الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الضالة المفقود

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - دبي - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

هو الحب الذي يعتبر فوق كل شيء، الحب للوطن ،للأسرة ،للمجتمع الذي ننتمي إليه،للعمل الذي نعتاش منه ،الحب فوق كل شيء نؤمن به ،الحب طلبا لرضى الله ،الحب في صدق الإنتماء لمكان نألفه ،الحب هو أسمى العواطف وأنبلها ،حب يزرع في قلوبنا موجّها نحو وطن وأسرة وأرض ومجتمع وشخصا بعينه ،شيئا نتألفه ،لهذا نرى الكثير من جيل الشباب المعاصر ضائعين ،يلهثون بحثا عن ضالتهم ،يعيشون في هروب متكرر من الواقع .
لقد تعوَّدتْ هذه الفئة وربما للآن بعض الكبار في هذا الزمان الذين يعيشون أجواءَ من المتناقض و الهروب من المواجهة للذات ،فحينيدرك أنه أختار شريكا غير مناسب لحياته ،وتعلم مهنة لا يميل إليها ،ونفذ عملاً أجبر على شيء لا يريده فالحل هو الهروب ،،هكذا هو الإنسان كما وصفه الرحمن سبحانه وتعالى : "لقد خلقنا الإنسان في كبد" فهو منذ الولادة إلى الوفاة ،يلهث تارة هنا وتارة هناك ،يبحث عن ملهى عن حكاية فيها نكهة وعيشة هانئة ولذة عابرة،قد تجمعنا الغربة،و تجمعهم الكلمة الحلوة،و غذائهم اختراع تقني ،أو وجبة أعدت بخلطة سرية قد تكون بقايا رفاة أو قمامة لكنه يجدها طيبة ،ترى هل وجد ضالته فيها ، وحين تجتمع الأسرة على مائدة ترافقهم ابتساماتهم بوجود أم تجمع لا تفرق ،صدر حنون كلمة طيبة شعار لهم جميعا لا يعرف النفاق والكذب مثل غيرهم ،وفي النقيض نفسه تجدهم هربوا دون الجماعة إلى فرقة ونزاع وتجمعهم بندقية وسرقة وفتنه.
وجماعة أخرى جلسوا سوية ليحققوا هدفا موحدا لحياة سليمة ،بحثا عن هدوء و سلام ،في خضم الحياة العصرية،ثمة صخب يحيط بهم ،لكن خلا المكان من الألفة فبحثوا عن ضالتهم في حقل قمح وبعض فتات خبز مغمس بزيتون وزعتر ،و رضوا بما قسم لهم ،هي بقايا زاد طُهِي بإقتدار ،ولحم طيرٍ يصطادونه، فوقع بينهم خلاف ،وخطفه من بين أيديهم نسر حاقد ،دون رحمة دون أن يطعموه لأولادهم ترى هل وجدوا ضالتهم وتوحدوا دون فرقة ،مثل هؤلاء الناس كثيرون في عالمنا ،والقلة الصالحة غابوا عن وجه الزمان وما عاد أمثالهم في الجوار ،ترى هل سنجد ضالتنا فيهم سؤال يحتاج لجلسات حوار وإستفسار !!!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى