الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

يوم أن ولدت أقوى امرأة في العالم

  • 1/2
  • 2/2

رشا فتحي - القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "

 عاشت طفولة بائسة، حائرة بين أبوين منفصلين، وزاد من متاعبها الفقر المدقع التي عاشت فيه سواء مع والدتها وجدتها، وكان أقصى حلم لها في طفولتها أن يتوفر لها قوت يومها،
وأن ينتهي بها اليوم دون أن تتعرض لإهانة لفظية أو جسدية، فلم يتركها أقارب أمها الموجودون بالمنزل أو المترددون عليه لحالها، ولكنهم أضافوا إلى بؤسها بؤساً بتحرشهم بها، وإنجابها لطفل من علاقة غير شرعية، وهي لازالت طفلة لم تتم بعد عامها الخامس عشر.
كما إن بشرتها السمراء كانت حائلا بينها وبين أحلامها التي تسعى  لتحقيها لفترة طويلة، إثر المعاملة العنصرية التي كانت تعد قانونا من المستحيل اختراقه في وطنها، لكنها قررت أن تخترق المستحيل، وتحقق أسطورتها الذاتية لتتحول هذه الطفلة البائسة إلى واحدة من أهم وأشهر وأغنى الشخصيات الإعلامية على مستوى العالم، إنها الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفيري.
ولدت  وينفيري في 29 يناير عام 1954م في مدينة فينيتا بمقاطعة أوكلاهوما في الولايات المتحدة، وكان والدها يعمل بالحلاقة إلى جانب عمله ببعض الأعمال التجارية الصغيرة، كما كانت والدتها تعمل خادمة.
عاشت “وينفري” في حي فقير عند جدتها في ولاية مسيسبي بعد انفصال والديها، إلا أنها تمكنت من إنهاء تعليمها الجامعي من خلال منحة تعليمية لكونها من أوائل الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي.
وعلى الرغم من بشرتها السمراء وجسدها الذي لا يميل إلى التناسق، ومع أنها لم تكن أنهت دراستها الجامعية في ذلك الحين إلا أن قناة تليفزيونية طلبتها لتنضم إلى فريق العمل بها، ونجحت قراءاتها المتعددة أن تمنحها شخصية مستقلة توحي بالثقة والقوة، وفي نفس الوقت تغطي على كل الجوانب السلبية الموجودة في مظهرها.
بدأت “أوبرا وينفري” مشوارها الإعلامي كمراسلة لأحد قنوات الراديو وهي في 19 من عمرها، ثم عملت في تقديم برنامج تليفزيوني بعنوان “people are talking” لمده 8 سنوات، والذي حقق نسبة مشاهدة أكثر من 100 ألف مشاهد مما جعل محطة تليفزيون شيكاغو تقوم بتوظيفها لتقدم برنامجها الصباحي تحت عنوان “A.M. CHICAGO”.
وذاع سيط الأمريكية “أوبرا وينفري” من خلال البرنامج التلفزيوني اليومي “Oprah Winfrey show”، الذي يتم بثه في 112 دولة ونال شهرة عالمية من خلال تسليطه الضوء على العديد من الموضوعات المتنوعة منها عالم الأغنياء والفقراء في المجتمع الأمريكي والعالمي، وخلال السنة الأولى لعرضه جمع البرنامج 125 مليون دولار مما دعاها إلى شرائه.
ولم يكن ذلك الحدث هو نهاية المشوار في حياة هذه المرأة الطموح المدعوّة “أوبرا وينفري”، فقد كان بداية الانطلاق، لتواصل مشوار التميز، ونجحت في أن تكون المذيعة رقم واحد في العالم من حيث التأثير، وعدد المشاهدين، والثروة.
واحتلت الإعلامية الأمريكية المرتبة التاسعة في أول 10 شخصية من النساء الأكثر نفوذًا على صعيد وسائل الإعلام والسلطة الاقتصادية، كما احتلت المركز الثاني حسب تصنيف مجلة فوربس لعام 2005م ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم الذي ضم 100 شخصية.
وقرر البيت الأبيض الأمريكي تكريم مقدمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري بأعلى وسام مدني في البلاد، وصنفتها مجلة التايم الأمريكية أقوى امرأة فى العالم، كما ترشحت أوبرا من قبل جمعية الدفاع عن حقوق الحيوانات وجمعية الإنسان للمعاملة الأخلاقية للحيوانات  لتحذو بلقب "شخصية العام 2008".
وصعدت “وينفري” لتحل محل “ميل جيبسون” من حيث الثروة، وبلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار، كما أنها تمتلك استوديوهات هاربو وتصدر مؤسستها مجلة “أوبرا”،  لتتفوق على بني جنسها من النساء أصحاب الشعر الذهبي والبشرة البيضاء والقوام الرشيق، اللاتي تمتلئ بهن القنوات الفضائية الأمريكية والأوروبية.
ونجحت أوبرا من خلال كاريزمتها وإصرارها على أن تمثل فارق في هذه الحياة بأن تغيير مسارها 180 درجة، واستطاعت أن تناطح الظروف وتتحداها، ونجحت في هزيمة تلك الظروف بالضربة القاضية في كثير من الأحيان، وبدلا من أن تتوقف عن إتمام درستها لضيق ذات اليد وهي في التاسعة عشرة من عمرها، نجحت في أن تكون واحدة من أهم الإعلاميات على الساحة.
ففي منتصف العِقد الأول من الألفية الجديدة اختيرت لتكون الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم، وأصبح برنامجها يشاهده أكثر من ثلاثين مليون أمريكي أسبوعيا، فضلا عن إذاعته في أكثر من مائة دولة، وتخطت ثروتها المليار دولار، لتصبح أول شخص يعمل في مجال الإعلام يصل إلى تلك المكانة الرفيعة، ويمتلك هذه الثروة الكبيرة؛ لتضرب “أوبرا” المثل للجميع على أن اللون والشكل وقبلهما الطفولة البائسة ليست عوامل مصيرية في حياة الإنسان، وكأنها توجه صفعة لكل من شكك في موهبتها وفي قدرتها على تحقيق أحلامها.
واستطاعت أوبرا بطاقتها الإيجابية التي تبثها في الملايين من مشاهديها على مستوى العالم، أن توجه رسالة حيه بأن مهما كانت الظروف التي تعاني منها فدائماً القادم أفضل إذا تحليت بالإرادة والإصرار لتحقق أحلامك.
ليصبح واحداً من أهم وأشهر مقولاتها، من أكبر المغامرات التى من الممكن تتخذها هى أن تعيش حياتك مثلما حلمت.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى