«الديوانية» مصطلح خليجي، يطلق على المكان أو المجلس الذي يجتمع فيه الرجال؛ لتبادل الأحاديث لوقت محدد لا تحده ولا تحدده قوانين وأنظمة، خاصة الديوانيات التي يقيمها البعض من الشباب وحتى من تجاوزتهم مرحلة المراهقة (ولكنهم لم يتجاوزوها)!!
دعونا نحسن النية.. ونتناسى كل شيء، ونتغاضى عن أي شيء.. ونقول.. إن هذه الديوانيات المغلقة إلا على أعضائها، هي الملاذ الوحيد لشبابنا لاجتماعهم وممارستهم لبعض هواياتهم من الألعاب، التي يبددون بها طاقاتهم، ويشعلون بها حماسهم، ويقتلون فيها أوقاتهم، ويزدادون بها فراغا مع فراغهم!!! دون عائد ذهني أو تحصيل فكري ولا حتى جسماني!!
هنا وقبل أن ننتقد شبابنا، دعونا نتساءل بكل مصداقية.. ألسنا السبب في فسح المجال لرواد تلك الديوانيات على مختلف أعمارهم، حيث إننا لم نهيئ لهم البديل أو نوجد لهم خيارا..!!
الديوانية.. أيها السادة الأكارم.. أصبحت في وقتنا هي عدو المرأة؛ لأنها من أخذت منها زوجها. وهي ما تكرهه الأم؛ لأن أبناءها انشغلوا بها عنها. وهي الهاجس الذي يؤرق الأب؛ لأنه لا يعلم ما يفعل أبناؤه فيها. وهي المكان الذي لا يعرف الأبناء والبنات تواجدا لوالدهم إلا فيها.. وأصبحت وأمست هي المقر الدائم لمن لم يبحث عن عمل!!
فبعض تلك الديوانيات هي من شتتت الأسرة، وحرمتها من التجمع والاجتماع، بل هناك حالات كثيرة من الطلاق كانت تلك الديوانيات من أبرز الأسباب لحدوثها..
في البعض من تلك الديوانيات يمارس شبابنا تدخين الشيشة ومتابعة آخر ما أنتجته دور السينما من أفلام، ومشاهدة القنوات الفضائية الهابطة دون رقيب أو حسيب.. ونحن نتجادل في أن تكون لدينا دور للسينما أو نوجد مسارح وأماكن مهيأة للشباب؛ للاستفادة منها ومزاولة هواياتهم فيها..
في ديوانياتهم يبدد الكثير من شبابنا وغيرهم من الكبار في سائر أيام الأسبوع من أوقاتهم أكثر مما يقضونه مع أهلهم أو أبنائهم وأسرهم.. أما في نهاية الأسبوع فقد يستغرق البعض منهم المساء كله، إن لم يستمر إلى ساعات النهار..
الديوانيات (الشبابية) جعلت شبابنا منغلقين على أنفسهم، ولا يمارسون الاختلاط إلا مع من يعرفونه من شركائهم في تلك الديوانية، فترسخت الشللية وقل الترابط الأسري والتواصل الاجتماعي مع من هم في محيطهم من الأهل والمعارف..
حرصنا لا يمكن أن يفيد، وتشددنا المبالغ فيه تكون نتائجه هي كل المشكلة.. ربما لأننا لا نحسن النية فيتحقق الظن!!
لا يمكن أن يكون هناك نظام يمنع تلك الديوانيات.. ولكن بالإمكان أن يتم إيجاد البدائل.. ولا يمكن أن نستمر في التفكير لبعض من السوء قد يحصل في مقابل ما هو حاصل في الواقع!!