الوطن عزيز على كل مخلص، على كل من تنفس بهوائه ومشى على ترابه واستظل بسمائه، الوطن قيمة تسمو عن كل الماديات وترتفع عن كل الشوائب والمعضلات، لأن الوطن هو كل شيء في عقل وروح أي إنسان سوي. وعندما يقال إن الوطن يرتفع ويعلو عن أي قيمة مادية، فهذا يعني بوضوح تساميه عن القياس أو المعيار المادي، وهو ما يعني أيضاً أنه لا يمكن أن نعتبر الحب والولاء لهذا الوطن وفق أي قيمة مادية، فالجميع .. الغني وغيره، والكبير والصغير، المرأة والرجل .. جميعهم أمام الوطن واحد، نظرة واحدة، إخلاص واحد .. جميعنا نتفق على حبه والولاء لسمائه وترابه.
وهذه الخصال الإنسانية مغروسة في كل فؤاد ينبض بالصدق والصفاء، إلا إذا تشوهت نتيجة لمطامع أو أهداف ذاتية أنانية، فإنها تكون في أقبح صور التنكر والبغض والحسد.
يمكن لنا جميعاً ملاحظة مثل هذا التشوه في أناس تمرسوا على شتم أوطانهم، والتقليل من منجزاتها، بل مهاجمة ناسها وأهلها .. ستجد نماذج لهؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك وأيضاً الإنستغرام وغيرها. كراهيتهم فيها سطحية غريبة وعجيبة، منعدم لديهم الحس الإنساني بالحب لتلك الربوع التي نموا فيها وكبروا في ظلالها، والسبب أن نظرتهم هي في سيطرته في فرض آرائه على ناسهم وأهلهم.
في بلادنا الحبيبة ولله الحمد الوضع مختلف تماماً، من ملامح هذا الاختلاف التفاعل من آلاف من المواطنين والمواطنات مع مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي أطلقها لتوجيه الشكر والعرفان إلى أبناء القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة. فالتفاعل والتعليق والكتابة في الوسم على تويتر الذي حمل عنوان #شكراً ـ حماة ـ الوطن، هذا التفاعل كان محل رصد وتعليق وملاحظة من كثير من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، لأن كل هذا الإقبال الجماهيري لم يتم وفق آلية متبعة أو وفق تخطيط، بل شعب بأسره توجه بعفوية وصدق إيمان للتعبير عن الحب والولاء لهذا الوطن وقادتنا البررة المخلصين.
أعتقد أننا اليوم قدمنا درساً بليغاً في الوطنية للعالم بأسره، عن معنى الوطن والوطنية، عن شعب بأسره يندفع بعفوية وصدق مشاعر، لأناس يفدون بأرواحهم من أجل تراب الوطن، وشاهدنا من قبل اندفاع شبابنا وفتياتنا على التجنيد برغبة صادقة، لقد قدمنا للعالم درساً مجانياً في معنى الوطن والولاء.