تقف فتاة 14 عاما حائرة امام خيارات عدة عرضتها اسرتها عليها كهدية في عيد ميلادها ما بين الآي باد ام هاتف خلوي حديث.
لكن المفارقة في وجه آخر لحياة فتيات لم يبلغن عمر الثامنة عشرة بعد تعرضهن للعنف لمجرد اكتشاف اسرهم اقتنائهم لهواتف خلوية فيلحق بهن اسوأ انواع الايذاء الجسدي الذي يصل بهن الى المستشفيات ويتم ابعادهن عن اسرهن والحاقهن بدور متخصصة بالحماية والرعاية.
ولا يقف العنف الى هذا الحد فحسب بل هناك ظاهرة اجتماعية اخرى لفتيات صغيرات يعشن اوضاعا اسرية قاسية لا يجدن وسيلة للتخلص منها سوى الهروب من منازلهن ليتعرضن لمخاطر اكبر قد لا تدرك الاسر خطورتها.ش
وفتيات اخريات بسبب خلافات اسرية يتعرضن للضرب والايذاء من قبل الاباء والاشقاء مما يستدعي نقلهن للمستشفيات للمعالجة.
وطفل آخر يطالبه والده بخفض صوت التلفاز فلم يستجب ويكرر طلبه ولم يستجب الطفل البالغ من العمر 14 عاما فلا يكتفي الاب بتوبيخ الطفل كردة فعل عن غضبه لكنه ببساطة متناهية يحمل السلاح بوجه ويهدده بالقتل ان لم يطفئ التلفاز.
هذه هي االحياة التي يعيشها افراد أسر لا تنتهج سوى العنف الجسدي مع ابنائها وخاصة بناتها ليصبح عنوان حياة لا تخلو من الالم الجسدي والنفسي فان تصاب فتاة بارتجاج بالدماغ واخرى بكدمات شديدة ورضوض على مناطق مختلفة بالجسد اصبح عنف لا يغتال كرامة الانسان ووجوده فحسب بل يهدد حياتهم بشكل واضح.
مديرة دار الوفاق الاسري زين العبادي اشارت الى ان الدار تستقبل النساء المعنفات سواء كان العنف من قبل الازواج او الاشقاء والاباء لكن يلاحظ ان هناك فتيات لم يتزوجن بعد يتعرضن لعنف جسدي بليغ من قبل افراد اسرهن.
واضافت ان الخلافات الاسرية بين الفتيات وابائهن واشقائهن تكون السبب الاول في الحاق الاذى بهن كون الاسرة لا تعلم او لا تريد اتباع اساليب اخرى فيتم تعنيف الفتاة ان رفضت اي شيء يتعلق بما يريدونه او كما حدث مع الفتاة التي اكتشف والدها انها تمتلك هاتف خلوي فقام بضربها ضربا مبرحا.
واشارت العبادي ان هؤلاء الفتيات يتم التعامل معهن بداية من خلال تحويلهن للمستشفى لاتقاذهن والتاكد من مدى تاثير العنف عليهن وما ان كان قد الحق ضررا باجسادهن ويحصلن على تقرير طبي يوضح مدى العنف الواقع عليهن والحالة الصحية لديهن ليتم بعد ذلك بقائهن بالدار لحين التعامل مع قضية كل واحدة منهن بالتشارك مع الجهات المعنية.
وتقول العبادي ان النساء داخل الدار يتم تاهيلهن من كافة الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال تدريبهن على مهن عديدة لا تحتاج الى مستوى تعليمي ليتمكن من الاعتماد على انفسهن والاستقلال المادي ولو عادت المراة الى بيتها خاصة وان هناك نسبة من النساء المعنفات يخفن من الافصاح عن العنف الذي يتعرضن اليه بسبب التبعية المالية لازواجهن وعدم امتلاكهن لاي خيارات اخرى تساعدهن في توفير دخل سواء لدعم الاسرة او للاكتفاء الذاتي.
واضافت ان هناك اباء واشقاء يعتبرون ان بناتهم وشقيقاتهم ملك شخصي لهم يمنحهم الحق بالحاق العنف بهن ولو كان السبب اختلاف بالراي او امتلاك هاتف خلوي.
واعتبرت العبادي ان العنف الذي يصل لدار الوفاق لا يشكل النسبة الحقيقية لانتشاره بين اسر عديدة خاصة وان المراة المعنفة لا تلجا للجهات المعنية الا بعد ان تفقد قدرتها على تحمل العنف بعد ان تكون قد عانت سنوات من العنف لكن التبعية الاقتصادية للزوج وعدم تعليم المراة والمفاهيم الاجتماعية حول خروج المراة من منزلها وخوفها على اطفالها ومصيرهم خاصة وان اسر اهل المراة لا يقبلون دوما باطفالها ويرفضون استقبالهم جمعيها عوامل تقف وراء عدم الافصاح عن العنف الذي تتعرض له المراة.
اخصائية تربية وعلم نفس نجوى مراد اكدت على ان اثار العنف لا تقف عند حدود الجسد فحسب بل ان الاثار النفسية تعتبر الاهم كون المراة او الفتاة المعنفة تصاب بحالة اضطرابات نفسية وتفقد ثقتها بذاتها وبمن حولها وتعيش بحالة من العزلة الاجتماعية.
واضافت ان ايقاف العنف الواقع على المراة يتطلب وعيها بالدرجة الاولى بحقوقها مهما كانت البيئة الاجتماعية التي تعيش بها ثم مساعدة الجهات المعنية للمراة المعنفة وتوفير الحماية لها لتتمكن من بناء حياتها تبعا لخياراتها لكن التزام الصمت على ما تتعرض له المراة من عنف سوف يفاقم الامور ويعرضها لمخاطر اكبر.
واشارت الى ان اسر النساء المعنفات يجب ان يقفوا بجانبهن ولا يجبرهن على العودة لاسرهن وهن يتعرضن للعنف الا بعد ضمان عدم الحاق اي أذى.
لافتة الى ان الفتيات غير المتزوجات اللواتي يتعرضن للعنف من قبل الاباء او الاشقاء يجب ان تقوم الامهات بمساعدتهن على وقف هذا العنف وعدم الخوف على حياتهن والتضحية بحياة بناتهن مقابل التزام الصمت فدائرة العنف لا تنتهي ان بدات بالاسرة وهي سبب في دمارها
فان كانت فتاة تعنف بشكل كبير جسديا لامتلاكها هاتف خلوي وان كان خلافات اسرية تلحق الاذى الجسدي بجسد فتاة تبلغ من العمر سبعة عشرة عاما وان كان عدم د الاستجابة بخفض صوت التلفاز يدفع بالاب لاشهار مسدسه بوجه ابنه حالات تحدث بالمجتمع فان هذه الحياة بعيدة عن الحق الانساني للانسان بان يحيا بكرامة ولا يتعرض للايذاء الجسدي او اللفظي
فهؤلاء ضحايا لن تنتهي معاناتهن بشفاء اجسادهن من اثار العنف بل ستبقى نفوسهم وعقولهم تختزن بشاعة ما تعرضوا اليه ليصبح الرجل بحياتهم مرادف للعنف وتصبح الاسرة لهم بمثابة قيد لا بد من ان يتخلصوا منه ليشعروا بالحرية المرتبطة لديهم بعبء العنف بشقيه النفسي. والجسدي