الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

"الأدب النسائي" في عيون المبدعات

  • 1/2
  • 2/2

سمية تيشة - الدوحة - " وكالة أخبار المرأة "

رفض عدد من الكاتبات القطريات، ما يعرف بمصطلح "الأدب النسائي"، لافتات إلى أن الأدب ليس حكراً على أحد، وأن هذا المصطلح يثير الكثير من الجدل بين الأدباء.
حيث أن المصطلح، يحمل في طياته فوقية ذكورية على الأقلام النسائية، وأوضحن أنه لايوجد هناك شيء مطلق، ولا يوجد هناك شيء حكر على أحد، الفنون تشمل الجميع والأدب أيضاً يشمل الجميع، والمبدع يفرض نفسه سواء أكان رجلاً أو امرأة.
وأشرن إلى أن الأدب له أصول ومفردات تختلف في تميزها من أديب لآخر ولا يمكن أن يسمى غير الأدب أدباً لمجرد أن كاتبه إمرأة أو رجل، منوهات بأن هذا الجدل مازال مستمراً حتى وقتنا الحاضر، إلا أن في قطر لم تصادف الحركة الأدبية هذه الجدلية، حيث ان كل ما تكتبه المرأة يحتفى به، بدليل أن أول مجموعة قصصية في قطر كتبتها امرأة وكما هو الحال للرواية أيضاً وقوبلت بالترحيب وتشجيع دائم من كافة الأطراف.
وقالت الكاتبة الدكتورة هدى النعيمي — قاصة وناقدة — ان مصطلح الأدب النسائي مصطلح يثير الجدل بين الكثير من الأدباء بشكل خاص والساحة الأدبية بشكل عام، وان هناك جدلية حول أدب النساء في العالم وقد ظلت لفترة طويلة، لافتة إلى أن مصطلح الأدب النسائي خرج للوجود في منتصف القرن الماضي، وخرج بالتحديد في جمهورية مصر العربية، عندما بدأت بعض النساء تكتب وتنشر الأدب في عالم تعود فيه الصحافة على الأقلام الذكورية خرج هذا المصطلح ليقلل من شأن الأدب الذي تكتبه النساء، ويحمل في طياته فوقية ذكورية على الأقلام النسائية، وبناء على ذلك فقد رفضت صاحبات القلم في حينها هذا المصطلح باعتبار أن الأدب أدب سواء كتبه الرجل أو المرأة.
وأضافت د. النعيمي: " استمر الجدل بين من يرفض ويقبل المصطلح في وقتنا الحاضر، وبعد كل هذه التجارب النسائية في الكتابة والإبداع سواء في مجال الشعر أو القصة القصيرة أو الرواية، وحتى كل فنون الأدب المكتوب، فلا مجال لنا اليوم للحديث عن فوقية الأدب الذي يكتبه الرجل عن الذي تكتبه المرأة".
الدكتورة موزة المالكي — كاتبة ومعالجة نفسية — أوضحت أن الأدب هو "أدب" ولا يقتصر فقط على الرجال أو النساء، رافضة أن يتم الفصل بين الرجل والنساء فيما يتعلق بمجال الأدب، لافتة إلى أن الأدب له أصول ومفردات تختلف في تميزها من أديب لآخر ولايمكن ان يختلف عن الرجل أو المرأة، ولا يمكن أن نسمي غير الأدب أدباً لمجرد أن كاتبه امرأة أو رجل كما هو رأي الكثير من النقاد.
وأشارت المالكي إلى أن الأدب النسائي في قطر مرحب به وهناك دعم وتشجيع كبير للمرأة القطرية في كافة المجالات، سيما في مجال الأدب، موضحة سبب ذلك الترحيب بأن المرأة في قطر تكتب بخجل ولم تتعد الخطوط الحمراء.
وحول سبب محاربة المرأة في ما يتعلق بمجال كتابة القصة أو الشعر أو الرواية، أوضحت د.المالكي أن كل انسان قصة وكل انسان يسرد قصته، والمرأة عندما تكتب فهي تكتب بتفصيل أكثر من الرجل، وقد تتحكم بها العاطفة، مما نجد البعض يحاربها ويتهمها بالجرأة، لافتة إلى أن القليلات في الوطن العربي فقط كتبن بجرأة، أما في الخليج لم تتجاوز المرأة حدود عاداتها وتقاليدها حتى الآن.
من جانبها رفضت الكاتبة مليحة الشافعي، أيضاً تجزئة الأدب لأدب رجالي أو أدب نسائي، موضحة أن الأدب ليس حكراً على فئة معينة وأن الكثير لايحبذون مصطلح "الأدب النسائي"، قائلة " لايوجد هناك شيء مطلق، ولا يوجد هناك شيء حكر على أحد، الفنون تشمل الجميع والأدب أيضاً يشمل الجميع، والمبدع يفرض نفسه سواء أكان رجلاً أو امرأة، وللأسف بعض الأفراد والجهات يتعمدون إطلاق هذا المصطلح على الحركة الأدبية النسائية، مما يتم تهميش دور الرجال في هذا المجال والعكس كذلك" مشيرة إلى أن في قطر لا توجد مثل هذه التصنيفات والمرأة القطرية متساوية بالرجل في كافة المجالات، بل وتنافسه دون النظر للألقاب أو المصطلحات التي قد تعرقل المسيرة الثقافية بشكل عام.
ولفتت إلى ان ابداع الرجل شجع المرأة القطرية على الظهور، وان الآوانه الأخيرة شهدت بروز أديبات قطريات سواء في مجال الشعر أو الرواية أو القصة، وهو دليل واضح على ان مجتمعنا في وعي ثقافي، موضحة أن مصطلح "الأدب النسائي" قد يقيد المرأة ويحصرها أكثر من أن يترك لها مساحة للإبداع والتفكير.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى