مع التسريبات الحديثة العهد بشأن مديري استديو سوني السينمائي وتصرفهم السيئ ومعاملتهم التمييزية للنجمات، قررت إلقاء نظرة فاحصة على حالنا في الداخل، خصوصا في مجال عملي أي صناعة العلاقات العامة، لرؤية أوضاع النساء وأحوالهن. وإذا كان هناك من يجب أن يعامل النساء بطريقة جيدة ألا يتعين حدوث ذلك في حقل مثل العلاقات العامة الذي تهيمن عليه المرأة؟
وقد تبين لي أنه في ما أجحفت مهنة العلاقات العامة بحق الإناث بشدة، فإن الرجال حصلوا على قدر أكبر كثيراً من المال وعلى أكثرية مقاعد القوة في أضخم الوكالات.
ولننظر إلى من يدير أعلى 10 وكالات للعلاقات العامة في العالم بحسب تصنيف تقرير هولمز. كانت الأكثرية تشتمل على رجال بيض في مراكز القيادة، على الرغم من وجود وكالتين تدير المرأة فرعيهما في أميركا الشمالية. وسيكون مسلياً رؤية البعض من صفحات القيادة في تلك الوكالات وقد تصدرتها صور رجال في المواقع العليا وتنظر النساء من خلفهم.
قيادة متفتحة
وبحسب الخبراء في هذه الصناعة تهيمن المرأة فقط على المراتب الوسطى في صناعة العلاقات العامة، بينما تتصدى للعمل اليومي المرهق، بيد أن المرأة تسيطر على الوكالات الأصغر حجماً التي قامت بتأسيسها. ووفق مسح الرواتب لعام 2014، تمثل المرأة نحو 67 في المئة من إجمالي العاملين في صناعة العلاقات العامة، فيما يحصل من يتجاوز عدد سنوات خبرتهم أكثر من خمس سنوات من الرجال على رواتب أعلى من نظائرهم من النساء 130000 دولار مقابل 95000 دولار. بينما يصل متوسط راتب الرجل الى 125000 دولار مقارنة مع متوسط راتب قدره 84000 دولار للمرأة.
الفارق في مكان العمل
من أجل توضيح البعض من القضايا توجهت الى واحدة من قادة العلاقات العامة وتدعى باري رافرتي، وهي شريكة ورئيسة تنفيذية لدى شركة العلاقات العامة العالمية كتشام نورث أميركا وأول أنثى في مركز رئيسة تنفيذية في تاريخ كتشام الذي يمتد 90 سنة. وهي تنسب نجاها الى «القيادة المتفتحة الذهن التي وفرت الفرص والنتائج المجزية لي، إضافة الى شجاعتي ونشاطي ودعم زوجي».
ويمثل التباين في الراتب والقيادة قضايا سلوكية بالنسبة إلى رافرتي. وهي تقول إن تحسين الذات، بالنسبة الى الرجال، مسألة طبيعية مثل حلاقة الذقن.
وتقول إن المرأة تحضر إلى الاجتماع متأخرة وأول كلمة تقولها «آسفة»، بينما يحضر الرجل إلى الاجتماع متأخراً وأول كلمة يقولها «هل نستطيع أن نبدأ الآن؟». وتمضي قضايا مكان العمل بعمق بالنسبة إلى المرأة في العلاقات العامة، كما تتمحور حول كيفية نظرة المرأة الى النساء. وثمة حقيقة مؤكدة هي أن العديد من النساء لا ترغبن في العمل لدى نساء أخريات، وذلك بحسب استطلاع أجراه معهد غالوب. وتعزو رافرتي ذلك الى حقيقة أن المرأة في غالب الأحيان تشعر «بتوقعات أقسى» نحو النساء الأخريات. وتظن رافرتي أيضاً أن المرأة تعتبر عاطفية بقدر أكبر من الرجل وطريقة تواصلها يمكن أن تكون أقل مباشرة، وهو ما يمكن أن يفضي الى أوضاع معقدة في مكان العمل.
وطبعاً توجد استثناءات وأعرف في حالتي الخاصة عملي مع مديرين «مفرطين في العاطفة» ونوعية باردة مثل الحجارة من النساء. وعلى الرغم من ذلك ثمة حقيقة هي وجود حذر متأصل من جانب العديد من النساء إزاء العمل لدى امرأة اخرى.
وفي الوقت ذاته كانت المهارات مفضلة تاريخياً من قبل النساء، بما في ذلك تطوير علاقات واستخدامها من أجل ممارسة نفوذ، وهي حاجة ملحة في العلاقات العامة. وفي حقيقة الأمر فإن النجاح في ممارسة أعمال العلاقات العامة كان يعتمد على الرقة واللطف.
يحتاج شخص العلاقات العامة من المستوى المتوسط الى حكمة سليمان الحكيم من اجل تحقيق النجاح، وفي غالب الأحيان يعلق بين المطالب المتنافسة بين الزبون والصحافي. إنه عالم لا تملك فيه سيطرة كاملة وتحتاج الى التحرك بشكل خفي ومن وراء الستار. ومن حسن الحظ توجد مؤشرات على تغير في جبهة عدم المساواة.
لدى شركة رافرتي مبادرات تهدف إلى زيادة التنوع وقد تقدمت الى حد أصبح فيه نصف الشركاء من النساء.
مهارة رقمية
وتغيرت طبيعة المهنة أيضاً وذلك بفضل وسائل الإعلام الرقمية. وفجأة أصبح طراز جديد من عناصر العلاقات العامة ضرورة، شخص يتمتع بمهارة رقمية تروق بشكل نموذجي للرجل بقدر أكثر من المرأة. وبحسب رافرتي يمثل الرجل في كتشام نسبة أكثر من المرأة في الجانب الرقمي.
ومن المفارقة أنه مع دخول المزيد من الرجال إلى عالم العلاقات العامة فإنه قد يصبح أكثر مساواة. ومع فتح أبواب غيت الإناث قد تشهد الشريحة الموجودة في المراتب المتدنية والوسطى زيادة في الرواتب. وأظهرت الدراسات أن المزيد من الرجال في مهنة ما يمكن أن يرفع الرواتب للكل.
*(فاست كومباني)