فالأم هى (المرأة) التى حاول بعض المغيبين عن أهمية دورها أن يعملوا على تهميشها واستلابها حقًا من أهم حقوقها وهو الريادة والقيادة وتصدُّر المشهد فى كل المجالات الحياتية من علوم وفنون وآداب وتنمية مجتمعية وإبداع وموسيقا.. إلخ،أبدأ مقالى هذا بسؤال أعرف أنه صادم، ولكنى أورده على سبيل التعجب والمبالغة فيه .. وهو : هل تستطيع الشجرة أو النخلةالباسقة أن تتخلى عن جذورها بحجّة أنها مغروسة فى أعماق التربة ولا تليق بشموخها فى الفضاء ؟فى هذه الحالة فهى تحكم على نفسها بالذبول والفناء والاندثار، وتلك هى حال من ينكر الجذور المتمثلة فى عظمة (الأم) التى كانت سببًا فى أن تهبها الحياة بقدرة الخالق سبحانه وتعالى، فهى التى أنجبتها وكفلتها بالرعاية والعناية، ومنحتها عصارة رحيق نبض الحياة فى شرايينها وأوردتها.
فالأم هى (المرأة) التى حاول بعض المغيبين عن أهمية دورها أن يعملوا على تهميشها واستلابها حقًا من أهم حقوقها وهو الريادة والقيادة وتصدُّر المشهد فى كل المجالات الحياتية من علوم وفنون وآداب وتنمية مجتمعية وإبداع وموسيقا.. إلخ، وسادت نغمة التهميش ـ للأسف ـ فى مجتمعاتنا الشرقية، ولكن الإسلام ـ ونحن أشد حرصًا على الإسلام من المتاجرين به. كفل للمرأة مكانتها الخاصة العالية فى صدارة المشهد المجتمعى منذ بدء الخليقة، فالمرأة إذا توافرت لها الظروف الطبيعية الملائمة بما تمتلكه من هدوء وصبر ورويَّة وقوة إرادة بحسب تركيبتها الفسيولوجية الربَّانية؛ وبصفتها المصنع الوحيد فى الدنيا الذى ينتج أعظم منتوج فى الوجود وهو: الإنسان.. فإننا سنجد منها الكثيروالكثير الذى تستطيع أن تقدمه من عطاء لاحدود له ولا شطآن للبشرية وخيرها.والغريب أنه بعد أن رأينا القيادة الوطنية المصرية الرشيدة تنظر بنظرة تقدمية رائعة الى دور المرأة الفاعل وأهميته فى المجتمع.. وتتجه إلى انتقاء العناصر العلمية المتقدمة من النساء لتضعهم فى المناصب اللائقة بهن، وتحتفى بكل من لها طفرة ملحوظة فى مجالها، نجد على الجانب الآخر وهو مانعتبره جانبًا مظلمًا فى نظرة بعض المتشددين إلى دورالمرأة والمناداة بحجبها عن الريادة والقيادة فى المجتمع بدعوى أن هذا المنصب أو ذاك لايصلح له سوى الرجل!! من أين أتى هذا الكلام لايوجد قانون ينص على ذلك أصلاً! والأعجب أن تأتى تلك النداءات الرجعية من بعضهن، وللأسف يكتبن هذا الهجوم الصارخ على المرأة فى أعمدة الصحف.. وتفتح لهن الجريدة التابعة لوزارة الثقافة مصراعيها لتبث هذا الفكر الرجعى المُغرض السابح ضد تيار التنوير الذى اتخذه صاحب القرار بالدولة ليكون تكئة للنهوض بمصرنا لتخرج من كبوتها.. ويستعين بهن من يريد للمجتمع أن يعود القهقرى إلى عصور ماقبل التاريخ، أو لغرض ـ فى نفس يعقوب ـ والغرض مرض كما تعرفون، وقدقرأنا مؤخرًا هجومًا ممَّن لاصفة (له/لها) على رئيس أكاديمية الفنون أ.د. أحلام يونس لكونها امرأة تشغل منصباً هو حق أصيل للرجال، ياللعجب!.. والبقية غداً.