تلقيت بالأمس رسالة من قارئ يعيش في إحدى الدول العربية، يحاول الحصول على مساعدة بالرأي في مشكلته التي يعانيها، حيث كتب قائلاً «مشكلتي مع شقيقي الذي أدمن تعاطي الحشيش، وبات عصبي المزاج وسريع الغضب، وكثير المشاكل والعراك مع الجميع من دون استثناء، ومع الأسف فإن هذا السلوك انعكس على زوجته وعلى أطفاله، ووصل الأمر إلى طرده لزوجته خارج المنزل وأبقى أطفاله معه، وهذا يثير مخاوفنا على سلامة الأطفال. ولا أعلم كيف أتصرف وما الذي أفعله؟ فلو لجأت للأجهزة الأمنية فإنهم سيلقون القبض عليه وسيتم الزج به في السجن، وهو في اللحظة نفسها يرفض تماماً العلاج ويتعارك مع أي واحد من العائلة يطلب منه هذا الطلب».
وأريد أن أقول لهذا القارئ، ولكل من لديه قريب يعاني أيّاً من حالات الإدمان والتعاطي، إن هناك خطأ مع الأسف شائعاً لدى الكثير من الناس وهو أن أجهزة الأمن ستقبض عليه وتزج به في السجن، وهذا غير صحيح، بل يتم التعامل مع مثل هذه الحالة كحالة مرضية، فهو قد وقع في براثن هذا الوباء، وباتت حالته خطرة فقد يؤذي نفسه والآخرين المقربين منه، لذا أنصح بسرعة التوجه للأجهزة الأمنية أو الجهة التي من مسؤوليتها علاج هذه الحالات وهي التي سترشدك للطريق الصحيح. لكن لا تترك الأطفال بين يديه، وأنت تعلم أنه قد يؤذيهم بشكل بالغ، توجه لأقسام الحماية من العنف سواء في المستشفيات أو في أقسام الشرطة، حيث يملكون الخبرة والمعرفة.
ولجميع القراء، تأكدوا أن مثل هذه القضية ليست جريمة بقدر ما أنها علاج ومحاولة إنقاذ حياة إنسان، فلا بد من أن نفرق بين مروج ومهرب المخدرات والممنوعات على اختلاف أنواعها، وبين من وقع في براثنها وأدمنها، فهؤلاء في كل أرجاء العالم يصنفون كمرضى وضحايا.
لهذا الأخ .. سارع بالتوجه إلى جهاز مكافحة المخدرات والشرطة، وهم سيرشدونك من دون أي تردد بالطرق النظامية التي ستسلكها، وقد تسهم من دون أن تعلم في إنقاذ حياة شقيقك، وأيضاً تحمي أطفاله بل تمنع انهيار أسرته. نصيحتي لك وللجميع ممن لديهم أقارب في مثل هذه الحالة بسرعة تسليمهم للجهات المتخصصة حماية لنفسهم والآخرين، فهذا المريض قد يتسبب في جريمة قتل يروح ضحيتها أبرياء، وقد يكون الأقارب أنفسهم هم أول من يكتوي بنارهم.
لا تتردد وأسهِم في إنقاذ شقيقك .. ولتكن لديك ثقة بأنه قد يخضع لعلاج ويخرج متعافياً