تحدثنا كتيرا عن الاحداث والتفاعلات السياسية واسهبنا في تحليل الظروف التي يمر بها العراق واعطينا وفق مانراه الحلول الناجحة للحالات الفكرية والاجتماعية التي نعاني منها اليوم في ظل ظروف غير طبيعية فرضتها المرحلة الراهنة , وهنا اريد ان اوضح بعض النواحي الاساسية التي اراها والمتعلقة حصرا بضرورة مشاركة المراة في الحياة الساسية باعتبار ان المراة تشكل ركنا اساسيا لايمكن الاستغناء عنه من الواقع الاجتماعي العراقي.
ان المشاركة الفعالة للمراة في المجالات العامةعموما والمجال السياسي خصوصا تعد جزءا اساسيا من عملية التحول الديمقراطي في المجتمع سواء من خلال اندماجها في مجلس النواب او الحكومة والاحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية , لذا اصبحت المشاركة السياسية للمراة مطلبا جماهيريا يحقق العدالة والمساواة وينتج ثمارا ايجابية ليس بالنسبة للنساء فقط ,بل يعود بالفائدة على تطور البلاد ككل ,فالنمو الاقتصادي يحدث بشكل اسرع في الدول التي تشهد مشاركة للنساء , وبالتالي لايمكن تحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي مالم توجد عدالة اجتماعية في باب المشاركة الفاعلة لبناء البلد ,اذا ماعلمنا ان تعداد النساء في العراق اكثر من الرجال .
ان الحكم على موقف اي نظام سياسي من حقوق الانسان عموما وحقوق المراة بشكل خاص لايكون من خلال الكلمات والخطابات بل من خلال النصوص الدستورية او القانونية والتطبيق العملي لها .
لقد انقسم المشرع العراقي الى قسمين في عملية مشاركة المراة في الحياة العامة فمنهم من يرى انها يجب ان تبقى مهملة لدرجة تجعل دورها تهيئة الاجواء المثالية في البيت للرجل ليؤدي دوره في الحياة وبناء الوطن ,وقسم اكد على اهمية مشاركة النساء في الحياة العامة ومشاركتها ايضا في الانتخابات النيابية وعزى هذا لاسباب عديدة اهمها :
1- ان منطق الديمقراطية لجميع المواطنين يحتم الاعتراف للمراةبهذه الحقوق 2- لما كانت المراة هي الاقرب الى حاجاتها ومصالحها من الرجل لذا ينبغي ان تكون المراة هي المطالب والمدافع عن هذه الحقوق والمصالح .
3-اثبت الواقع العملي ان المراة تستطيع ان تقدم خدمات عظيمة للمجتمع .
4- ان ممارسة الحقوق السياسية مفيد للمراة نفسها فهو يطور قدراتها وقابلياتها بما يصب في النهاية بتفعيل مشاركتها في هذا الجانب .
هنا اود ان اعرج على موقف الاسلام من المراة ,لقد منح الاسلام المراة ذات الحقوق التي منحها للرجل , بعد ان رد لها كرامتها وادميتها التي كانت قد فقدتها في العصور التي سبقت الاسلام ,واعاد اليها حقوقها التي اهدرت في الجاهلية فالله سبحانه وتعالى يساوي بين الرجل والمراة في خطابه اليهم بلا تمييز ولاتفرقة اللهم الا في نقطتين اوثلاث وهن مايتعلقن بالاحكام الشرعية الخاصة بالارث والشهادة ونوع العمل ,كذلك منحها حقها في العقاب والثواب حالها حال الرجل كما جاء في اياته الشريفات(ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين لله والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ) سورة الاحزاب الاية 35,وعلى هذا الاساس ساوى الاسلام بين الرجل والمراة في الجزاء سواء ثوابا ام عقابا واعطى المراة الاهلية الكاملة كالرجل ومنحها الحق في التعليم والمشاركة السياسية والعامة .
اذن اختم هنا واقول ان المجتمع بشقيه ونصفيه الرجل والمراة يكون متكاملا وعليه يجب ان يسود الاحترام والتعاون فيما بينهما لتسير السفينة الى مداه المحسوب والا لايمكن لاي مجتمع ان تكتمل نهضته وينجح ويبني ذاته بمعزل عن المراة المؤمنة القادرة على اكمال متطلبات الحياة بصورتها العامة .