غني عن القول أن في حياة أي مجتمعات إنسانية قيماً ومبادئ، بمعنى لا توجد أمة من أمم الأرض أو أي من التجمعات البشرية في معزل عن القيم أو أنها لم تصنع قيمها الخاصة بها، هذا معروف وتم رصده من كثير من دراسي العلوم الاجتماعية، القيم والمبادئ مرافقة للإنسان ولعله ومن خلالها يمتص الأهمية ويكبر على جوهر حقيقة الحياة التي يعيشها، وأنها ليست اتكالاً أو اعتماداً على الآخرين وإنما هي كفاح وعمل وإنتاج.
تنشأ القيم من ضوابط وقوانين يسنها المجتمع نفسه، وتتحول مع مرور الزمن لرابطة أهم من مسمى قانون لتكن بمثابة العقيدة، وكأنها شيء ملاصق للإنسان ولا فكاك منه، من خلال موقع ويكيبيديا، وجدت التعريف التالي: «القيم الاجتماعية هي الخصائص أو الصفات المرغوب فيها من الجماعة والتي تحددها الثقافة القائمة مثل التسامح والحق والقوة وهي أداة اجتماعية للحفاظ على النظام الاجتماعي والاستقرار بالمجتمع».
ولغةً: القيمةُ هي القدر والمنزلة.
والقيم الاجتماعية: هي الخصائص أو الصفات المرغوب فيها من الجماعة وهي التي توجه سلوكهم.
وكما تلاحظون فإن القيم تحدد من الجماعة أو مما يسمى الحكماء والكبار في المجتمع الذين يأخذون على عاتقهم رصد حالات الانفلات من رابطة المجتمع أو الخروج عن سياجه، وفق أي حجة أو سبب، وعلى الرغم من أهمية القيم وأنها تعمل جنباً إلى جنب مع عوامل أخرى لحفظ وصون المجتمع فإنه وُجد إهمال واستغلال لها لظلم الإنسان وكتم صوته.
على سبيل المثال، وضع المرأة في عدة مواقع من أرجاء العالم مزرٍ بكل ما تعني الكلمة من معنى، فهناك ظلم فادح، وإذا تحدثت عن المرأة الخليجية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة ستجد عدة نماذج وأمثلة لظلم وقعت تحت نيره المرأة العربية، وجاء هذا الظلم وفق مفهوم القيم والعادات والتقاليد، في عالمنا نشاهد حالات مؤلمة لمثل هذا الاستغلال لمفاهيم القيم، عندما تحرم الفتاة من ممارسة حقها المشروع في الحديث والدفاع عن نفسها، فيتم إسكاتها وتذكيرها بأنها تعيش في مجتمع له قيمه ومبادئه التي تحرّم عليها رفع الصوت.
ومن الممكن أن تسقط تلك الجملة على كثير من الهموم أو المطالب التي تحتاجها المرأة، فيقال لها لا إن لدينا قيماً تمنع .. لن أذهب بعيداً فعندما يتم حرمان المرأة من أبسط حقوقها مثل قيادة السيارة، لا يتم هذا وفق أي معيار إنساني سوى تبرير ممزوج يقول إن قيم المجتمع لا تسمح .. وهذا مربط الفرس