مع قرب الاستحقاق البرلماني فيي مصر، بدأت الجمعيات النسائية تنادي بتمثيل حقيقي للمرأة في البرلمان المقبل بما يتناسب مع جهودها وتضحياتها التاريخية والثورية، وسط مخاوف من إمكانية أن يكون إجمالي عدد السيدات في البرلمان غير مرضي، لاسيّما أن الاعتماد على خوض المرأة للانتخابات على المقاعد الفردية يواجهه الكثير من المعوقات.
وأثبتت المرأة المصرية أنها شريك فعال في تغيير ورسم ملامح الساحة السياسية، إذ كان النساء شريكات خلال ثورتي 25 يناير و 30 يونيو، إضافة لدورهن المهم والبارز في إنجاح استحقاقات خارطة الطريق من خلال كتلتهن التصويتية الفعالة.
وأكدت مؤسس حركة العدالة الاجتماعية عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر د. كريمة الحفناوي في تصريحات خاصة لـ«البيان» أنه «على الرغم من سعي اتحاد نساء مصر الذي يضم النساء من كافة التنظيمات والأحزاب المصرية إلى جانب الجبهة الوطنية لنساء مصر.
منذ كتابة الدستور إلى أن يكون تمثيل المرأة في البرلمان يناسب حجم تمثيلها العددي والتاريخي والثوري بنسبة لا تقل عن 35 في المئة من حجم البرلمان، إلا أن الدستور تضمن فقط مادة تشير إلى تمثيل مناسب للمرأة، وهو وضع قد نعتبره بداية متقدمة في حصول المرأة على حقوقها السياسية في تمثيل مرضٍ في كافة المجالس المنتخبة».
العراقيل
واستعرضت الحفناوي المعوقات التي تواجه المرأة في خوض الانتخابات الفردية التي يعول عليها كافة القوى السياسية في حصد المقاعد في البرلمان المقبل والتي أوجزتها باحتكار الدوائر من قبل أصحاب المال السياسي، وتابعت: «إننا نعمل على أن تصل مقاعد المرأة في البرلمان لـ100 مقعد، ونحتاج في سبيل تحقيق ذلك لتشجيع على المستوى الإعلامي والسياسي والحزبي والمجتمعي».
أما عن التحديات التي قد تواجهها المرأة داخل البرلمان، فقد استبعدت البرلمانية السابقة مارغريت عازر في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن تواجه المرأة تحت قبة البرلمان أي عقبات، حيث إنها تقدم نفس الدور الذي يقوم به الرجل، مؤكدة أنه «رغم أن نسبة التمثيل المخصصة للمرأة ليست مناسبة، إلا أنه لابد من تعويض ذلك بتوصيل الكفاءات النسائية لشغل هذه المقاعد».
ويصبح هم المرأة الأساسي تحت قبة البرلمان أن تترجم أداءها السياسي والبرلماني لحزمة من مشروعات القوانين السياسية والاقتصادية من أجل تعزيز دورها وإثبات أنها ند سياسي قوي للراجل، فيما أوضحت أن المجلس القومي للمرأة يبذل جهوداً في التنسيق بين مرشحات البرلمان المقبل.
تدعيم الكفاءات
فيما يحاول البعض أن يعول على أن الوعي المجتمعي والسياسي المصري قد نضج إلى حدٍ يسمح بتدعيم الكفاءات النسائية في المعركة الانتخابية.
وهو ما أشارت إليه مستشار رئيس الجمهورية السابق الكاتبة الصحافية سكينة فؤاد في تصريحات خاصة لـ«البيان» التي أوضحت أن «المرأة عانت من تاريخ سيئ من الإقصاء والإهمال وعدم ترجمة ما قدمته من دور تاريخي في كل ما مرت به مصر، إلى وقائع وممارسات تجعلها تحصل على حقها في تمثيل برلماني مناسب».
تغيير
قالت مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، د. عزة كامل، إن المرأة المصرية تعانى بشدة داخل المجتمع، مؤكدة أن «ثورتي يناير ويونيو لم تغيرا من واقع المرأة المرير». وطالبت كامل الدولة بتبني قانون شامل لمكافحة العنف ضد المرأة، وما تواجهه من صعوبات على مستوى حقوقها. وأكدت أن «أي مجتمع لا يتقدم دون أن تحصل المرأة على حقوقها».