بعضهم عندما يريد كتابة " زنا " فإنه يكتبها بالألف الممدودة و آخرون يكتبونها بالألف المقصورة أي " زنى" !!!لكن ما هو ضابط كتابة هذه الكلمة؟
قال تعالى : ((ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا)) سورة الإسراء
ذكر الفيومي في مصباحه أن هناك من يجعل المقصور والممدود لغتين في الثلاثي ،المقصور لغة الحجاز والممدود لغة نجد.
وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب أنه حينما ترد الفعل إلى نفسك – أي تسنده إلى ضمير رفع متحرك- يتبين لك أصل الفعل إن كان من ذوات الياء أو من ذوات الواو ،فتقول:زنيتُ – أعاذنا الله وإياكم من الزنى- فنعرف بذلك أن لام الفعل ياء فنكتبها على شكل ألف مقصورة ،نحو زنى وقضى ورمى .
قيل: تكتب بالألف الممدودة إن أريد بها الإسم فنقول مثلا : أحذر الزنا
الزنا هنا مفعول به فهو اسم ، وكتب بالإلف الممدودة .
و عندما نريد الفعل تكتب بالألف المقصورة فنقول مثلا : هذا الرجل زنى بتلك المرأة.
هل هذا هو الضابط أم أنني مخطئ ؟
جاء في صحاح الجوهــري ( مادة : ز ن ا ) :
الزِنَى يمدُّ ويقصر، فالقصر لأهل الحجاز. قال تعالى: "ولا تَقْرَبوا الزِنى". لأهل نجد. قال الفرزدق :
= ومَنْ يَشرب الخُرْطومَ يُصْبِحُ مُسَكَّرا أَبا حاضرٍ مَنْ يَزْنِ يُعْـرَفْ زِنـاؤُهُ
وقد زنى يَزْني ، .
والنسبة إلى المقصور زِنَوِيٌّ، وإلى الممدود زِنائِيٌّ.
وزَنَّاهُ تَزْنِيَةً، أي قال له يا زاني ، كقولك : فسّقه وكفّره ، قال له: يا فاسق ويا كافر..
وتسمّى القردة زَنَّاءَةً .
وقولهم: هو لِزِنْيَةٍ وزَنْيةُ: نقيض قولك هو لِرِشْدَةٍ ورَشْدَةٍ، ابن زنا أو ابن حلال .
والمرأةُ تُزاني مُزاناةً وزِناءً، أي تُباغي وتسافح ....
* ولمعرفة أصل الألف في الاسم والفعل يحسن اعتماد أكثر من طريقة، فقد يعترينا الوهم إن اعتمدنا طريقة واحدة.
فالاعتماد على الرسم وحده قد يوقع في اللبس؛ فالكوفيون مثلا يكتبون رضى في نحو(رضى الوالدين من رضى الله) والبصريون يكتبونها رضا ( رضا الوالدين من رضا الله)، ولو عدنا للفعل نجد الماضي رضي والمضارع يرضى، ولو أسندنا الفعل لتاء الفاعل لقلنا رضيت ،فنظن أنها يائية، أما لو عدنا للمصدر (رضوان) لتبينا علة كتابتها رضا عند البصريين، وعرفنا أن أصلها واو، وأما عدم رسمها ألفا في الماضي فلانقلابها ياء لتطرفها وانكسار ما قبلها، وبقيت هذه الياء عند إسنادها لتاء الفاعل.
كذلك قد نجد كلمة الزنى مكتوبة الزنا فنظن من رسم الألف أن أصلها واو، ولو أسندناها إلى تاء الفاعل قلنا : ما زنيت، ولو عدنا لمصدر المرة أو الهيئة لوجدناهما زنية وفي الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (درهم ربا أعظم عند الله من ست وثلاثين زنية)، وعلة رسمها الزنا عند بعضهم أنها مسهلة من الزناء كما نكتب السما مسهلة من السماء...وهكذا.
ومن طرق معرفة أصل حرف العلة: المصدر والاسم كالرضا من الرضوان والضحا من ضحوة النهار (تكتب ضحى اتباعا لرسم المصحف أو على المدرسة الكوفية)
المضارع: شكا (يشكو) عصى ( يعصي)
المثنى: القفا (قفوان) العصا ( عصوان)
المفرد: الخطا (خطوة) المدى (مدية)
الإسناد للتاء : عدا (عدوت) مشى (مشيت)
أما في غير الثلاثي فيرد إلى الثلاثي لمعرفة أصل الألف، أما رسمها فترسم ياء ما لم تكن مسبوقة بياء، فإن سبقت بياء رسمت ألفا ما لم تكن علما.
وهكذا ارجو أن أكون قد قدمت معلومة نافعة وهامة ، والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ر ب العالمين .