سيطرت النساء على جوائز مهرجان دبي السينمائي الدولي مساء الثلاثاء، مع فوز مخرجات من اليمن والإمارات وتونس بالجوائز الرئيسية في المسابقة الرسمية.
وفاز فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" للمخرجة اليمنية خديجة السلامي، بجائزة أفضل فيلم روائي في المسابقة الرسمية لجوائز المهر العربي، فيما حصلت الإماراتية نجوم الغانم على جائزة أفضل فيلم غير روائي عن "سماء قريبة"، ونالت التونسية هند بوجمعة جائزة الفيلم القصير عن فيلمها "...فتزوج روميو جولييت".
عن زواج القاصرات في اليمن
وتعالج خديجة السلامي قضية زواج القاصرات في اليمن عبر الفيلم الروائي "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة"، الذي صورته بميزانية صغيرة وبصعوبة داخل اليمن قبل أشهر.
والفيلم هو الروائي الأول للمخرجة اليمنية التي عرف لها أكثر من 20 فيلما وثائقيا، وهي أفلام شاركت وفازت بجوائز أخرى في مهرجانات سينمائية عبر العالم.
وتناول الفيلم قصة حقيقية لمعاناة الطفلة نجود التي تم تزويجها من شخص عنيف وجاهل، وهي تحت سن العاشرة، ومعركتها مع القضاء اليمني والتقاليد العشائرية للحصول على الطلاق. وكانت قضية "نجود" قد أصبحت قضية رأي عام، تم من خلالها التعرض لأضرار ومخاطر زواج الصغيرات في اليمن. وكانت الطفلة نجود قد كتبت حكايتها وروتها في كتاب منذ عدة سنوات بالتعاون مع الصحافية الإيرانية الفرنسية ديلفين مينوي، وأصبحت بعدها رمزاً لقضية زواج القاصرات في اليمن.
وتكلمت خديجة السلامي عن ظروف تصوير فيلمها في اليمن وعن عدد من الصعوبات التي واجهتها، وعلى رأسها الوضع الأمني المعقّد في البلاد خلال السنوات الأخيرة، ومخاوف عدد من أفراد طاقم التصوير جراء عمليات الاختطاف
وحضرت خديجة السلامي إلى دبي مع ممثلتها الأساسية الطفلة ريهام محمد، وشقيقتها رنا محمد، للمشاركة في تقديم الفيلم الذي كان عرضه الأول عالميا في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وتعليقاً على نيلها الجائزة الأكبر في دبي، اعتبرت خديجة السلامي أن في ذلك "تسليطاً للضوء على هذه القضية التي أدافع عنها وعن الأطفال، مع استمرار وجود هذه الظاهرة في اليمن". وأضافت: "أنا سعيدة جداً بالحصول على الجائزة بعدما تعبت كثيراً في إنجاز هذا الفيلم".
وسبق للمخرجة أن تناولت الموضوع نفسه من خلال فيلم وثائقي. وهي صورت فيلمها في قلب اليمن مع ممثلين يمنيين في قرى جبلية يمنية رغم الصعوبات التي اعترضتها.
سماء قريبة
أما الإماراتية نجوم الغانم فتناولت في فيلمها قصة امرأة هي أم محمد الهاملي، التي تعمل في الصحراء في مزاينة الإبل، وتسعى لأن تفوز ناقتها بلقب الناقة الأجمل وسط عالم ينشط فيه الرجال. وتصر على المضي في عزمها وحيدة كامرأة وسط مجتمع خليجي محافظ.
وقالت الغانم: "أشعر أن هذه الجائزة هي تكريم للسينما الإماراتية".
ومنح سليم أبو جبل المخرج السوري-الفلسطيني من الجولان المحتل جائزة المهر الخاصة للجنة التحكيم، عن فيلمه الوثائقي "روشيما" وهو أول تجربة له.
ويصور الفيلم ترحيل مسنين من المكان الذي لجأ إليه بعدما نزحا من أراضي 48، وحيث عاشا لسنوات طويلة. فبسبب مشروع شق طريق إسرائيلية يضطرا إلى الرحيل من جديد ما يساهم في هلاكهما على نحو أسرع.
وحصلت ثلاثة أفلام شاركت في المسابقة على شهادات تقدير وهي: "المجلس" وهو وثائقي للمخرج يحيى العبدالله من الأردن و"راني ميت" للجزائري ياسين بلحاج وهو روائي، و"رسالة إلى الملك" للعراقي هشام زمان الذي أنجزه بين السويد والعراق.
"...فتزوج روميو جولييت"
أما لجهة الفيلم القصير، فكانت الجائزة الكبرى للمخرجة التونسية الشابة هند بو جمعة عن "...فتزوج روميو جولييت"، الذي يصور غياب الرومانسية في علاقة بين زوجين قديمين، واعتماد الرجل على المرأة في كل شيء داخل البيت وفي الحياة عموما.
ومنحت جائزة لجنة التحكيم في الفيلم القصير لسهيم عمر خليفة عن فيلمه "الصياد السيئ ".
كذلك، منحت شهادة تقدير للبناني كريم الرحباني عن عمله الذي يدخل عالم الرهبنة والنفاق الديني وعنوانه "ومع روحك"، بينما منحت شهادة تقدير أخرى للأردني رامي ياسين عن فيلم "في الوقت الضائع".
وحتى في جوائز المهر الخاصة بالأفلام الإماراتية برزت المرأة، مع فوز المخرجة الشابة عائشة الزعابي بجائزة المهر الإماراتي عن عملها القصير "البعد الآخر"، فيما منحت جائزة لجنة التحكيم لمحمد سويدان عن شريطة "الاعتراف".
أما الفائز الاماراتي بجائزة وزارة الداخلية لأفضل سيناريو مجتمعي وقيمتها 100 ألف دولار، فكان المخرج الإماراتي سعيد سالمين المري عن "ساير الجنة".
وتميزت هذه الدورة من مهرجان دبي باختصار عدد التظاهرات وعدد الجوائز مع عرض 115 فيلما من العالم، تراوحت بين القصير والطويل والروائي وغير الروائي.
وكرم المهرجان هذا العام النجم المصري نور الشريف، والمغنية الهندية التي أدت مئات الأغاني في الأفلام الهندية آشا بوسلي.