نحتاج للأمل، فبدونه لا يمكن أن ينهض من سقط، ولا أن ينطلق من فشل وخسر في مرحلة ليعود أكثر قوةً وإصراراً وعزيمة، دون الأمل لا يمكن شفاء عليل أنهكه المرض ولا يمكن جبر من انكسر من الواقع وظروف الحياة. الأمل فضيلة عظيمة يجب تنميتها داخل أرواحنا وفي كل مراحل حياتنا، يجب أن نغرسها ونسقيها لأطفالنا وفلذات كبدنا منذ نعومة أظفارهم حتى يتسلحوا به أمام عواصف الأيام إذا هبت في وجوههم وتقلب الزمن إذا حدث لهم وتبدل الظرف إذا وقع لهم، الأمل هو الطوق بل هو السفينة التي يجب علينا جميعاً صعودها والمحافظة على وجوده في كل زوايا الذهن والعقل، لأن خسارة الأمل تعني الإحباط القنوط واليأس وجميعها مفردات تقود نحو الهاوية والموت، والموت هنا يعني أن تظل تتنفس لكن دون أي رغبة بالحياة، أن تنظر للجميع بنظرة حسرة وندامة وتسأل دائما لماذا لست مثلهم؟، فقدان الأمل تعني أن تموت في كل لحظة وكل دقيقة.
هذا المفهوم العظيم لأهمية الأمل لم أجد أكثر تعبيراً عنه وأكثر عمقاً من كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، حيث قال:" قبل فترة سألني أحد المسؤولين العرب عن هدف دولة الإمارات من إطلاق أول مسبار عربي للمريخ وفائدته للمنطقة، قلت له: نريد أن نبعث برسالة أمل لـ 350 مليون عربي، نحن قادرون على استعادة مستقبلنا ومسابقة العالم من حولنا إذا أردنا ذلك".
وهذا بحق قمة العطاء قمة التخطيط والذكاء فعندما تغرس وتجعل الأمل منثوراً بين يدي كل محبط فتوقعْ منه النجاح والبناء والتقدم ومعاودة النهوض من جديد.. ومرة أخرى أستدعي جانباً أيضاً لا يقل أهمية من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله، حيث قال: "هناك 200 مليون شاب في منطقتنا، إما أن نغرس فيهم الأمل ونوجه طاقاتهم لتغيير حياتهم وحياة من حولهم للأفضل، أو نتركهم للفراغ والبطالة والأفكار الخبيثة والمنظمات الإرهابية". هذا هو الفكر الذي تحتاجه البشرية بأسرها هو التبشير بالأمل أمام كل المحبطات وكل هذه الويلات التي تنتشر في عالم اليوم، وليس تبشيراً وحسب بل عمل متقن يستهدف العالم والعالم العربي وشبابه، وهذه الرؤية الثاقبة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله، تجعلنا ندرك ما للأمل من طاقة وأثر في النفس، فلننمه ولنحافظ على وهجه وشعلته متقدة داخل نفوسنا، بل لنشعلها ونوقدها أضواء في قلب وروح كل حزين كسره إخفاق هنا أو هناك، أو لكل من أضاع الطريق في مرحلة من مراحل حياته وعاش بعدها متخبطاً متردداً.
لنقل للجميع: إن الحياة مستمرة وستستمر والمهم أن تعاود النهوض والاستمرار وأن لا تستسلم لليأس أو لأي من كلمات الإحباط والتقليل ومحاولة النيل من عزيمتك. ولنثق ونتأكد جميعاً أن داخل روح كل واحد منا رغبة للاستمرار ومحاولة للنجاح وعزيمة للتفوق، والمهم البناء على هذه الغريزة الإنسانية الموجودة داخلنا فلا نغيرها بل نشجعها على النمو أكثر وأكبر حتى تبقى معنا رفيقة لنا في كل مراحل حياتنا.