لا يفتر الأطباء عن الحديث والتذكير بأن هناك أمراضاً عدة تصيب كثيراً من الناس ولها انتشار كبير، وأن هذا يعود بسبب عادات غذائية خاطئة نمارسها أو بسبب سلوكيات حياتية غير قويمة، وأن تبعات الإصابة بمثل هذه الأمراض وخيمة على الفرد وأيضاً على أسرته.
لن أذهب بعيداً، فهذا هو مرض السكري الذي يتطلب حزمة من الإجراءات للوقاية من أعراضه وتفرعاته، وحتى تتجنب الإصابة به يجب عليك اتباع خطوات عدة مهمة بشكل كبير، وقس على هذا المرض أمراضاً أخرى لا تقل خطورة مثل زيادة الوزن.
نشاهد اليوم جهوداً لأطباء وطبيبات في مجال التثقيف وتنمية وعي المجتمع بمثل هذه الأمراض، وقد أخذوا على عاتقهم القيام بمثل هذه المهمة لأنهم يشاهدون يومياً العشرات من الأمراض التي كان يمكن تجنبها وتلافي الوقوع في براثنها بقليل من المعرفة والدراية، والإصابة بها تحدث دون تمييز رجلاً كان أو امرأة طفلاً أو شاباً.
هؤلاء الأطباء والطبيبات ولأنهم يشعرون بعظم المسؤولية وبحجم الألم، يخصصون جزءاً كبيراً من وقتهم للخروج في وسائل إعلامية للحديث عن هذا المرض أو ذاك، بل حتى في عياداتهم تجدهم مهمومين بهذا المجال وهو توعية مرضاهم وزيادة ثقافتهم المعرفية بمرضهم أو بالأعراض وكيف تجنبها.
يقال إنه كلما زادت حملات التثقيف والتوعية الطبيبة انخفضت فاتورة العلاج لكثير من الأمراض، وهذا صحيح في مجمله، وهو يؤشر إلى تفعيل برامج الوقاية والتثقيف الصحي، وأن يقوم بها متخصصون في هذا المجال، وأن تترجم لتكون على أرض الواقع، بمعنى تكون هناك برامج وقاية وبرامج تستهدف تنمية المجتمع، ويكون هذا العمل مجتمعياً مؤسساتياً تقوم به مؤسسات المجتمع المدني وتتضافر جهودها مع مختلف وسائل الإعلام، لأنه لا يمكن ترك هذا الملف على عاتق الأطباء والطبيبات وحدهم، هم مهمومون بعياداتهم ومرضاهم والمراجعين وغرف العمليات، لا يمكن إلقاء مثل هذا الحمل عليهم، إضافة إلى ما لديهم من مهام ضخمة وجسيمة.
وأنا أشير إلى إنشاء أقسام للتوعية والتثقيف الصحي، وإذا كانت موجودة فيجب تفعيلها وتنشيطها، يجب أن تصل إلى الناس وأن تستخدم وسائل التواصل الحديثة، حتى المستشفيات الخاصة يجب أن تقوم بدورها في هذا المجال في خدمة المجتمع، فضلاً عن مؤسسات القطاع الخاص على مختلف توجهاتها، الكل يجب أن يسهموا في هذا المجال ودعم ميزانيات التثقيف الصحي، حتى يكون مجتمعنا مجتمعاً يتمتع بالصحة والعافية، وهذا سينعكس على الأداء والإنتاجية، وبالتالي ستستمر عجلة التقدم والتطور.