الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة أساس المجتمع

  • 1/2
  • 2/2

زينب إسماعيل القلاف - الكويت - " وكالة أخبار المرأة "

بالأمس كان البيت الكويتي من البيوت السعيدة، وما زال ذكرياته الجميلة مطبوعة في عقول وقلوب أجدادنا وهم يقولون بين الحين والآخر «ذهب ذاك البيت ولم يعد ثانية»، ذاك البيت أسواره (الطين) وأضواؤه (السراي) وسجاده (الحصير) ومكيفه (المهفه) وثلاجته (الملاله)، وكل هذه كانت أدوات ذاك البيت القديم الجميل وكان سكانه يعيشون فيه بمنتهى المتعة والسعادة وكان الاستقرار الأسري مبنياً على الحب والصبر والطاعة والتقدير والامانة والإخلاص.
دور المرأة في ذاك الوقت كبير جدا رغم قلة علمها وغياب الرجل شهورا بسبب الغوص، وعملها الشاق في المنزل وأيضا عملها خارج المنزل، لكنها على الرغم من ذلك استطاعت أن تجعل حياتها سعيدة وحياة أبنائها مستقرة وآمنة دون انجراف أحد منهم.
والحمد لله على نعمة التطور الذي نحن فيه وهو حصول المرأة على حقها الدستوري والتعبير عن رأيها وهذا حق المرأة الشرعي، ونعمة العلم الذي جعل المرأة تنافس الرجل أيضا ببعض أعماله التي كان من الواجب قيامه هو بها دون المرأة.
ومع ذلك فإننا نجد بعض القوانين والمعتقدات التي تصدر بحق المرأة في وقتنا الحالي والتي تتناسى حق المرأة على «نفسها»، وحق الزوج على المرأة وحق الطفل على المرأة (الأم)، منذ أزمان والنساء تمارس أعمالها في البيت وخارجه ولكن في حدود وضوابط وقوانين بين الرجل والمرأة؛ ومن هذه القوانين ضرورة منع المرأة من القيام بأعمال الرجال الشاقة، ومن هذه الأعمال تلك التي تحتاج إلى أوقات كثيرة يتسبب معها نقص في رعاية أبنائها ومراقبتهم وكذلك تتسبب في قلة أو انعدام الود المتبادل بين الزوجين، وهذا ما نعانيه من بعض النساء اللواتي يقمن بأعمال رجولية بأنهم أصبحوا من السهولة أنهم يمارسون حياتهم دون احتواء الزوج.
فدور المرأة مهم وأساسي جدا في بناء الوطن من الناحية العملية والحياتية، ودورها مهم في العمل داخل وخارج المنزل ولكن لا نحمل المرأة ما لا طاقة لها به، فالمرأة خلقت لبناء جيل قوي عظيم، ولم تخلق لأجل إرهاقها وفقدانها أمومتها وحنانها وعطفها، فالرجل كذلك خلق لتعمير وبناء الأرض فلا نحرم الرجل حق رجولته وعظمته وكيانه، فالله تعالي أرسل رسله ليبين لنا أن لكل شيء حقا فليعط كل ذي حق حقه من دون أن نتلاعب بحقوق البشرية.
فعالمنا اليوم يعاني من كثرة الاضطهاد النفسي والحسرات القهرية وكذلك الحياة أصبحت عند البعض مهدورة، وأصبح هناك صراعات، وبات من الصعب على الزوجين إصلاحها، وأصبح أبناؤنا المتذبذبون بين أنفسهم لا يدركون ماذا يريدون من هذه الحياة الواسعة الجميلة المزدهرة بالجمال الطبيعي الخلاب، ومعظمهم يرى الحياة أمامه خرم إبرة مع الأسف.
البعض يتساءل كيف فقدنا الاستقرار النفسي والأسري؟، وكيف نكتسب ذلك الاستقرار حتى نستطيع أن نرى الحياة جميلة أمام أعيوننا؟
اختم مقالي بهذه الآية الكريمة التي توضح لنا أن الدين عند الناس انقسم إلى قسمين وهو دين الله الحق الذي جاء به الرسل الكرام من رب العالمين وهو دين لم يصنعه المشرعون ليقودوا الناس به، حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى