ظاهرة جديدة شهدتها الدول الغربية في السنوات الأخيرة، تتمثل في تقديم الكثير من النساء ذوات المؤهلات العالية استقالاتهن من مناصبهن المهمة في القطاعين الحكومي والخاص، من أجل التفرغ للأسرة والبيت وتربية الأطفال.
ففي استطلاع للرأي أجرته بعض المعاهد والهيئات المهتمة بشؤون المرأة على 1500 امرأة متوسط أعمارهن 29 عاماً، ويشغلن وظائف عالية. تبين أن 61 في المائة منهن يرغبن في حياة عائلية مستقرة، والتمتع بإحساس الأمومة، وفي تحقيق زواج سعيد في سن الـ 30.
وأوضح المشرفون على استطلاع الرأي أن أغلبية النساء اللاتي شملهن الاستطلاع أدركن أنهن من المستحيل أن يحصلن على كل شيء.. وأن عليهن أن يخفضن بعض الشيء من سقف طموحاتهن، ولأن أي محاولة للتوفيق بين الأمومة والعمل يكون الأطفال فيها هم الضحية.
في الوقت نفسه، نشرت مجلة ''المرأة الجديدة'' نتائج بحث أثبتت فيه أن المرأة العصرية تفضل سعادتها الشخصية على الراتب الكبير والوظيفة المهمة، وحتى يمكنها الحفاظ على سعادتها المتمثلة في حياة عائلية سعيدة لا يشقى فيها الأطفال، عليها أن تسعى إلى الالتحاق بوظيفة تسمح لها بقضاء وقت يسمح لها برعاية بيتها وأطفالها.
وقامت بعض الشركات الكبرى في كل من ''أمريكا'' و''بريطانيا'' بدراسة موسعة لأسباب ترك النساء ذوات المؤهلات العالية وظائفهن، ونشرت تقريراً بعنوان ''هجرة العقول النسائية'' جاء فيه أن 37 في المائة من ذوات المؤهلات العالية يتركن وظائفهن طواعية وباختيارهن عندما أدركن استحالة الجمع بين متطلبات الوظيفة المهمة واحتياجات البيت والأطفال، وأن 58 في المائة من ذوات المؤهلات العالية فضلن التحول إلى بعض الوظائف الأقل أهمية أو التي تسمح لهن بالعمل نصف الوقت.
وفي تعليق من كاتب التقرير جاء فيه أنه منذ عقود كان التحدي الذي واجه المجتمعات الأوروبية والأمريكية هو اجتذاب المرأة لتكون ضمن القوة العاملة، أما التحدي الراهن الذي يواجهه المجتمع الغربي الحديث فهو محاولة إبقاء المرأة داخل نسيج القوة البشرية العاملة.
وفي مواجهة سيل طلبات الاستقالة من العمل المقدمة من النساء العاملات في الوظائف العليا في الحكومة والشركات، بدأت بعض الشركات في القطاع الخاص بعرض تسهيلات للنساء العاملات فيها حتى يمكن الاحتفاظ بهن. ومن هذه التسهيلات أن تختار المرأة عدد ساعات العمل بحيث يمكنها أن تجد وقتاً للتسوق، ولتوصيل أطفالها إلى المدارس، ولرعاية شؤون البيت. وكان من نتيجة ذلك أن ما يزيد على نصف مليون امرأة في شركات بريطانية وأمريكية قد استفدن من هذه التسهيلات.
وتشير الإحصائيات التي أجريت في ''بريطانيا'' و''أمريكا'' إلى أن نسبة الأمهات العاملات في سن الـ 45 بدأت تنخفض على نحو واضح.
وفي رأيي أن على الفتاة أن تعمل وهي عَزَبَة .. ثم وهي متزوجة ما دامت قادرة على التوفيق بين العمل في البيت والمكتب.. ولكن عليها أن تعود إلى البيت إذا أنجبت أكثر من طفل.. فهي لن تستطيع أبداً التوفيق بين واجبات البيت والأمومة وواجبات العمل.. خاصة إذا بلغت سن الـ 40 أو الـ 50 فمن واجبها أن تعود إلى البيت وتستمتع بالراحة بقية عمرها.