لا تعمل الكثير من النساء في مجال الاستثمار في الطاقة النظيفة في كينيا... لكن تسمم الدجاج جعل من ليديا ويثيرا واحدة من هؤلاء.
شرعت مربية الدواجن ويثيرا في البحث عن سبل للحفاظ على حياة طيورها خلال الليالي الشديدة البرودة. وكان أول خيار لجأت اليه هو احراق الفحم النباتي ما نجم عنه نفوق الكثير من الدواجن بسبب التسمم بغاز أول اكسيد الكربون بعد وضعها في حيز مغلق.
لكن بناء على نصائح من جاراتها تحولت الى استخدام قوالب مصنوعة من المخلفات المضغوطة الناتجة من صناعة السكر والعسل الاسود. ونجحت هذه القوالب التي تظل مشتعلة لفترة طويلة بل انها خففت عن كاهلها عناء الاستيقاظ في منتصف الليل والتوجه الى عنابر الدجاج لاشعال الفحم النباتي.
وفي غضون عامين ومع رواج تجارتها في الدواجن كانت تحتاج الى 200 جوال من هذه القوالب المضغوطة كل شهر وكان هذا هو موعد انطلاق البحث عن امكانية تصنيعها بنفسها توفيرا للنفقات.
وبعد أربع سنوات وعقب تلقيها تدريبا على هذا النشاط ومنحها قرضا كانت تنتج طنا من هذه القوالب يوميا ويعمل لديها اربعة من العمال وقالت إن حجم استثمارات نشاطها التجاري الذي بدأ بمبلغ 1200 دولار وصل الى 18 الف دولار.
وقالت "اكتشفت انه استثمار مربح ولم أنظر أبدا الى الوراء".
وبسبب النقص في رأس المال وفي مهارات الطاقة النظيفة بين نساء كينيا حاليا هيمن الرجال على وظائف الطاقة المتجددة وأنشطة قطاع الاعمال في البلاد. لكن النساء شرعن وبالتدريج في فتح الابواب على مصراعيها التي كانت موصدة دونهن.
وحتى تساعد ويثيرا في تحويل شركتها لتصنيع القوالب المضغوطة من مجرد فكرة الى نشاط تجاري ناجح انضمت الى برنامج ارشادي تديره منظمة (جلوبال فيليدج انيرجي) للشراكة والتي تركز على توسيع نطاق الحصول على الطاقة في الدول النامية.
لكن رغم نجاحها القياسي في هذا المضمار وفي التدريب تواجه ويثيرا مقاومة في بناء نشاطها التجاري وذلك بسبب مفاهيم في كينيا مؤداها ان مجال الطاقة المتجددة لا يناسب المرأة.
وقالت ويثيرا إن كل هذه المسائل يمكن معالجتها إذا تعاونت الجامعات ومؤسسات البحث الفنية مع العاملين في انشطة الطاقة المتجددة لتشجيع التدريب في مجال التكنولوجيا الصديقة للبيئة لاسيما بين السيدات. وقالت إن هذا من شأنه ان يعطي دفعة لصناعة الطاقة المستدامة فيما يحسن من جودة منتجاتها.
ووافق سامي كيتولا منسق اعتمادات رؤوس الاموال في (جلوبال فيليدج انيرجي) على ذلك بقوله "للاسف فان قلة من الجماعات الكينية تركز على الطاقة المتجددة لكن مع توفير التقنيات والتدريب الملائم يمكن اشراك المزيد من سيدات الاعمال في كينيا".
وتلعب الكينيات بعض الادوار الرئيسية في قطاع الطاقة المتجددة في حين ان مصممي البرامج والفنيين معظمهم من الرجال فيما تكلف النساء بصفة عامة ببيع المنتجات وتصنيع بعض المكونات منها بطانة مواقد صديقة للبيئة.
وقال كيتولا إن عدة هيئات غير حكومية تسعى لارشاد الكينيات للانخراط في أنشطة الطاقة النظيفة من خلال تقديم المشورة ووسائل الاتصال وتوفير الاموال.
وتربط منظمته بين النساء العاملات في مجال الطاقة النظيفة والمؤسسات المالية من خلال عرض ضمانات قروض ومطالبة هذه المؤسسات بخفض اسعار الفائدة. واضاف ان وزارة الطاقة اطلقت مبادرة لتوفير التدريب للنساء في مراكزها الخاصة بالطاقة.
وقال كيتولا إن هذه الجهود تتمخض الآن عن زيادة اعداد النساء اللائي يشاركن في التدريب والبحث عن رؤوس اموال لانطلاق مشروعات استثمارية في حقل الطاقة النظيفة.
وحثت ويثيرا الكينيات على اغتنام فرص الطاقة النظيفة قائلة إنها تدر أرباحا طائلة. وقالت "هناك طلب هائل".