيد للتقدّم بالنسبة للجنسين».
الزائر لمدن أبو ظبي ودبي وغيرهما من مدن دولة الإمارات يلمس مدى حجم ا لدور الذي تضطلع به المرأة الإماراتية في كافة المجالات.
كما ان «المجلس الوطني للاعلام» قد خصص من ضمن برنامج لقاءات الإعلاميين العرب والأجانب (أكثر من 70 اعلاميا زاروا دولة الإمارات الأسبوع الماضي بمناسبة العيد الوطني 43 للدولة) أربع لقاءات حوارية مع قيادات نسائية (سارة شهيل المديرة العامة لمركز ايواء النساء والأطفال / ضحايا الاتجار بالبشر، الدكتورة ميثاء الشامسي وزيرة دولة ورئيسة مجلس إدارة صندوق الزواج، الدكتورة أمل القبيسي النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني الاتحادي - المديرة العامة لمجلس أبو ظبي للتعليم، وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى القاسمي - رئيسة جامعة زايد) من ضمن عشر لقاءات تضمنها البرنامج، وهذا يعكس الحجم المناط بالمرأة الاماراتية.
وتُشير الإحصاءات التي طرحتها القيادات النسائية امام الإعلاميين الوقائع التالية:
- قبل إنشاء دولة الاتحاد قامت الشيخة فاطمة بنت مبارك بتشجيع المرأة على الإقبال على التعليم ورعت إنشاء مدارس خاصة بها.
- في عام 1975 أطلقت الشيخة فاطمة بنت مبارك استراتيجية محو الأميّة وتعليم المرأة في دولة الإمارات، وعلمت عام 2000 على انضمام الاتحاد النسائي إلى الشبكة العربية لمحو الأميّة، ووجهت الاتحاد النسائي والجمعيات النسائية بالتعاون مع وزارة التربية لتوفير نظام الدراسة عن بُعد (الانتساب) مراعاة لظروف المرأة الأسرية.
- وفي إطار ما حققته المرأة في دولة الإمارات أشار بيان «المركز الوطني للاحصاء» إلى نسبة الاناث إلى الذكور في التعليم الجامعي الرسمي قد وصلت إلى نحو 136.6 بالمائة في العام الدراسي 2011-2012.
- تُشير بيانات وزارة التربية إلى ان الاناث يمثلن نحو 53 بالمائة، والذكور نحو 42 بالمائة من إجمالي المسجلين في المراحل التعليمية قبل الجامعة.
- بالنسبة للتعليم العالي، تبلغ نسبة الاناث الدارسين في الجامعات الرسمية في الدولة 72 بالمائة، ونحو 50 بالمائة من إجمالي الدارسين في الجامعات والمعاهد الخاصة، وتبلغ نسبة الاناث في مراحل التعليم بعد الجامعي (ماجستير ودكتوراه) نحو 62 بالمائة في الجامعات الحكومية، ونحو 43 بالمائة في الجامعات والمعاهد الخاصة.
- توضح بيانات «المركز الوطني للاحصاء» ان نسبة الاناث بين المسجلين في منظومة التعليم الجامعي خلال العقدين الماضيين، بلغت قياساً إلى نسبة الذكور نحو 144 بالمائة.
- في جامعة الإمارات في العام الدراسي 2013: طلبة الدراسات العليا (الذكور 329)، (الاناث 468) وطلبة الدراسات الجامعية (الذكور 2957)، (الاناث 9786).
من جهة أخرى قرّر مجلس الوزراء في دولة الإمارات إلزامية التمثيل النسائي في جميع مجالس إدارات الشركات والهيئات الحكومية في الدولة، وهذا عزّز دورها ومشاركتها في الحقل العام.
الحديث يطول عن الدور المتقدم للمرأة الاماراتية في بناء المجتمع في دولة الإمارات، وكذلك حول دورها الاقتصادي في المشاريع الاستثمارية، وهذا يعود لخارطة الطريق التي وضعها الراحل الكبير الشيخ زايد واستكملها الجيل الثاني من القيادة، ففي عام 2008 تولت المرأة أربع حقائب وزارية، ودخلت أيضاً السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية حيث تمّ تعيين ثلاث سفيرات، وفي عام 2013 تمّ تعيين امرأة مندوبة دائمة للدولة في الأمم المتحدة، كما تشارك المرأة الاماراتية في الانتخابات، ففي عام 2011 دخلت ست نساء إلى عضوية المجلس الوطني الاتحادي، وتم اختيار أخرى عبر الانتخابات ليصل عددهن إلى سبع.
على فكرة نسبة الأميّة لدى المرأة الاماراتية باتت (1) بالمائة (واحد بالمائة).
هذه الوقائع والاحصاءات والبيانات هي أبلغ ما يقال عن دور المرأة الاماراتية وحقوقها..، حيث يؤمل ان تعمم هذه التجربة «الظاهرة المتميزة» في العديد من بلادنا العربية.
وايضاً هناك عناوين أخرى في المشهد الاماراتي.