بعد أن هيمنت جماعة الإخوان المسلمين على أعمال نقابة أطباء مصر لعدة عقود، فازت الدكتورة منى مينا، بمنصب أمين عام نقابة الأطباء، وهي المرة الأولى التي تفوز فيها امرأة بهذا الموقع، إضافة إلى كونها امرأة مسيحية، ما يعكس التراجع الكبير الذي أصبحت عليه القوة التصويتية لجماعة الإخوان، لصالح القوى المدنية والتقدمية.
وتعد الدكتورة منى مينا واحدة من أعمدة ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 التي يقول الكثير من المحللين إن جماعة الإخوان اختطفتها لصالح الجماعة وليس لصالح جموع المصريين. وصوت مجلس النقابة العامة للأطباء، في أول اجتماعاته أمس، بعد إعادة تشكيله عقب انتخابات التجديد النصفي التي جرت الجمعة الماضية، والتي فاز فيها تيار الاستقلال على قائمة «أطباء من أجل مصر»، المنتمية لجماعة الإخوان، ليصبح مجموع عدد مقاعد تيار الاستقلال 15 مقعدا مقابل تسعة مقاعد في مجلس النقابة وليصبح تمثيل المستقلين أغلبية في المجلس الذي يتكون من 24 عضوا.
وكانت الانتخابات التي شهدتها النقابة يوم السبت الماضي، إعلانا بإنهاء سيطرة جماعة الإخوان على النقابة منذ نحو 28 عاما.. وهو ما يراه مراقبون مؤشرا قويا على انتهاء «حقبة الإخوان» في مصر، ورمزا لما قد تشهده الاستحقاقات الانتخابية المقبلة من رفض شعبي للجماعة.
وبهذا الفوز، تكون منى مينا هي أول سيدة تشغل المنصب منذ عام 1949. وغاب عن حضور أول اجتماع لمجلس النقابة العامة أمس ستة أعضاء بالمجلس منتمين لجماعة الإخوان، فيما حضر جميع الأعضاء المنتمين لتيار الاستقلال.
وقالت الدكتورة منى إن فوز تيار الاستقلال بانتخابات النقابة يعد انتصارا كبيرا، معربة عن أملها في تحقيق ما يتطلع إليه أبناء النقابة والأطباء المصريون عموما. وأضافت في أول تصريحات صحافية لها بعد الفوز أمس أن وصول تيار الاستقلال إلى رأس النقابة يضع المزيد من المسؤولية على عاتقه.
وأضافت أن أطباء مصر في القاهرة والمحافظات يعقدون آمالا عريضة على مجلس النقابة الجديد، مشيرة إلى أنه يوجد على رأس أولويات عمل النقابة في شكلها الجديد زيادة أجور الأطباء والعمل على زيادة الموازنة المالية المخصصة من الدولة لقطاع الصحة بالإضافة إلى الضغط على الحكومة من أجل الإسراع في برنامج تطوير المستشفيات العامة ونظام التطوير الصحي، بما يسهم في تحقيق الهدف الأسمى لمهنة الطب وهي الحفاظ على صحة المواطنين بغض النظر عن المستوى المادي، لأن الدولة في نهاية المطاف ينبغي عليها ذلك.
وتعد الدكتور منى مينا، البالغة من العمر 55 عاما، واحدة من الناشطات المصريات اللائي وقفن ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وواحدة ممن وقفن في ميدان التحرير لإجباره على التنحي عن موقعه. وتخرجت الدكتورة منى مينا في كلية الطب بجامعة عين شمس بشرق القاهرة سنة 1983. وحازت دبلوم الدراسات العليا في طب الأطفال سنة 1990.
وخاضت الدكتورة مينا معركة كبيرة في انتخابات نقابة الأطباء عام 2012 وفازت بعضوية النقابة في بداية العام الماضي لتصبح بذلك رابع سيدة تصل لهذا الموقع في تاريخ النقابة. ووقفت مدافعة عن حقوق الأطباء في مناسبات عدة.