الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

فاتن حمامة.. القمة عندما تحب من يجلس عليها

  • 1/2
  • 2/2

وليد أبوالسعود - القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "

طفلة صغيرة تشير بأصبعها قائلة «إحنا النهاردة يوم حلو قوى».. مراهقة شابة ابنة للمهرج الكبير وبابا أمين.. فتاة الأحلام.. امراة ناضجة.. أم تبحث عن السكينة ومستقبل الأسرة.. مربية الأجيال التى تحارب دوما من أجل الحق والمبادئ..
ستة مشاهد تلخص رحلة السيدة التى حكمت قصر السينما المصرية والعربية، وعبرت عن رحلتها مع الحياة والفن.. الشروق ستصحبكم فى رحلة عبر مراحل حياة آمنة التى ظلت تسمع صوت الكروان حتى آخر العمر..
طفلة صغيرة شقية تلفت أنظار الجميع:
كانت فى السادسة من عمرها عندما تعرفت على الشاشة التى ستصبح سيدتها.. كانت تشاهد فيلما من بطولة آسيا داغر، ومع انتهاء الفيلم صفق الجمهور كعادة جمهور هذه الفترة التى شهدت البدايات المبكرة للفن السابع، لتقول حمامة لوالدها إنها شعرت بأن الجمهور يصفق لها هى بمفردها. إنها الطفلة فاتن أحمد حمامة.. هذا اسمها كاملا والمولودة فى 27 من شهر مايو عام 1931 بمدينة السنبلاوين بالدقهلية ولكنها تؤكد أن موضع الميلاد الحقيقى هو حى عابدين بالقاهرة لأب يعمل بوزارة التربية والتعليم.
كانت بدايتها الثانية مع السينما بعد ثلاث سنوات من مشهد تصفيق الجمهور لها عندما فازت بمسابقة أجمل طفلة ليرسل والدها صورتها للمخرج محمد كريم فيختارها لدور الطفلة بفيلم «يوم سعيد» عام 1940 مع الفنان محمد عبدالوهاب، وحصلت عنه وقتها على عشرة جنيهات كأجر لها عن الفيلم.. لتدخل قلوب الجماهير مع كلمتها التى ظلت خالدة «إحنا النهاردة يومنا حلو قوى». ولتظل فاتن فى هذه المرحلة مع فيلمها الثانى والثالث «رصاصة فى القلب» عام 1944 مع عبدالوهاب أيضا ومحمد كريم وحصلت عنه على خمسين جنيها، و«دنيا» عام 1946.. وهو الفيلم الذى ودعت معه حمامة الطفولة لتدخل أعتاب المراهقة ولتدخل المعهد العالى للتمثيل عام 1946.
المراهقة تبحث عن الحماية والحنان:
كبرت الطفلة لتصبح ابنة فى عائلة تدخل عتبات الأنوثة ويخاف عليها الاب من غدر الزمان ومحاولة الأشرار اللعب بها أو التسلل لعقلها وهى المرحلة التى دخلتها حمامة منذ 1946 مع فيلم «ملاك الرحمة» وبدأت فيه أيضا لعب أدوار الميلودراما وحتى قيام ثورة يوليو.. وقدمت خلالها فيلم «اليتيمتين» و «كرسى الاعتراف» و«ست البيت» ولكن يعتبر أبرز افلامها فى هذه الفترة هو «بابا أمين» عام 1950 والذى شاركت فيه مع حسين رياض وميمى شكيب وكمال الشناوى وأخرجه العالمى يوسف شاهين الذى ستتعاون معه كثيرا بعدها.
ولعبت فيه دور ابنة لرجل من الطبقة المتوسطة يموت والدها لتفاجئ الاسرة باختفاء نقوده وكيف تنجرف للعمل في احد الملاهي الليلة قبل ان يستيقظ الاب من نومه ليفاجئ انه يحلم. الفيلم شكل جزء من مسيرة حمامة طوال هذه السنوات قبل دخولها عالم الفتاة الرقيقة التي يحلم بها الرجال او تكافح الظروف من اجل نجاح قصة حبها.
شابة جميلة يحلم بها كل الرجال:
كبرت الطفلة والمراهقة لتصبح شابة جميلة يحلم بها كل الرجال وهى تعبر عن احلام الفتيات من نجاح وعمل وزواج وحب وهو ما عبرت عنه عدة افلام لحمامة من أبرزها «أيامنا الحلوة» والتى تنافس عليها ثلاثة من كبار النجوم ورموز الجيل عبدالحليم حافظ وعمر الشريف وأحمد رمزى و «موعد مع الحياة» و«موعد مع السعادة» وصراع فى الوادى» والذى شهد قصة حبها لعمر الشريف والقبلة الشهيرة بينهما التى أغضبت كل نجوم السينما المصرية وقتها.
«صراع فى الميناء» و«موعد غرام» ولتنتهى هذه المرحلة عام 1957.
الطفلة الصغيرة كبرت وواجهت الحياة:
كبرت فاتن حمامة لتصبح زوجة جميلة ونجمة كبيرة بعد زواجها مرتين من المخرج عز الدين ذوالفقار من 1947 وحتى عام 1954 أنجبت منه نادية، والفنان عمر الشريف من 1955 وحتى عام 1974 وأنجبت منه طارق بينما كانت آخر زيجاتها من د محمد عبدالوهاب.
كان طبيعيا أن تتغير أدوار فاتن حمامة وهو ما عبرت عنه أفلامها «سيدة القصر» وكيف أصبحت امراة ناضجة قوية تحارب الفقر والظروف حتى يحبها الرجل الثري وكيف تحافظ على ثروته وبيتها وحبهما معا لتصبح سيدة القصر.
و«الزوجة العذراء» مع أحمد مظهر وفيلمها الأبرز «دعاء الكروان». الذى وصل للتصفيات النهائية فى جائزة الاوسكار والمأخوذ عن رواية لعميد الأدب العربى طه حسين وأخرجه هنرى بركات.
و«بين الأطلال» و«الباب المفتوح» و«الليلة الاخيرة» و«الحرام» وأنهته حمامة بفيلمها «الخيط الرفيع» عام 1971 والذى عادت فيه فاتن حمامة من لبنان إثر هجرتها بعد تعرضها لضغوط من إحدى الجهات الأمنية طبقا لها، وتنقلت فاتن وقتها بين بيروت ولندن و وبرغم وصف عبدالناصر لها بالثروة القومية ومطالبته بعودة النجوم بعد نكسة 1967 الا أنها لم ترجع إلا بعد وفاته.
الأم تحمى أسرتها:
بعد عودة فاتن حمامة قررت أن تصبح الأم فاتن او المراة التى تحمى وتعول عائلتها وأسرتها الصغيرة والكبيرة ولتصبح صوت المرأة المصرية عبر العصور وهى المرحلة التى بدأتها عام 1972 مع فيلمها «إمبراطورية ميم» ولعبت فيه دور أم لاسرة كبيرة يرحل الأب ليتركها وسط معاناة فى تربية الابناء وكيف تضحى بحبها وحياتها كامراة جميلة مرغوبة من أجل الابناء.
وعام 1975 قدمت فيلم «أريد حلا» مع رشدى أباظة والذى ساعد فى تغيير قانون الأحوال الشخصية المصرى فيما يتعلق بقانون الطلاق.
وفى 1977 قدمت فيلم «أفواه وارانب» والذى حاول مناقشة قضية كثرة الإنجاب وشاركها بطولته محمود يس وقدمت دور الخالة التى تربى أبناء أختها.
وكذلك «لا عزاء للسيدات» و«حكاية وراء كل باب» و«ليلة القبض على فاطمة» والذى تربى فيه فاطمة إخوتها الصغار حتى يصبحوا كبارا وغدر الأخ الاكبر بها.
وأنهت حمامة هذه المرحلة بفيلمها «يوم مر ويوم حلو» مع خيرى بشارة» عام 1988.
الكبار يبداون حياتهم من جديد ويحافظون على القيم والاخلاق:
كبرت فاتن حمامة لتصبح فى السبعينيات من عمرها وتبحث عن أدوار تناسب مرحلتها كأم كبر أبناؤها وتحلم بالاستقرار والحياة الهادئة وهو ما عبر عنه فيلمها «أرض الأحلام» مع يحى الفخرانى والمخرج داوود عبدالسيد وهو الفيلم الذى قدمته عام 1993 ليصبح آخر أفلامها.
ولفاتن حمامة تجربتين تليفزيونتين ابرزهما «ضمير ابلة حكمت» عام 1991 ولعبت فيه دور ابة حكمت ناظرة مدرسة نور المعارف الثانوية وهو العمل الذي كتبه اسامة انور عكاشة واخرجته انعام محمد علي وشاركها البطولة احمد مظهر وجميل راتب ويويسف شعبان وحسن مصطفى وسميرة عبد العزيز والعديد من الفنانين.
وكانت اخر اعمال حمامة على الاطلاق مسلسلها «وجه القمر» الذي قدمته مع احمد رمزي وجميل راتب ونيللي كريم وغادة عادل والذي تعرض لانتقادات كبيرة وقت عرضه لتغيب بعده حمامة الا عن مجموعة من التصريحات الصحفية والمناسبات الكبرى من ابرزها لقاء المشير عبد الفتاح السيسي.
• أعمال لم تقدمها سيدة الشاشة
كان مسلسل «أميرة فى عابدين» مكتوبا خصيصا من أجل فاتن حمامة لكنها اعتذرت عنه ليذهب لسميرة أحمد.
بينما كانت آخر محاولات عودة حمامة للفن من خلال السيناريست خالد دياب الذى أكد لـ«الشروق» انه كتب معالجة لفيلم إنسانى عائلى اجتماعى عن رجل وامراة فى عمر فاتن حمامة وبالفعل اتصل بالراحلة عام 2010، ليعرض عليها الأمر هاتفيا وهى المحادثة التى استمرت لساعة كاملة ناقشته خلالها فى كل التفاصيل وطلبت إدخال تعديلات على دورها وشخصيتها بالعمل ولم يتطرقا فى المحادثة للأبطال المرشحين للعمل أمامها وتوقف المشروع نتيجة لقيام ثورة 25 يناير وسفره بعدها لدراسة الإخراج بأمريكا.
وتبين  أن جهة الإنتاج كانت قد فكرت فى عمر الشريف بطلا أمامها وهو سبب آخر لتوقف المشروع لاتفاقها والنجم العالمى على اقتصار علاقتهما على مقابلة سنوية مع ابنهما طارق وعدم تقديم أعمال مشتركة معا، وهو ما أكد دياب أنه لا يعلم عنه شيئا وكان من المتوقع ان يلعب دور الحفيد احد نجوم الشباك من الشباب.
• على الهامش:
- اطلق عليها لقب سيدة الشاشة العربية الكاتب الصحفي محمد بديع سربيه بعد ان فازت لثلاثة سنوات متتالية باستفتاء القراء والنقاد لافضل ممثلة في مجلته «الموعد».
- ابنتها نادية مثلت أمامها في الفيلم التليفزيوني المكون من ثلاثة «حكاية وراء كل باب».
- اختارها النقاد كافضل ممثلة في مئوية السينما المصرية.
- كرمها العديد من القادة مثل جمال عبد الناصر وأنور السادات والرئيس اللبناني إميل لحود ورئيس وزراؤه رفيق الحريري وملك المغرب الحسن الثاني وفازت بأول جائزة للمراة العربية.
- أخر تكريماتها عام 2013 والدكتوراه الفحرية من الجامعة الامريكية ببيروت.
- قدمت ما يقرب من 106 منها 104 فيلم ومسلسلين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى