أورد امبراطور المعلوماتية، بل غيتس، صاحب شركة (مايكروسوفت) عام 1997 في كتابه The speed of Though القصة التالية عن إحدى المدارس:
تقع مدرسة كرستوفر كولومبس الإعدادية في ولاية نيو جيرسي الأمريكية في مدينة يونيون سيتي
كان مستوى هذه المدرسة ، هو أدنى مستوي تعليمي في الولاية ، وكانت المدرسة تعاني من كثرة الغياب ، والتسرب ، وتم بحث هذه المشكلة، وأخيرا قررت شركة (بل أتلانتيك) المساهمة في إدخال الكمبيوتر إلى المدرسة، وإلى بيوت الطلاب والمدرسين، مع ربطها بشبكة الأنترنت، وأخذ كلُّ المعنيين دورات تدريبية على استخدام الكمبيوتر، وبدأ أولياء الأمور يتصلون بالمدرسين، وفوجئ جميع التربويين والباحثين، بأن غياب الطلاب قد انتهى تماما، وانتهت الصراعات الجسدية بين الطلاب، وارتفع مستوى المدرسة، لتصبح ضمن المراكز الأولى.
أوردتُ اللقطة التالية، لأنني شاهدتُ الفرحة في عيون حفيديَّ، عندما أغلقت المدرسة أبوابها، بمناسبة موجة الصقيع التي بدأت يوم 11/12/2013، لقد فرح الاثنان بالإجازة، أو بتعبير آخر، فرح الاثنان بإقفال أبواب المدرسة (المكروهة)!
سؤال يهرب منه كثيرون:
لماذا مدارسُنا مكروهةٌ، حتى من الطلاب المتفوقين؟
أيكون السبب راجعا إلى البناء المدرسي التعيس، والإدارة المدرسية القمعية الفاشلة؟
أم إلى المدرسين المحبطين العاجزين؟
أم إلى المناهج الدراسية الحشوية العقيمة؟
أم أن السبب يعود للحقيبة المدرسية الثقيلة، التي تحتاجُ عربة جرٍ يدوية؟
أم أن السبب، يعود إلى أننا لم نتعامل مع عقول أبنائنا، التي أكسبتها المعلوماتية الحديثة قدراتٍ وكفاءاتٍ، تمرَّدتْ على الأبنية المدرسية التعيسة، والمدرسين المقهورين والمناهج العقيمة، مما ولَّد عندهم إحباطا، فهم في بيوتهم مهندسو معلومات، يملكون أحدث أجهزة المعلوماتية، وهم قادرون أن يتعاملوا بكفاءة مع أحدث أنظمة الحوسبة، ولكنهم عندما يدخلون مدارسهم التي لا تعترف حتى اليوم بقدرات الحاسوب على التعليم، ولا توظفه في برامجها ومناهجها واختباراتها، يُعاملون كعقولٍ جاهلة، وأوعية فارغة تحتاج إلى الملء؟!!