كشفت دراسة عن ارتفاع كبير في نسبة زواج الأطفال في السودان، مما تسبب في فقدان ما بين 60 بالمئة و70 بالمئة من البنات فرصهن في التعليم في عدد من محافظات السودان، وأن مفهوم زواج البنت مبكرا من أجل سترها هو الطاغي لدى معظم المجتمعات التي شملتها الدراسة.
وأعلن بيان صحافي للمجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان، أن نتائج الدراسة التي قام بها المجلس والخاصة بالمعرفة والاتجاهات والممارسات بشأن زواج الأطفال في الفترة من يوليو 2012 إلى يناير 2013، والتي تمثل جزءا من دراسة عالمية تمولها اليونيسيف بهدف فهم الأعراف الاجتماعية حول زواج الأطفال.
وأوضحت أن زواج الأطفال في السودان شهد زيادة في الفترة من 2006 إلى 2010 مما حدّ من فرص التعلم للبنات بنسبة 58 بالمئة في جنوب دارفور و61 بالمئة في محافظة الخرطوم و71 بالمئة في شرق دارفور.
وقال البيان إن الدراسة أجريت في ست محافظات في السودان هي الخرطوم، والقضارف، وجنوب وغرب وشرق ووسط دارفور بإشراف مستشار وطني وبتعاون وثيق مع المجلس القومي لرعاية الطفولة وفروعه في محافظات المختارة. وأكدت آمال محمود، الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة أن من أكثر الأسباب التي توصلت إليها الدراسة في ما يخص الزواج المبكر للبنات، هو مؤشر السترة واعتقاد بعض المجتمعات أن تزويج البنت أفضل لها.
كما كشفت الدراسة أن النواحي الاقتصادية هي التي تجعل الأسر تزوج البنات من أجل تخفيف عبء الإنفاق لانتشار الفقر، كذلك رسوخ مفهوم عدم ضرورة إكمال الفتاة لتعليمها، وذلك لقلة الوعي، خاصة في الريف.
وأكدت الأستاذة أمال محمود، كذلك أن هذه الدراسة شملت السلوك والممارسة في ست محافظات، وربما لا تعطي قراءة دقيقة، لذلك يجب أن تكمل بعمل مسحي شامل توسع فيه العينة، ويشمل الجوانب الصحية وتأثيرات هذا السلوك على حياة البنات.
مشيرة إلى ضرورة مواصلة العمل على رفع الوعي بين المجتمعات ودعم زيادة فرص الحصول على التعليم الجيد للبنين والبنات ومراجعة التشريعات وتأسيس برنامج مستمر للتصدي لهذه الممارسة.
وكانت مجموعة من المحامين والنشطاء الحقوقيين نادت في وقت سابق بتغيير القوانين السودانية التي تسمح بزواج الفتيات في سن العاشرة.