أوصت ندوة هجرة المرأة العربية الإفريقية إلى الغرب وانعكاساتها على هويتها وأسرتها فى المستويات الاجتماعية والثقافى فى ختام أعمالها بتونس يوم الجمعة الماضى بالعمل على حماية الهوية السوسيوثقافية للمرأة الأفريقية والعربية المهاجرة، بالتعاون بين منظمات الهجرة الدولية وحكومات البلدان الأفريقية والعربية المختصة، وإنشاء مؤسسة عربية – أفريقية تحلل التحولات الطارئة على هوية المرأة العربية والإفريقية وتبعاتها على ثقافتها ووضعها الاجتماعى، والقضايا الناجمة عن مشكلات الاندماج والانصهار والتماثل مع المجتمع الغربى على حساب الهوية الأصلية.
جاءت التوصيات فى ختام أعمال الندوة التى نظمها فى العاصمة التونسية المعهد الأفريقى العربى للثقافة والدراسات الإستراتيجية ومقره باماكو فى جمهورية مالى بالتعاون مع مركز الجامعة العربية بتونس ومراكز بحوث تونسية، وافتتحتها الخميس الماضى د. نائلة شعبان وزيرة المرأة والأسرة التونسية، بحضور د. عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مركز الجامعة بتونس، والدكتور محمد آدم دوتم نائب مدير عام المعهد الأفريقى العربى، والدكتورة رشيدة التليلى السلاوتى، مدير مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة التونسية (الكريديف) والدكتور أحمد عبد الناظر، ممثل مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث فى تونس (كوثر) ، ومفكرين وقانونيين من دول أفريقية وعربية، من بينهم د. نيازى مصطفى علام من جامعة القاهرة.
وناقش الحضور على امتداد يومين حلم العيش فى الغرب، المتاح بوسائل متعددة شرعية وغير شرعية منها: زواج المصلحة، هجرة الأدمغة من أجل الدراسة فى الخارج ، تحقيق مستقبل أفضل، الدعارة والفرار من الفقر، ومن العنف أيضًا فى بعض الأحيان، إلى جانب الهجرة غير الشرعية… إلخ، وما يستتبع ذلك من مشكلات حالما يتمّ استقرارهنّ فى الغرب مثل مشكلات الاندماج والإنصهار وخاصّة التماثل مع المجتمع الغربى، فبدعوى «الاستيعاب» أصبح كلّ شيء مباحًا بما فى ذلك الهويّة الاجتماعية الثقافية والأسس الرئيسيّة للأسرة – على حساب هويتهن الأصلية بطبيعة الحال – وتتمثل النتيجة الأولى لهذا التحوّل أن المرأة المهاجرة تصبح مسخًا، فلا هى بالإفريقيّة ولا بالعربيّة كما أنّها ليست كذلك غربيّة.
يذكر أن عدد المهاجرين فى العالم - كما تشير تقارير دولية - بلغ سنة 2009 زهاء 215 مليون شخص، منهم 30 مليونًا من أصل عربى، وأكثر من هذا العدد مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، نصفهم من النساء اللواتى تتراوح أعمار أغلبيتهن مابين 20- 50 سنة، وواحدة من بين أربع منهن تحصّلت على شهادة تعليم عالٍ. والنسبة العامّة لحاملى الشهادات هي 29 % من مجموع السكّان المهاجرين، ففى فرنسا على سبيل المثال قدّر عدد الإفريقيات المنتميات إلى منطقة جنوب الصحراء عام 2004م بـ 300 ألف، فى حين أنها لم تتجاوز 160ألف امرأة فى سنة 1999م.