"السوريات أخوات الرجال"، فالمرأة السورية صارت أقوى وأكثر صبراً بالرغم من الأوجاع والآلام التي طالت كل سوري خلال الحرب الراهنة، هذا ما قالته لينا هدايا، إحدى المشاركات في معرض "سيدات يتحدين الأزمات" لتشرين أونلاين" عند سؤالها عن مدى تجسيد المعرض لشعاره.
وتضيف قائلة: ليس المعرض هدفاً في حد ذاته وإنما المراد منه توجيه رسالة للخارج أن سورية باقية وصامدة، والمرأة السورية شريكة في بناء الوطن وتنمية اقتصاده كما الرجل.
وهو ما أكدته ربا دعبول رئيسة لجنة سيدات الأعمال في اتحاد المصدرين عبر قولها: المرأة السورية عبر التاريخ كانت سيدة عظيمة، وخلال الأزمة أثبتت ذلك عبر دعمها لوطنها على مختلف الصعد، وتالياً فإن إقامة المعرض تعد رسالة للخارج أنه رغم تداعيات الأزمة الكبيرة، فإن المرأة السورية اليوم أقوى وأقدر على الإبداع والعطاء بالرغم من الآلام كما كانت دوماً، مشيرة إلى أن الغاية من المشاركة في المعرض دعم وتقوية الاقتصاد المنزلي والحرف اليدوية، مؤكدة دعم اتحاد المصدرين للسيدات المبدعات عبر تصدير إنتاجهن إلى الأسواق الخارجية وتعريف مختلف دول العالم بهذه المشغولات الفنية المهمة.
نكهة تراثية
معرض "سيدات يتحدين الأزمات" احتضنه خان أسعد باشا التراثي الموجود في مدينة دمشق القديمة وسط مشاركة العشرات من السيدات المبدعات اللواتي يتقن فنون الحرف الشعبية المشغولة بدقة وحرفية، وقد افتتح المعرض على وقع أغاني التراث الشعبي والفلكوري، التي كانت تصدح بها حناجر الفرقة الشعبية علماً بأن منظمي المعرض حرصوا على إضفاء الجو الشعبي على المعرض تماهياً مع عظمة المكان وطبيعة المناسبة.
التسويق الخارجي.. هدفنا
تستكمل السيدة هدايا حديثها بالقول: لدينا 50 موظفة، إضافة إلى سيدات يعملن في بيوتهن أغلبهن ريفيات يتقن العمل في مختلف الحرف كالنول والأغباني والمطرزات والأكسسوارات وغيرها، علماً إننا نمتلك سوقا ًداخلية في مدينة دمشق لكن ما نحتاج هو التسويق الخارجي وتصدير المنتجات إلى الأسواق الخارجية.
بدورها بتول القضماني المشاركة في المعرض ضمن مشروع "أبهة" السورية للحرف أحد برامج الأمانة السورية للتنمية أكدت أن الغاية من مشروع "أبهة" يتمثل بدعم الصناعات الحرفية والتقليدية ومنعها من الاندثار باحتضان الحرفيين السوريين وتوثيق منتجاتهم، مشيرة إلى أن هدف المشروع الأساسي كما المشاركة في المعرض تأمين فرص عمل للمتضررات من الأزمة والمساعدة في إعالة أسرهن، إذ يعود ريع المنتجات المباعة في المعرض إليهن بغية إيجاد مصدر دخل يساعدهن في تحسين مستوى معيشتهن.
بدوره قال عارف فريد مسؤول التسويق في مشروع "أبهة": اتحاد المصدرين مهتم بدعم المنتجات الحرفية وتصديرها إلى الأسواق الخارجية لكونها تستحق كل الرعاية لاختلافها عن المنتج العادي، مشيراً إلى إعداد خطط لدعم هذه المنتجات وإيصالها إلى مراحل إنتاجية عالية تعود بالفائدة على المشتغلين بها.
ما تحتاجه منتجاتنا الحرفية ..الدعم فقط
قدمن من مدينة طرطوس للمشاركة في معرض "سيدات يتحدين الأزمة" بهدف عرض منتجات حرفية متقنة الصنع بدعم من هيئة التشغيل وتنمية المشروعات لعله يكون فرصة للتعريف بأعمالهن الحرفية، خاصة في ظل وعود اتحاد المصدرين بإيصال منتجاتهن إلى الأسواق الخارجية، حيث تؤكد تغريد بلال لـ"تشرين أونلاين" أن هيئة التشغيل وتنمية المشروعات دعمتها في تأسيس مشروعها عبر منحها قرضاً تشغيلياً واستمرت في متابعة مشروعها، مؤكدة أنها عملت في أشد الظروف وخاصة خلال الأزمة من أجل تطوير مشروعها وأصرت على حضور المعارض للدلالة على استمرارية الحياة والتأكيد على نصر سورية، مشيرة إلى إطلاق مشروعها من ورشة صغيرة في البيت ومع الإصرار والمتابعة والكثير من الجهد تمكنت من التوسع في عملها، ونتيجة ذلك استطاعت تأمين الكثير من فرص العمل للمهجرين في المدينة، مؤكدة أن مشاركتها في المعرض تركزت على لوحات فنية وأعمال الصنارة والإكسسوارات والصدف، علماً بأنها شاركت في معارض عديدة ورشح اتحاد المصدرين خمس من أعمالها اليدوية للمشاركة في معرض أقيم في الكويت، وهي تتطلع إلى مزيد من الدعم خاصة أن الاتحاد قدم وعوداً لتسويق المنتجات اليدوية في الأسواق الخارجية لكونها تستحق كل الاهتمام والرعاية.
السيدة سوزانا حسن كفروني المشاركة أيضاً بدعم من هيئة التشغيل، والتي عرضت في جناحها ألعاباً يدوية ومنتجات أخرى أكدت، كغيرها من السيدات المشاركات، أن الغاية من المشاركة التسويق الخارجي، فمدينة طرطوس تمتلك أسواقاً لتصريف منتجاتها لكن ما تحتاجه الترويج الخارجي.
من جهتها قالت فاتن الصباغ التي تمتلك ورشة صغيرة في بيتها لصناعة الشرقيات والمطرزات: جل ما نحتاجه تصدير البضاعة وتسويقها إلى الأسواق الخارجية وخاصة أنها تلقى رضا وطلباً من الدول العربية والغربية، كما نحتاج تأمين المواد الأولية لهذه الصناعات نظراً لارتفاع أسعارها، ما يتطلب دعم اتحاد المصدرين وهيئة التشغيل بمساعدة الإعلام لدوره الكبير في إيصال صوتنا إلى الجهات المعنية.
للمرأة الريفية نصيب
كان للمرأة الريفية حيز واسع في المعرض عبر مشاركة العديد من السيدات، اللواتي مثلن في جناح مديرية المرأة الريفية في وزارة الزراعة، وعن هذه المشاركة تحدثت د. رائدة أيوب المسؤولة عن مديرية المرأة الريفية في الوزارة بالقول: كان هدف وزارة الزراعة عند تقديم قروض تشغيلية للسيدات الريفيات مساعدتهن على تأسيس مشاريع صغيرة تضمن لهن إيجاد دخل يساعدهن على تحسين مستوى معيشتهن وتنمية مهاراتهن، واليوم النساء الريفيات يعرضن أعمالهن اليدوية المتمثلة بالمنتجات الزراعية والمشغولات اليدوية كالصنارة والإكسوارات في المعرض بغية إيجاد منافذ تسويقية تسهم في إيصال منتجاتهن إلى الأسواق الخارجية كيلا يتحكم بهن التجار ويسرقون إنتاجهن، مضيفةً إن المشاركات قدمن من محافظات عديدة أبرزها اللاذقية وطرطوس والسويداء وريف دمشق، لذا تتعاون وزارة الزراعة مع اتحاد المصدرين وأي جهة يمكنها المساهمة في تسويق هذه المنتجات بما يخدم المرأة الريفية ويطور مشروعها بشكل يضمن تشغيل العديد من الأيدي العاملة.
دعم المنتج الحرفي..ضرورة اقتصادية
مثل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في المعرض د. سامر خليل المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الخارجية الذي قال لتشرين أونلاين عند سؤاله عن أهمية إقامة هذا المعرض في هذه المرحلة: اسم المعرض كفيل بتبيان أهميته خاصة في ظل الظروف الراهنة وتداعياتها الاقتصادية، فالسوريات طالما كن عبر الزمن داعمات لرجال سورية في الدفاع عن الوطن ونهضة اقتصاده، واليوم السيدات المشاركات يتولين هذه المهمة عبر تنمية الاقتصاد المنزلي وتنشيطه من خلال تطوير المنتج السوري الحرفي اعتماداً على تلك الورش الصغيرة والمتناهية الصغر بغية إنتاج منتجات ذات تنافسية عالية قابلة للتصدير، فهذه المنتجات اليدوية المشغولة بإتقان تلقى رواجاً كبيراً، ما يوجب إيجاد منافذ لتسويقها وتقديم سبل الدعم لها، مشيراً إلى أن وزارة الاقتصاد لديها توجه حقيقي لدعم المهن اليدوية للانطلاق بها باتجاه التصدير لتكون صادرات حقيقية ترفد الاقتصاد الوطني بمزيد من القطع الأجنبي، مشيراً إلى أنه خلال الفترة القادمة سيعقد اجتماع مع السيدات المشاركات في المعرض وغيرهن لمناقشة سبل الدعم وتقديم كل ما يلزم لتطوير منتجاتهم وإيصالها إلى العالمية.
إحداث شركة تسويقية
بدوره قال محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين: إقامة هذا المعرض أتاحت للاتحاد الحصول على معلومات دقيقة عن السيدات المشاركات في المعرض، وتالياً إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن هذا القطاع المهم مع إعداد دراسة شاملة للمنتجات الحرفية وتحديد السلع القابلة للتصدير مع تحديد مشكلاتها والصعوبات التي تواجهها وسبل دعمها.
وأضاف: المنتجات الحرفية مطلوبة في الخارج وخاصة الأغباني والبروكار الدمشقي والصناعات الغذائية، كاشفاً عن نية الاتحاد إحداث شركة تسويق للترويج لهذه المنتجات وفق دراسة شاملة وكاملة للسوق.
الصناعات المنزلية إلى مصانع متوسطة
الاتحاد يؤمن أن المرأة نصف المجتمع، ومن هذا المنطلق يجب دعم قطاع الاقتصاد المنزلي بكل الإمكانات المتاحة ولا سيما تحويل الصناعات المنزلية إلى ورشات ومصانع صغيرة ومتوسطة وحتى معامل كبيرة لاحقاً وفق رأي مازن حمور أمين سر اتحاد المصدرين، الذي أكد لـ"تشرين أونلاين" ضرورة توفير كل أشكال الدعم للمرأة الريفية في ورشتها ومصنعها لتكون صناعة صغيرة ومتوسطة تسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن الهدف من إقامة هذا المعرض وجود المنتجات الحرفية على خريطة المعارض العالمية علماً بأن هذا المعرض على أهميته ليس سوى تجربة على طريق إقامة معارض خارجية تستطيع الحرفيات من خلاله عرض منتجاتهن الحرفية بقيمتها التصديرية العالية خاصة أنها تمتلك ميزات تنافسية في الخارج لكونها مشغولة يدوياً بمهارة فنية عالية، وهذا مطلوب في كل دول العالم سواء الحرف اليدوية أو الغذائية، مشيراً إلى أن الاتحاد سيقدم كل الدعم الممكن للنهوض بالحرف اليدوية وتطويرها وتنمية الاقتصاد المنزلي.