وليس الذكر كالأنثى، تلك هي القاعدة وذلك هو الحل أمام تحديات جديدة وكبيرة فرضها علينا الواقع المأساوي في عالمنا العربي، بتنا اليوم نعيش على وقع المفاجآت، فها هو اليوم يجبر داعش الفتيات المسلمات على البغاء ويكرههن على هذا الفعل المشين رغم أن الآية صريحة في تحريم ذلك \"ولا تكرههن على البغاء\"، بأساليب ماكرة وفتاوى خادعة قالوا جهاد النكاح، ولماذا لا يدفعون بناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم إلى ذلك، هم يدنسون أعراض النساء بغير حق، في حين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يتقوا الله في نسائهم في حجة الوداع وألحّ في وصيته المشهورة على الحفاظ على أعراضهن، في حين يأتي البغدادي وأذنابه يعلنون فتح الباب أمام من يعتبرونه جهادا بمساعدة من علماء يطلقون فتاوى باطلة في عصر باتت فيه الفتوى تسري من لسان كل مريب. وأمام هذا التحدي الكبير الذي نراه اليوم من فقدان للشباب والرجال في المعارك التي تطحن الدول العربية دولة دولة، وتبقي النساء أرامل وثكالى والفتيات في حيرة من أمرهن، إما أن ينشطن داخل التنظيم بدعوى الجهاد وإما أن يبقين عوانس تأكلهن الندامة والحسرة لأنهن لم يعشن حياة طبيعية وحُرمن منها بفعل فاعل وإما أن ينخرطن في باب البغاء والزنا واللعب بالجسد، كل هذه العناصر مميتة للأنثى لأنه لا يوفر لها الاستقرار النفسي ولا الطمأنينة ولا السكينة بل سيجعلها تعيش مضطربة طوال عمرها نفسيا وعقليا وجسديا وتودي بنفسها أخيرا للهلاك والإدمان على المسكرات والمخدرات، في حين أن الحلّ بيدها، فلا هي تقبل بأن تكون زوجة ثانية ولا تقبل أن يتزوج عليها زوجها بأخرى، لأنها ترى في نفسها أنها الأحق بالرجل الذي بين يديها تتصرف فيه كيفما تشاء، تظن أن زوجها لا ينظر إلى أخرى وتتوهم ذلك ولكنها تصطدم بالحقيقة المُرّة أن زوجها كان يخونها خاصة إذا كانت الزوجة قاسية على زوجها بكلام أو نظرات أو تشحّ عليه في ممارسة حقه الطبيعي أو لا توفر له الجو الملائم ليتقرب منها أكثر ويرى ما بداخلها، فكثير من الأزواج كما أثبتت الدراسات هم أكثر الناس إقداما على ممارسة الزنا والبغاء من الشباب غير المتزوجين، وذلك يعود كما قلت إلى مشكلة الاستقرار النفسي. ولا أتّهم الرجل وحده فقد تُقدم المرأة أيضا على هذا الفعل إذا كانت لا تتوافق مع زوجها في حياتهما الأسرية ويتدفق إلى قلبها حبّ شاب آخر تراه حلمها، وقد تهرب معه تاركة زوجها الأصلي في حيرة من أمره، وهذا كثير ما نراه في مجتمعاتنا العربية مع الأسف الشديد نتيجة عادات وتقاليد بالية كإجبار الفتاة على تزويجها برجل لا تعرفه ولا تعرف طبعه أو تكرهه كرها شديدا فهي في هذه الحالة قد تقبل إرضاء لوالديها، لكن سرعان ما ينهار مثل هذا الزواج وتهرب الفتاة مع عشيقها التي كانت تحبه وتعشقه، هذه الاضطرابات الاجتماعية في عالمنا العربي موجودة بكثرة لأن الزواج ما زال ساريا بمفهومه التقليدي الجاهلي، الزواج لا يكون صحيحا إلا إذا توافق العروسان وأحبّا بعضهما، وقليل هو الزواج الناجح في العالم، نحن نعيش مأساة اجتماعية وأخلاقية لأن أولياء الأمور هم من يتعسّف في استعمال حقه لشره مالي أو طمعا في منصب سياسي أو طموحا لوجاهة اجتماعية وكل ذلك غثيان يصيب الأنثى وهي تلبس لباس العروس يوم الزفاف لا تستطيع مقاومة الرجل وهو يبطش بها وكثير ممن يبطش بهن، حيث إن كثيرا من النساء يتحمّلن القهر والظلم ولا يتحمّلن العار والفضيحة حسب رأيهن ولا يتشجعن في إبداء رأيهن جهرة وعلانية وهو الحق الذي كفلها لها الإسلام حيث أمر أولياء الأمور بعدم تزويج بناتهن ممن يكرهنه ولكن كما يقال ذهب هذا الكلام في النافخات زمرا. ولم تفهم النساء معنى التعدد الذي يقصده الإسلام، فهو يحرّم على الرجل العبث بالحكم الشرعي فيتزوج ويطلق ويتزوج ويطلق ويجعل ذلك عادة من عاداته بحكم أن الإسلام أباح له ذلك فمثل هؤلاء لا بد أن يعاقبوا عقابا أليما حتى يرتدعوا، وكذلك يحرّم على الرجل التحايل على الحكم الشرعي أو ظلم زوجة على حساب زوجة أخرى فالعدل هو الأساس وإن كان القلب يميل إلى واحدة أكثر من الأخرى، فتلك فطرة في الإنسان كمن يميل إلى أحد أبنائه أكثر من الآخرين ولكنه مطالب في الوقت نفسه بأن لا يظهر ذلك لأي منهن خوفا من الوقيعة والغيرة بل يجعل ذلك في نفسه، ولا يلجأ الرجل كذلك إلى هذا الأمر إلا إذا رأى نفسه مستعدا ماديا وجسديا ونفسيا، وأن ترضى زوجته الأولى بالثانية التي يستقدمها، كلها شروط وقيود تجعل المرأة مطمئنة مكتسبة حقها الشرعي الكامل من نفقة ومبيت واستقرار. فبالله عليكم أيهما الأفضل للأنثى أن تعيش في بيت ومع رجل فتستقر نفسيا وجسديا وماديا أو أن تعيش في الشارع شاردة يخطفها ذئب ويتركها لآخر أشرس منه ربما وتقع فريسة للمشاكل التي لا حصر لها وتصير مفضوحة أمام العالمين وقد لا يهمها ذلك لكنها في قرارة نفسها تشعر بألم شديد ويصيبها الاكتئاب وإن أظهرت السعادة، وقد يودي بها إلى الهلاك، أيهما أفضل أن نقضي على المشاكل بطريقة سليمة ودون خسارات مادية أو اقتصادية أو اجتماعية أو نسمح بالعلاقات المحرمة شرعا فتكثر الأمراض كما هو حاصل وتخرّ الدول اقتصاديا لمعالجة المرضى، واجتماعيا بكثرة اللقطاء الذين لا يعرفون آباءهم، وأخلاقيا بتفشي الفساد. هل الأنثى صارت فعلا مجنونة لا تقبل الحل السلمي ولا يرضيها وتسعى لإفساد نفسها وبعدها تناشد منظمات حقوق الإنسان لتنقذها وأي منظمات هذه التي تغرق في الفساد إلى أخمص قدميها، وهي من يساهم في الوقوع في براثن الفساد وتدعي الاستقامة وتعارض مبادئ جاءت لتنقذ الأنثى وتعزز كرامتها