تحت رعاية سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني، حرم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد ، انطلقت اليوم، الثلاثاء، أعمال ملتقى قطر الخامس لسيدات الأعمال الذي تنظمه رابطة سيدات الأعمال القطريات وشركة "إنتر أكتف بزنس نتورك"، لمناقشة عدد من المواضيع الهامة من أبرزها تطوير مهارات الأفراد، وتمكين المرأة، والطرق الناجحة لتأسيس الأعمال، وذلك بمشاركة ممثلين من 40 دولة عربية وعالمية، وحضور أكثر من 500 شخص.
وقالت السيدة عائشة حسين الفردان، نائب رئيس مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطريات، إن المشاركات في الملتقى أصررن على مناقشة مشاغل سيدات الاعمال، خلال النسخة الراهنة للملتقى، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم منذ 5 سنوات، الى جانب الظروف الجيوسياسية التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.. مشيرة الى الجهود المبذولة من قبل رابطة سيدات الاعمال القطريات، في مواصلة لم شمل قائدات الاعمال والرائدات منهن للاستفادة من خبراتهن و تثبيت دور المرأة كمسؤولة في الشأن الاقتصادي.
واضافت أن انعقاد الملتقى يتزامن هذا العام مع الاحتفالات الخاصة باليوم الوطني، وذلك في ظل طفرة معمارية تشهدها البلاد، "امتزجت فيها عراقة الماضي وأصالة الحاضر فأعطت طابعا له لون وطعم مختلفين، وبذلك أضحت قطر إحدى الوجهات السياحية والاقتصادية التي يشار إليها بالبنان تسير على نهج الأولين".
وأكدت أن المرأة القطرية أثبتت جدارتها بالعمل في المجال الاقتصادي، والتعامل مع مشروعات واستثمارات كان يعتقد طيلة السنوات الماضية أنها حكراً على الرجال، حيث بدأت سيدات الأعمال القطريات العمل في مجالات ونشاطات تجارية واستثمارية أكثر تنوعاً، مثل القطاع المالي والخدمي والعقارات والديكور والصحة وغيرها، فأصبحت سيدات الأعمال يمتلكن نحو 4440 شركة يزيد حجم أعمالها عن 10 مليار دولار، كما تمكّنّ بفضل جهودهن ومثابرتهن واعتمادهن على ذواتهن من تحقيق نجاح كبير في المجالات التجارية التي يمارسنها.
وبينت أن المرأة القطرية، استغلت الانفتاح الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، و اتجهت نحو الاستثمار في البورصة حيث تشير آخر الاحصائيات الى ان 45 بالمائة من الاسهم تملكها سيدات قطريات بما يزيد عن مليار سهم ، قيمتها تتجاوز 3 مليار دولار.. مضيفة أن تنامي الدور الذي تلعبه سيدات الاعمال في الاقتصاد، شمل المنطقة بأسرها، حيث قدر صندوق النقد الدولي أن 20 بالمائة من السجلات التجارية في المملكة العربية السعودية تعود الى نساء و أن أرصدتهن في البنوك المحلية تصل الى 16 مليار دولار، وفي البحرين، فإن سيدات الأعمال يشكلن نسبة 40 بالمائة من إجمالي السجلات التجارية النشطة.
ولفتت السيدة عائشة حسين الفردان، نائب رئيس مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطريات، الى أن الإحصاءات المتوفرة، أظهرت أن صاحبات الأعمال المنتسبات إلى غرفة تجارة وصناعة عمان بلغ عددهن نحو 9 الاف صاحبة أعمال، في حين شكلت النساء نسبة 9 بالمائة من إجمالي القوة العاملة في البلاد، كما ارتفع عدد سيدات الأعمال الإماراتيات إلى أكثر من 10 ألاف سيدة يدرن استثمارات بمليارات الدولارات، أغلبهن في الشركات الصغيرة و المتوسطة.
وأشارت الى ما كشف عنه اتحاد الغرف الخليجية من أن القوة النسائية العاملة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، زادت خلال عشر سنوات، بنسبة 83 بالمائة، و"تعد هذه النسبة عالية عالميا وإقليميا، وهذا مؤشر على نمو الاستثمارات النسائية ومشاركة المرأة في العديد من القطاعات"، لكنها ذكرت أنه في ظل هذا الزخم المسجل في الانتاجية بالنسبة لسيدات الاعمال الا ان الثقة في قيادة المرأة للمؤسسات لا تتجاوز نسبة 8 بالمائة عالميا واقل من ذلك بكثير في العالم العربي، و "هذا ما يتوجب علينا العمل عليه معا لتحسينه مما سينعكس بالإيجاب علينا جميعاً".
من جانبها القت سعادة السيدة سارة أوغلو حرم رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، كلمة رئيسية خلال الملتقى تحدثت من خلالها عن وضع المرأة في التاريخ وكيف أدى ظهور الإسلام وتعاليمه إلى إعلاء شأنها واكرامها واحترامها، ثم أكدت على أهمية نشر التعليم بين الفتيات وايجاد تنوع ثقافي لدعم المرأة وتحقيق التوازن بين الجانب المهني والجانب الأسري للمرأة، وكذلك نشر الوعي الكافي اللازم بأهمية دور المرأة الفعال في المجتمعات ومشاركتها في التنمية الاقتصادية والسياسية،.
واستعرضت السيدة أوغلو الوضع الذي تعيشه المرأة في تركيا قائلة : "حقت المرأة التركية تقدما ملحوظاً في عام 2002 في المجال الاقتصادي وتقوم الدولة على صعيد المشاريع الإقتصادية بتحسين وضع المرأة في الهياكل الاقتصادية وتوفير فرص العمل، واتاحة التعليم الاجباري للنساء وانشاء مدارس في جميع أنحاء البلاد، خاصة المناطق الريفية واتاحة قروض للسيدات، كما وتسعى الحكومة لزيادة نسبة النساء في البرلمان، وسن تشريعات تساعد على تمكين دور المرأة الفعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد قامت تركيا بتطبيق سياسات لتشجيع المرأة على العمل ومشاركتها بفاعلية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، كما وتسعى الدولة لخلق ثقافات جديدة من أجل تحقيق رؤية 2023 والتي تتضمن تمكين دور المرأة في المجتمع التركي اقتصادياً واجتماعياً".
بدوره، قال السيد رائد شهيب الرئيس التنفيذي لشركة "إنترأكتف بزنس نتورك" ان الملتقى ظل منصة لتعزيز قدرات سيدات الأعمال إذ أنه يسلط الضوء على فرص الأعمال وكيفية الاستفادة منها ويطرح التحديات الاقتصادية وسبل مواجهتها. وأضاف قائلاً : "إن احتفالنا اليوم بالدورة الخامسة لملتقى قطر الدولي لسيدات الأعمال، والاهتمام فيه خليجيا وعربياً وخاصة على النطاق العالمي، والمشاركة الواسعة فيه، هي جميعها دليل على نجاحه وأهميته المتنامية، وعلى الحيوية والاندفاعية المتزايدة للمرأة الخليجية والعربية لتحقيق الدور الذي تستحقه في جميع المجالات، وعلى كل الأصعدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً".
وشهد اليوم الاول للملتقى جملة من المباحثات وتبادل للأفكار ، حيث جاءت إحدى الجلسات الرئيسية تحت عنوان: "سيدات الاعمال كمبدعات ورائدات أعمال : متابعة مستمرة للفرص المتاحة والتحديات والمهارات المتوفرة والنجاح"، وناقشت المتغيرات في فرص الريادة في الاعمال والمخاطر المحيطة في ظل الظروف السائدة في العالم العربي ، ومستجدات وقع التغيرات السياسية والاجتماعية في عدد من الدول العربية على دور الأنشطة والقدرات القيادية لرائدات الاعمال العربيات، اضافة الى المجالات والفرص المستقبلية في ضوء الآفاق الاقتصادية في المنطقة العربية.
وتمّ خلال اليوم الأول للملتقى تكريم العديد من الرموز التي تساهم في مجال تمكين المرأة، ويأتي على رأسهم سعادة السيدة سارة أوغلو زوجة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو ، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، وشركة شل قطر، والسيد عبد العزيز آل خليفة الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، والسيد وليد السيد، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة Ooredoo.
وتستمر اليوم فعاليات الملتقى بعقد 5 جلسات تناقش مواضيع مختلفة و6 ورش عمل تعقد في ثاني أيام الملتقى الذي يركز على الموضوع الرئيسي لهذا العام وهو الابتكار، وريادة الأعمال والمسؤولية الاجتماعية، بهدف تسليط الضوء على الأهمية المتزايدة لدور سيدات الأعمال في إحداث التغيير ودفع عجلة الاقتصاد عالمياً، حيث يبحث المؤتمرون عددا من المواضيع والقضايا الأساسية في هذا المجال منها أساليب القيادة في الأعمال،وخصائص المرأة الناجحة كعاملة تغيير، وتنمية المبادرة والريادة لسيدات الأعمال وغيرها.