الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

دور المرأة في صناعة القرار السياسي

  • 1/2
  • 2/2

ديمة إدريس - سوريا - " وكالة أخبار المرأة "

في العقد المنصرم كثر الحديث عن ضرورة التحاق المرأة العربية بقافلة اتخاذ القرار على جميع الأصعدة عموماً و على الصعيد السياسي على وجه الخصوص، و لكن هل يكفي مجرد الحديث و المطالبة على الورق؟؟ أم حان وقت اتخاذ الخطوات الجدية الأولى في هذا الخصوص؟ أم أنها مجرد موضة كلاميّة قمنا بالالتحاق بها و ستزول في العقود القادمة؟؟
نحن لا ننكر وجود المرأة سياسياً أو حتى في البرلمانات العالمية ولكننا هنا نتحدث عن دور المرأة في المجتمعات العربية تحديداً، فتواجدها  بنسبٍ ضئيلةٍ لا يحقق مطالب المجتمع، كما أننا نطمح لمشاركة المرأة بشكل فاعل ومؤثر وحقيقي في هندسة القرار واتخاذه و هذا يعني مشاركة الشارع النسوي في القرارات السياسية بدءاً من حق التعبير عن الرأي و الإنتخاب بحرية و انتهاءً بالوصول إلى مقاعد البرلمانات و الوزارات و حتى إلى المنصبٍ الرئاسي.
مشاركة المرأة تعتمد بشكل أساسي على الحرية و الديموقراطية التي يتمتع بها المجتمع اجتماعياً و سياسياً و هذا هو أهم الأسباب الذي يقف عائقاً أمام التقدم بهذا  الصدد.
كما أننا لا نستطيع إغفال دور عدم وجود الثقافة العصرية الواعدة لدى من يمتلكن مَيلاً للإنخراط في السياسة ، فالمشاركة السياسية تأتي على مراحل وليس دفعةً واحدة، وهي تبدأ بالقراءة والاطلاع والإهتمام كمرحلةٍ أولى من ثم الانخراط بالمجتمع السياسي و القيام بنشاطاتٍ سياسية واجتماعية منوعة.. وهنا وكنتيجة حتمية لوجود الوعي السياسي تصبح المرأة قادرةً على تمييز ما تحب أن تكون .. ممثلةً عن الشعب أم تريد أن تختار من يمثلها و يحقق مطالبها كفرد من المجتمع.
طبعاً كل ما تمّ ذكره سابقاً لا يأتي بين ليلةٍ و ضحاها بل نحن بحاجةٍ لتفعيل دور المرأة العربية في المجتمع الأول لأيِّ إنسانٍ و هو الأسرة، ففي الأسرة غالبية القرارات يتخذها الرجل وفي مواقف عديدة لا يكون لدى المرأة حقٌ حتى في أن تعبر عن تأييدها أو معارضتها للقرار المُتخذ من قبل ربِّ الأسرة.
الخطوة الأولى في الحلّ من وجهة نظري الشخصية تقع في ثلثيها على كاهل المرأة نفسها  فيجب عليها تكسير قيودها والإنطلاق في تأسيس شخصيتها المستقلة التي تعتمد أولاً على اصرارها على التعلم واكتساب العلوم والخبرات وفي البدء في الخوض بالتجربة السياسية ثانياً.
 وما يجب البدء به هو تريبة الفتاة على أن تستطيع قول كلمة ( لا ) و التعبير عن رأيها في القرارات الجماعية و الفردية.
من لي بتربية النساء فإنهــــا    في الشرق علة ذلك الإخفــــاق
هذا هو بيت الشعر الذي قاله الشاعر حافظ ابراهيم ملحوقاً بقوله ( الأم مدرسة).. نعم أعزائي القراء الأفاضل ، وهنا ، أما آن لنا أن نتساءل عن أسباب الدور الضحل لدولنا العربية في تسيير المجتمع الدولي أو في اتخاذ القرارات السياسية ونحن نغفل أو بالأحرى نتجاهل أن نِصف مكونات مجتمعاتنا ، لا تلعب أي دور يتجاوز عتبة المطبخ أو المنزل على أعلى تقدير؟!!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى