لم يكن في تصور رائدة الأعمال الاجتماعية سفانة ربيع دحلان أن تخوض عالم المال والأعمال عندما تخرجت من الجامعة، فوالداها لم يخوضا هذا المجال بحكم عمل والدها في القطاع العام ووالدتها كأكاديمية بالجامعة، وعندما درست المحاماة في جامعة القاهرة، وحصلت على أول تصريح من وزارة التعليم العالي لدراسة المحاماة هناك، لم يخطر في بالها -كما تقول- أن تعمل في غير تلك المهنة، بعد أن عملت بها لفترة قصيرة كمتدربة في أحد المكاتب في مصر، وانتقلت بعدها للعمل في لبنان عندما جاءتها الفرصة للعمل في أحد البنوك لمدة ثلاث سنوات، وفي نفس الفترة حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال تخصص "تسويق"، وذلك بعد حصولها على ماجستير في الشريعة والقانون.
نتقلت للكويت وعملت في مكتب للمحاماة لمدة ست سنوات كمستشارة قانونية، ومن ثم رجعت لأرض الوطن لتدير أعمالها كرائدة أعمال من المنظور والرؤية القانونية، لتحقق نجاحات وإنجازات متميزة محليا ليسطع اسمها إقليميا ودوليا وعالميا وتصبح سفيرة المملكة ليوم رائدات الأعمال السعودي، حيث تم اختيارها قبل أيام من قبل الأمم المتحدة كسفيرة ليوم رائدات الأعمال العالمي 2014/2015م، حيث ستقوم بإطلاق سلسلة من المبادرات والحملات لدعم تنمية المشروعات ودفع عجلة النمو الاقتصادي وتمكين المرأة في جميع أنحاء المملكة.
ويعتبر يوم رائدات الأعمال العالمي مبادرة تبنتها ودعمتها واستضافت فعالياتها أيضا الأمم المتحدة، حيث تم اختيار سفيرات من كل الدول بهدف تمكين وتطوير صاحبات المشروعات من بنات وطنهن وتزويدهن بأفكار ومعرفة وإيصال أصواتهن محليا وعالميا.
كما تم قبل أيام أيضا تكريمها من قبل وزير الاقتصاد الإماراتي المهندس سلطان بن سعيد المنصورى ضمن ثماني سيدات بجائزة الإنجاز في النسخة 16 من منتدى الرائدات وسيدات الأعمال في دبي، والتي تركز هذا العام على تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في قطاع الأعمال.
وتعد سفانة هي المؤسسة للعديد من المؤسسات الاجتماعية التي تعمل على تطوير الصناعات الإبداعية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط. وقد استثمرت خبرتها في مجالي القانون وإدارة الأعمال في بناء مؤسسة اجتماعية تعنى بالمصممين العرب وتهتم بدعمهم من خلال عدة برامج لبناء كفاءتهم على الصعيدين الإبداعي والتجاري.
فهي رائدة في مجال عملها ولديها تاريخ طويل بالأنشطة الخيرية والمرتبطة بالتنمية والمصلحة العامة، وهي رئيسة ومؤسسة شركة "تشكيل"، وهي مؤسسة اجتماعية تعمل على احتضان أصحاب المشروعات الإبداعية وتسريع مسيرتهم العملية، وتشجع التغيير الفعال والنتائج الإيجابية في مجال الاقتصاد الإبداعي بالمملكة. كما أنها أيضا المؤسسة لـ"مساحات كيان" وهي عبارة عن مساحات عمل مشتركة لرواد الأعمال وأصحاب الأعمال الحرة.
وعملت رائدة الأعمال سفانة دحلان كمستشار قانوني في عدة دول عربية، وهي إحدى أول عشر محاميات حصلن على ترخيص مزاولة مهنة المحاماة بالمملكة، ولها كتابات عديدة حول قضايا مثل حقوق المرأة، والتبادل الثقافي، والقطاع الإبداعي السعودي والقيم الاجتماعية وحوار الأديان. وهي أول زميلة سعودية في زمالة للأمم المتحدة، كما تعمل محاضرة ومتحدثة فاعلة دوليا وإقليميا، وتم اختيارها في عام 2011، للمشاركة في برنامج هارفارد التنفيذي "القيادة من أجل المستقبل: المنطقة العربية في خضم عالم متغير"، حيث أكدت أن النظام الاقتصادي هو الركيزة الأساسية للتغيير والتطوير المجتمعي، ودعم وتمكين رواد الاعمال شباب وشابات هو عنصر حيوي وهام في قطاع الأعمال ويساعد المجتمعات على النمو والازدهار.
وأطلقت سفانة مؤخرا المبادرة الوطنية السعودية للإبداع، وهي مبادرة تنموية وتأهيلية وبحثية من تصميم الغرفة الإبداعية مستقاة من الرؤية الإستراتجية الوطنية للمملكة للتحول نحو اقتصاد المعرفة بحلول عام 2030. وتختص المبادرة بكونها أول مبادرة ستعمل على سبر واقع الصناعات الإبداعية الحالية في المملكة ومكامنها ومواقعها والتعرف على العاملين فيها على المستويات كافة والاختصاصات وظروف عملهم ومستوى قدراتهم لتحسين أدائهم وتنميتهم وتواصلهم والتواصل معهم، لنعمل جميعا على المساهمة في تحقيق الإستراتيجية الوطنية التي ترتكز بشكل أساسي على الاستثمار في الموارد البشرية للمملكة والإسهام في إيجاد فرص عمل للشباب المدرب جيدا وتنويع مصادر الدخل الوطني.
وتقول سفانة: نعمل اليوم كشبكة من سيدات الأعمال على جمع الكوادر النسائية والعمل معهن وتحفيزهن وفتح الآفاق لهن ليحققن ما يردنه، ويكون لدينا أجيال من رائدات الأعمال في المستقبل.