الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أخصائية التغذية إيمان أنوار التازي تكتب عن الغذاء الصحي والضار

  • 1/2
  • 2/2

إيمان أنوار التازي - المغرب - محررة فسم التغذية والتجميل في وكالة أخبار المرأة

* شراب القرفة مع الزنجبيل غير سام
تتمتع القرفة بخصائص مضادة للبكتيريا و الفطريات و عدة كائنات مجهرية  تم تأكيدها بالعديد من الدراسات المخبرية ,و يمكن اعتبارها أيضا من البهارات القوية التي تساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم. و الأكثر من ذلك, تعد القرفة من التوابل المفيدة للقلب, بحيث تقلل نسبة الكولسترول الضار و الدهون الثلاثية , و تحسن صحة القلب و الأوردة , كما تنشط الدورة الدموية و الجهاز التنفسي ,و تحافظ على الدم من التخثر, فضلا عن أنها تساعد على خفض الضغط الدموي, و تحسن وظائف الدماغ, و تهدئ الأعصاب ,و تسكن الألم .
أما الزنجبيل فهو يحتوي على مركبات تلعب دور مضاد ات الأكسدة و الالتهابات ,وتمثل الزانجرولات العنصر الفعال فيه و المسؤول عن طعمه اللاذع . و للزنجبيل دور في علاج الدوار و القيء خلال أشهر الحمل الأولى لدى الحامل, كما يحسن الاضطرابات التي تصاحب مرحلة الحمل ,و التي تشمل الجهاز العصبي كالقلق و الاكتئاب , ويحسن من وظائف الجهاز الهضمي ,و يخفف من أوجاع الظهر و المفاصل ,مما يجعله من البهارات التي يجب الا تستغنى عنها الحامل على وجه الخصوص.
يتضح إذن بأنه لكل من القرفة و الزنجبيل فوائد صحية عظيمة , أما عن المعلومة المنتشرة مؤخرا بين الناس, و التي تقول بأن المزج بينها يولد عنصرا كيميائيا ضارا فلا أساس لها من الصحة , و بالتالي فإن شراب القرفة و الزنجبيل صحي و غير ضار.
* القهوة فوائد و أضرار
بالرغم من أنها لا تنبث إلا في المناطق الحارة و الجافة , إذ تتصدر البرازيل و كولومبيا قائمة الدول المنتجة لها, غير أن شغف الناس و حبهم للقهوة لا يعترف بالمناخ ولا بالحدود الجغرافية !
 وتستخلص حبوب القهوة من شجر البن, ثم تحمص و تطحن , فيُحضر منها بعد ذلك مشروبا بنيا تأسر رائحته جميع شعوب العالم ! و لا ينكر عشاقها ,باختلاف جنسياتهم, بأنه بالرغم من تنوع طرق تحضير القهوة و اختلافها من بلد لآخر,  تبقى القهوة العربية هي الأعذب طعما و الأغنى قيمة و الأقوى رائحة, نظرا لما يضاف إليها من مواد قيمة و توابل صحية. غير أن القيمة الغذائية ليست السبب الحقيقي في الإقبال عليها , فبالرغم من احتوائها على معادن و فيتامينات و دهون من النوع الجيد , فإن سر شعبيتها يرجع  لاحتوائها على الكافيين , و هي المادة التي تلعب دورا في تنشيط الجهاز العصبي ,و تنبيه النشاط الطبيعي و الذهني للجسم ككل. و لعل وجود هذه المادة ,هو ما يجعل المبالغة في استهلاك القهوة يتحول من متعة إلى ضرر حقيقي على الصحة , يبدأ بالإدمان و استنزاف الطاقة و فقدان التركيز, لينتهي بتأثيرات سلبية على القلب و الكلي و غيرها ! إضافة إلى ذلك ,وجب الحرص على اقتناء حبوب البن عوضا عن شراء الأنواع المصنعة أو السريعة الذوبان ,فالأولى طبيعية في حين يحتوي النوع المصنع على مجموعة من المضافات و المحفظات, و هو ما يشكل خطرا على الصحة أيضا.
لكل عشاق القهوة نقول إذن : " إن تقنين استهلاكها فيه متعة , و الإفراط فيها و سوء اختيار النوع الآمن يحول المتعة إلى أضرار."
* اللحوم المصنعة خطر حقيقي على الصحة
يعاب على اللحوم المصنعة كالكاشير و الهوت دوك و الصوصيص و غيرها , ارتفاع معدل سعراتها الحرارية و ارتفاع نسبة الدهون المشبعة بها ,إضافة إلى نسبة و نوع  الأملاح المضافة في عملية الحفظ و التجفيف, ومن بينها أحادي جلوتامات الصوديوم و أملاح الفوسفات و النتريت. و الخطورة للأسف تأتي من هذه المواد المضافة , فإذا كان الغرض منها إعطاء النكهة و الرائحة المميزة للحوم المصنعة, و تحسين لونها و إعطائها اللون الوردي الزاهي, و إطالة مدة حفظها و منع دهونها من التزنخ , فإن تأثير هذه المضافات على الصحة يتعدى المساهمة في إحداث السمنة إلى التسبب بالأمراض السرطانية, و أبرزها سرطان القولون و البنكرياس و غيرها...كما يؤثر استهلاك هذه اللحوم على دماغ الطفل , حيث تؤدي موادها المضافة إلى التدمير التدريجي لخلاياه الدماغية ,و بالتالي يكون التأثير واضحا على ذكائه و ذاكرته و على تحصيله الدراسي, بل و تجعله أيضا  عصبيا كثير الحركة و فاقدا للتركيز. و نحن من خلال منبر جريدة المساء, ننبه الذين يتغذون يوميا على مثل هذه المواد من خطرها الحتمي, فإذا كنا ندعو لتقليل استهلاك اللحوم الطازجة إلى مرة واحدة في الأسبوع , فنحن نشدد على ضرورة الامتناع التام عن اللحوم المصنعة و منعها عن الأطفال .
* رقائق الإفطار (كورنفليكس) موضة غذائية ضارة
أثناء تحضيري لدراسة عن طبيعة النظام الغذائي للطفل المغربي, قمت بسؤال مجموعة من الأمهات عن محتوى الوجبات الثلاث أو الأربع المقدمة لأطفالهن, مع ذكر الأمراض التي يعاني منها كل طفل (إن وُجدت). و لعل ما لفت انتباهي في نتائج هذه الدراسة ,هو تكرار مصطلح كورنفلكس كمكون لوجبة الإفطار لدى نسبة لا بأس بها من الأمهات (سوف نفصح عن مختلف نتائج الدراسة لاحقا)!
ما هو الكرونفليكس ؟ تُصنع حبوب أو رقائق الفطور أو ما يسمى بالكورنفلكس من دقيق الحبوب المختلفة بخاصة القمح والذرة والشوفان , ولعل ذلك ما يشجع الأمهات على اقتنائها لأطفالهن, كمصدر هام للفيتامينات و المعادن و الألياف .و لكن للأسف, مثله مثل أي مادة غذائية مصنعة , يضاف للكورنفلكس العديد من المضافات الكيمياوية التي تحوله من غذاء صحي في الأصل إلى مواد غذائية مركبة . و بالتالي, فإن عملية التصنيع تلك تَفقده خصائصه الغذائية المفيدة, و هو ما يجعلنا نعتبر أن الوجبة التي تعطيها العديد من الأمهات لأطفالهن ظنا منهن  بأنها خفيفة وصحّية, ليست في واقع الأمر أكثر من حشو للمعدة و مضرة للجسم !
كيف ذلك؟ أولا تفقد الحبوب فوائدها الغذائية أثناء عمليات التصنيع , هذا عدا أنها قد تكون ناتجة عن التلاعب بجيناتها وبخاصة الكورنفليكس المصنوع من الذرة . كما تحتوي على نسب عالية جداً من السكر, والاصناف الخالية من السكر لا يقبلها الأطفال لمذاقها الرديء. إلى جانب ذلك , فإنها احتواءها على مواد مضافة, من محسنات وملونات ومثبتات ومواد حافظة, يجعلها تمثل خطرا حقيقيا على صحة الطفل و على نموه البدني و العقلي(أشرنا في إعداد سابقة إلى مخاطر المضافات الكيميائية على صحة الإنسان).
ما هو البديل؟ لا نظن بأننا كمغاربة في حاجة لمثل هذه المواد التي لا تتعدى كونها موضة غذائية ضارة, فبلدنا الفلاحي يقدم لنا الحبوب المتنوعة بجودة عالية ,و ربات البيوت تتقن صنع أشهى أنواع الخبز منه !
* الملح سم أبيض يهدر صحتك !
حسب منظمة الصحة العالمية, لا يُسمح بتجاوز كمية 2 غرامات من الصوديوم, أي ما يعادل 5 غرامات من الملح, وهو ما يعادل مقدار ملعقة صغيرة يوميا. لكن المغاربة, للأسف, يستهلكون 3إلى 4 أضعاف الكمية المسموح بها من هذا السم الأبيض دون الوعي بخطورته, وهو ما ينعكس سلبا على الصحة العامة سواء على المدى القريب أو البعيد.
و نحن لا ننكر بأن تعودك على استهلاك الأغذية الغنية بالملح ,أو على إضافة الكثير منه لأطباقك ,يجعل براعم الذوق لديك تطلب منه كميات أكبر فأكبر, فتقبل عليه أكثر فأكثر !غير أنني أؤكد لك بالمقابل ,بأنك قادر على إعادة تكييفها وتعويدها على كمية جد ضئيلة منه,وتكفيك مدة شهر لعملية إعادة التكييف التدريجي هذه .ولعلني أركز على كلمة التدريجي ,كون الانقطاع على الملح دفعة واحدة ,سوف يولد لديك الإحساس بالحرمان والتضحية والرغبة الشديدة في العودة إليه ,بالرغم من وعيك التام بأضراره , وهذا ما يقع معكم تماما !.
وإذا كنت, أيها القارئ الكريم, تتحجج بأن الملح يستهوي براعم الذوق لديك ; و بأنك غير قادر على التخلي عنه, فاعلم بأن احتواءه على عنصر الصوديوم بنسبة 40% ,يجعله قادرا إن تواجد بكمية كبيرة داخل جسمك ,على إحداث خلل في وظائفه .وبالتالي سوف يكون سببا في عدة مشاكل صحية ;كارتفاع الضغط الدموي, الذي يرفع بدوره نسبة التعرض لأمراض القلب والشرايين ,مما يتسبب في رفع نسبة الوفيات في سن مبكرة على إثر هذه الأمراض
. وختاما نقول بأن الملح يتعدى الضرر إلى الخطورة, فاحرص على التقليل منه قدر المستطاع !

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى