اشتعلت فوهة البركان ...علت نيرانها،شعلتها بين الأحمر والبرتقالي....تتوهج...تميل الشعلة في كل الإتحاهات تنفر من الروائح الكريهة ... تصرخ هل من مزيد ...،لكنها تلفظ لحم الذئاب " الشارفة" الصخور المحاذية للبركان ملت بكائيات العجز ...رغبة مجنونة تدفع بسكارى المدينة للضحك الهستيري ...أطفال عراة لا يعرفون لون كساء يتساءلون ..لم نخاف الليل ؟ أليس بعد كل ظلمة صبح يلوح..؟ قال احد المستكنين من صعاليك الزمن الغابر..: المؤامرات لا تحاك الا في العتمة لآنها تخشى صياح الديكة وإقامة صلاة الفجر... في صمت رهيب...صوت شرارات المحرقة تتلاحم تقطعها صرخات ولادة جدبدة في وقت كاد يضيع يتصارع فيه الفجر والظلام...مشهد لا تصنعه الإرادة البشرية ولكنه كذلك ليس من باب المعجزات ...يحمل في طياته معاجم بمختلف اللغات ويتطلب معرفة لقراءة بعض الطلاسم ..فيه السقوط والعدم والإنهزام وفراغ الرحم وموسيقى تولد تجربة لا نعرف مدى عافيتها من اعاقتها تحمل شارة المقاومة....
بعد هدوء قرقعة حمم البركان نبحث فيما تبقى فينا ولدينا من مرهم تطبب فواجع اليأس ونبحث عن مدية تقطع حبل الفشل ...يتكلم الحكيم بعد خرس مفاجئ...حمقى نحن اذا رمينا بأسلحتنا، قبل ان تخمد نيران المحرقة ..تذكروا الأصنام..تفتتها النيران والضرب المحكم ..،سقط بوذا رغم انه حمل على كتفيه أسرار حضارات...صاح بالأطفال لا تضعوا على اجسادكم كساء حتى يعم النور في المكان ...فالنور في سرعته لا يحتاج تأشيرة عبور او ترخيص انتشار أو استشارة وجود... كل منكم يحمل عصاه، زمن الرعي قائما ولكم فيها مآرب أخرى....تعلموا الكتابة قبل القراءة....والشعوذة كسحرة فرعون حتى تفككوا طلاسم الحاضر