تبذل الموريتانيات من مختلف الشرائح والألوان جهدا حثيثا من أجل الحصول على بشرة بيضاء وناعمة، ذلك أن شرط الجمال الوحيد بالنسبة للمرأة الموريتانية هو بشرة بيضاء أو فاتحة.
في الماضي كانت المرأة الموريتانية تلجأ في التجميل إلى وسائل طبيعية غذائية أو مواد تجميل ومستحضرات مصنوعة من وسائل طبيعية نباتية أو معادن طبيعية.
ومع تطور حركة التمدن، وجدت المرأة الموريتانية نفسها أمام كم هائل من أدوات التجميل، وفوق ذلك طورت النساء الموريتانيات عمليات التجميل من خلال خلطات غريبة لا تراعي الانتقاء الصحي وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى مخاطر صحية وتشويه للجمال من حيث أدرن اكتسابه.
تحت رحمة المساحيق
تقول السيدة أم المؤمنين إنها أصبحت مدمنة على استخدام مساحيق تبييض البشرة، مضيفة من الصعب الإقلاع عن استخدام هذه المواد وخصوصا بعد أن تظهر جوانبها السلبية، مثا ظهور البقع في الجسم و تعدد لون البشرة بإضافة إلى استحالة عودة البشرة إلى طبيعتها"
وتضيف أم المؤمنين " أكثرنا مضطر إلى استعانة بأخصائي أمراضي الجلد للقضاء على مخلفات تلك المواد وذلك ما يسبب لنا الكثير من الإحراج في بعض لأحيان"
وفيما تشعر السيدة أم المؤمنين بأنها أصبحت ضحية مساحيق التجميل ولا يمكن أن تتنازل عنها، نظرا لوضعيتها الصحية، تجد الشابة حليمة منت امبارك نفسها سعيدة بالدخول إلى عالم المساحيق، الذي سيمنحها كما ترى فرصة جديدة لاكتشاف مستويات من الجمال والأناقة,
مضيفة " إن البنات كلهن يستخدمن مساحيق التجميل، واللون الأسمر يحتاج إلى شيئ من الدهان لتفتيحه وكل الناس يستخدمن ذلك"
طريق السرطان
ويؤكد عدد من الأطباء وخبراء التجميل في موريتانيا أن أغلب مساحيق التجميل المستخدمة في مورتيانيا تؤدي إلى نتائج صحية خطيرة قد تصل إلى السرطانات الجلدية وتسمم الدم.
فتؤكد خبيرة التجميل "دية تبارى" إن استخدام هذه المواد لا يعدو كونه نوعا الجنون لما تسببه من أضرار لمن يستخدمها وأوضحت السيدة تباري في حديث للسراج " أن لهذه المواد نتائج عكسية ذلك لوجود مواد كيماويه في مستحضرات التجميل الغير طبيعية وتزيد خطورتها في فترة الحمل لأنها تسبب الإجهاض وخاصة في بداية الحمل ،وفترة الإرضاع لاحتمال تغلغل تلك المواد في الجسم و احتمال وصولها لطفل عن طريق إرضاء،كما أن استخدام هذه المواد يسهل من إصابة بسكر و ارتفاع ضغط الدم وأشارت إلى أن هذه المواد تسبب بظهور أشياء أخرى غير مرغوب فيها مثل ظهور شعر في الوجه والشقق الجلدية والحساسية
قنابل على البشرة
فيما تؤكد السيدة "خديجة بشلي"وهي أخصائية تجميل أن أغلب المواد المستخدمة في السوق الموريتانية يستحل أن تكون وسائل لتجميل
وتقول بشلي "أتفاجأ في بعض الأوقات من بعض النساء تأتي الواحدة وطلبها أن تغير بشرتها بين عشية وضحها ولا يهم إن كانت المواد طبيعية أم كيماويه ولا المبلغ المهم البياض ولا شيء أخر"
وتضيف بشلي " هنالك أسلوب جديد من المساحيق يعرف باسم القنبلة " وهو صناعة موريتانية محلية خطيرة، تعتمد على خلط عدد كبير من مساحيق التجميل وتركها لمدة 24 ساعة في قنينة مغلقة قبل أن يتم طلاء البشرة بها، مضيفة " إنها قنبلة على جسد المرأة، ولكن للأسف قل من يفقه ذلك
وللتجار رأي آخر
وفيما تتعالى تحذيرات الأطباء وخبيرات التجميل، يعتمد التجار رأيا آخر فأرباحهم الكبيرة، من وراء استيراد مواد التجميل تجعلهم من أهم المدافعين عن هذه المواد القاتلة فيؤكد تاجر المساحيق "أحمد ولد بلال" أن من واجب المرأة البحث عن الجمال بكل الوسائل المتاحة، مضيفا " يستحيل علينا تحصيل أرباح كهذه من تجارة أخرى..ليس هنالك خطر صحي على المرأة"