استقلالية الفكر والتعبير استقلالية الفكر والتعبير تثار في المجتمعات العصرية، حيث انتشار المعلومات الهائلة، وهذه الأخيرة تطرح إشكالية الحياد والإنصاف عند التحليل كما أنها قضية محورية تهيمن منذ قرون على الفكر الغربي الحديث،في جميع الثقافات والحضارات المختلفة استقلالية الفكر والتعبير حق الأفراد في التفكير كما يشاؤون، وفي التعبير عن هذه الأفكار بكل الوسائل الممكنة، وفي جميع ميادين الفكر وأن حرية الفكر حق من حقوق الإنسان الفردية، كما تتصورها الحضارة الغربية الحديثة وأن استقلالية الفكرمرتبطة بحرية التعبير، بينهما تلازم تام، بحيث يستحيل الكلام عمليا عن إحداهما دون التطرق للأخرى صحيح أننا يمكن أن نقول: إن حرية الكلام أو الكتابة يمكن منعها..ولكن حرية التفكير.لانستطيع منعها فعملية التفكير الباطني هي حركة التعبير ونشر الأفكار بكل حرية،وبكل الوسائل الممكنة تشمل مجالات مختلفة ومتعددة،كالسياسة والفلسفة والأخلاق والدين. ولذلك فإن استقلالية الفكر تعبر..لمحة تاريخية يذكر كثير من الباحثين ومؤرخي الحضارة، أن نوعا من حرية الفكر والتعبير كان موجودا في بلاد اليونان، أيام نهضتها الحضارية والفكرية. التي عاشتها أوروبا في ظل سطوة الكنيسة، وتحت نير محاكم التفتيش المدمرة، كانت كفيلة بمحو هذا المعنى من أذهان الأوروبيين، إلى أن أحيته ثلة من الفلاسفة المناوئين لسلطان الكنيسة، خلال ما يسمى ”عصر الأنوار”. وقد أفضى تحريك المصطلح فكريا، إلى تبنيه على الواقع من طرف قادة الثورة الفرنسية، في النصف الثاني من سنة 1789م، في ما يسمى (إعلان حقوق الإنسان والمواطن، ثم انتشر خلال القرني التاليين في بلاد العالم الغربي، بعد معارك فكرية وسياسية مع بقايا الكنيسة وفي سنة 1948م، وبعد سنوات الحرب التي زعزعت استقرار أوروبا والعالم، تبنى المجتمعون في باريس، ما سمي (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، الذي ينص على حرية الفكر في بنده التاسع عشر. وقد صار هذا الإعلان، المرجعية الفكرية للجمعيات الحقوقية في العالم وإن هذه اللمحة التاريخية، تبين أهمية مبدأ الحرية عموما، وحرية الفكر والتعبير خصوصا وتبين أيضا من خلال استقراء التاريخ، أن *حقوق الإنسان* ومن ضمنها حرية الفكر.ارتبط دخوله إلى بلاد الإسلام بالمرحلة الاستعمارية، التي فرضت على الأمة مجموعة من المفاهيم المباينة لثوابتها الدينية والحضارية