تشير دراسة أجرتها زنجر فوكمان، وهي جهة تعمل على تنمية المهارات القيادية وتقدم برامج تدريب تهدف إلى تطوير مهارات موظفي الشركات، العام الماضي، إلى أن فعالية النساء في المناصب القيادية تفوق الرجال في عديد من النواحي. من جهة أخرى، ناقش كتاب في وسائل الإعلام قلة النساء القياديات في مختلف المجالات في كثير من الدول، وما إذا كانت المجتمعات بحاجة إلى التغيير والعمل على إظهار النساء القياديات. ويرى كثير أن النساء القياديات أفضل من الرجال في مجالات متعددة بما فيها الإدارة والتعليم وحتى السياسة.
يعتقد البعض أن كثيرا من الثقافات القديمة والمعاصرة تقلل من دور المرأة، وكان ذلك سببا في تكوين عدد كبير من الجمعيات والأحزاب الداعمة لدور المرأة الداعية إلى المساواة منذ وقت طويل، وقد عملت إحداها وهي جماعة الحقوق المتساوية في الولايات المتحدة منذ عام 1872 على دعم ترشيح أول امرأة للسعي إلى منصب رئيس الولايات المتحدة، وهي فيكتوريا وودهل، وكان ذلك رغبة في تشجيع زيادة النساء في المناصب القيادية.
تقلد عدد من النساء مناصب قيادية مهمة منها رئاسة الوزراء التي تعد أحد أهم المناصب في عديد من الدول. من أشهرهن على سبيل المثال مارجريت تاتشر التي كان لها دور كبير في تحسين الاقتصاد البريطاني، حتى إنه نشأ المصطلح ''تاتشري'' لكل ما يعتمد الطرق غير المرنة في التوصل إلى الأهداف السياسية. وأنديرا غاندي التي ما زال لها خلفاء في الساحة الهندية وقد سميت إحدى كبريات الجامعات في التعليم عن بعد باسمها وقد كان لها أثناء فترة رئاستها دور في خفض مستوى الفقر في الهند، والشيخة خالدة ضياء في بنجلادش والشيخة حسينة واجد وحديثا جوليا غيلارد في أستراليا.
كما تولى عدد من النساء رئاسة دول مثل إيزابيلا بيرون في الأرجنتين في السبعينيات، وماري ماكاليس وماري روبنسون اللتين تولتا رئاسة إيرلندا في التسعينيات من القرن الماضي. وديلما روسيف التي ما زالت رئيسة البرازيل منذ عام 2011. هذه عينة منذ عهد بلقيس ملكة سبأ مروراً بالملكة أروى الصليحية إلى عصرنا الحاضر. ومن الجديد بالذكر إشادة عدد من وزراء بريطانيا بحكمة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وبعد نظرها. تخطت هؤلاء السيدات وغيرهن، الكثير من الصعوبات وغيَّرن المفهوم الشائع عن عدم قدرة المرأة على القيادة، وحققت إسهاماتهن صدى وطنيا وعالميا. ويتضح دور هؤلاء النساء وغيرهن في استحقاقهن المناصب القيادية المهمة، من إنجازاتهن التي يفتخر بها عديد من النساء، بل حتى الرجال والدول التي ينتمين إليها.
ما يتم تجاهله غالبا في هذا الموضوع، هو حاجة العالم إلى شخصيات قيادية بغض النظر عن الجنس أو مسمى المركز والخصائص الأخرى. حيث يعد التركيز على الشخصية القيادية أكثر أهمية في حال أردنا إيجاد فرق في أماكن العمل. لذا، من المستحسن ألا يكون تركيز الجهود على وجود النساء في المناصب العليا فقط، وأن يكون العمل والتركيز على تولي المرأة الأماكن المناسبة لها التي يمكن أن تحدث فيها فرقا جليا لبنات جنسها ولوطنها.
على المسؤولين دعم الجيل القادم من الرجال والنساء القادرين على القيادة والإصلاح العام وتذليل جميع الصعوبات التي تحد من هذا الأمر، وتعديل الأنظمة بما يتناسب مع ظروف النساء. وألا يكون التعاطف مع المرأة أو الواسطة أو التباهي بتخفيض الفجوة بين الجنسين سببا في تقلدها أماكن قيادية لتتحمل ما لا طاقة لها به بسبب عدم ممارسة العمل بشكل مهني ومتدرج. وربما تؤدي إلى عدم نجاح في القيادة، وتكون سببا في وسم