الزواج رباط مقدس, وميثاق غليظ بين الزوجين ,ويجب أن يحافظ كل منهماعلى هذا الرباط, باستمرار الحب والود والاحترام والتقديربينهما, لاستمرار سلامة الحياة الزوجية, والحفاظ على أفراد الأسرة في المستقبل.
ومن الممكن أن يتعرض أي زواج إلى عثرات ومشكلات, لكن على كل من الزوجين الصبر والتحمل والبحث بروية لحل المشكلات , مع استمرارية الحب والتواصل بينهما, ودون أن تتعرض حياتهم الز وجية للدمار والخراب.
أما إذا وصل الزوجان إلى طريق مسدود, ولا يستطعان الاستمرارية في الحياة الزوجية, في هذه الحالة شرع لهما الشرع الطلاق, مع أنه أبغض الحلال عند الله الطلاق.
ولكن هناك ظاهرة تعاني منها سيدات كثر وقد تكون غير واضحة للعيان, أو غير معلن عنها, إما خوفا من المجتمع والعادات والتقاليد, أو عدم قدرة الزوج على الزواج الثاني بعد الطلاق, أو قد تكون تضحية من الطرفين من أجل الأولاد, وعلى كلا الحالات تكون ضحيتها المرأة , بسبب الصمت والبرود, وعدم الاهتمام من قبل الزوج, وغياب الحب, والهجر, والذي يؤدي إلى الطلاق العاطفي, أو ما يسمى بالطلاق النفسي, أو الزواج الصامت, والذي يسبب الموت العاطفي غير المعلن, أو الموت العاطفي البطيء.
في هذا النوع من الطلاق يعيش الزوجان تحت سقف واحد, وقد يجتمعان على الطعام, أو في المناسبات الرسمية, دون وجود أي رابط عاطفي أو نفسي, أو جنسي بينهما,أي أنه لا يوجد بينهما أي نوع من التواصل, بمعنى آخر زواج غير ممارس أو زواج صامت.
والأسباب التي تقود الزوجين إلى هذه الحالة, فتور العاطفة, وعدم التوافق النفسي والانفعالي والعاطفي,والجنسي بين الطرفين, وتراكم المشكلات, والاضطرابات النفسية والفكرية, بسبب الخلافات العائلية ا لمتراكمة, والمشجرات والمشاحنات المستمرة, إضافة إلى الوضع, الاقتصادي للاسرة. مما يؤدي إلى فقدان الثقة بين الطرفين, وفقدان الحب, والصمت العاطفي, وهجر الفراش, والشعور بالغربة والاغتراب, والملل الدائم لغياب الحوار, والتفاعل بين الزوجين, وهذا الوضع يلحق الأذى النفسي باالمرأة, وتتحمل مرارة الأذى, والذي ينجم عنه العذاب والتعب النفسي والجسدي, ومن الممكن, أن يؤدي إلى الإضطرار للبحث عن بديل للوضع, أو الهروب من الواقع إلى أشياء أخري, وقد يقود للانحراف لإشباع الحاجات والرغبات, إضافة إلى أن عاقبة مثل هذا الطلاق قد تكون أصعب بكثير من الطلاق الشرعي المعلن على جميع أفراد العائلة.