الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

موسيقى المطر

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - دبي - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

ليس أروع من أن يستيقظ الإنسان من نومه عند الفجر على صوت سقوط حبات المطر وهي تستأذن البشر بإهدائهم خيرات قادمة من السماء للجميع بعدالة دون تمييز بين فقير أو غني ،أو شخص ينام في قصر أو في شقة صغيرة في إحدى الغابات الإسمنتية التي تغزو المدن العصرية،كان فجر هذا اليوم استثنائي يحمل الفرح مع سقوط المطر،كان منفردا بإيقاع موسيقى المطر على النافذة في غرفتي المطلة على إحدى الأحياء السكنية التي تعج بالأبراج والمباني التي تشكل بدل الأشجار الطبيعية غابات إسمنتية تحجب الرؤية عن رؤية تأثير المطر على الأرض وعلى الأشجار والطبيعة جمعاء،استيقظت مبتهجة فرحة ،رقصت أمام مرآتي مهللة حين رأيت الغيث قادم من السماء بهدايا كبيرة تعد الجميع بالفرج وتدعوهم للتفاؤل بيوم جديد ماطر بالحب والأمل،تنهدت وقلت في نفسي لقد جاء المطر ليمحو آثار التلوث الذي غزا يومي أمس ،وتسبب في إرباكي نتيجة مواقف عبرت محملة بسلوكيات غير عادية وتجاوزات للخصوصية،طويتها كما طوى الليل نهار أمس ،وأحاول مسحها من ذاكرتي كما مفعول "الكلور " الذي يبيض الملابس عند غسلها،طويت ما سبق جميعه وابتهجت بقدوم المطر وشكرت الله على نعمائه لنا نحن البشر الجاحدين الذين ننسى فضل الله علينا بخيراتها ونعمه المستدامة علينا جميعنا ،شكرته على عطاءه الذي لا ينضب،وحمدته بأن أغدق علي من نعمه المزيد من الفرح والبشر والبهجة بمطر يغرقني حيا،كنت كفراشة تحلق بين في فضاء غرفتي الضيقة التي توسعت للحب والفرح، وكنت نحلة تنتقل من مكان لمكان كي تحصد رحيق المطر كالعسل لتوزعه على الناس حبا وإفادة وفرحا،صوت المطر أروع من موسيقى العالم وسيمفونيات كبار الموسيقيين إنها موسيقى تعزفها السماء بإيقاع إلهي وصدى صوت يطرب العالم أجمع بألحان الطبيعة الرحبة وهي تعانق المطر أيما عناق تعبر فيه عن حبها وعشقها لحباته المعطاءة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى