الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة في الدراما العراقيـة

  • 1/2
  • 2/2

الكاتب الصحفي: نهاد الحديثي - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

العمل الفني عمل إعلامي له رسالة وهدف وذات أبعاد مستقبلية يستطيع أن يفعل ما لم تستطيع فعلة رصاصات الدمار والقتل، ويرى مختصون خطر تلك المسلسلات وتأثيرها على الأسرة عامة والنساء ذات الثقافة المحدودة خاصة، إذ يرون بأن تأثيرها يكون نفسيا من خلال عرضها للمسلسل بطريقة عاطفية أكثر مما هي علمية ،وتربوية .مؤكدين في الوقت ذاته بأن الدراما العربية والعراقية أتهجت اتجاه مادي بحت، والمادة بطبيعتها تؤثر في العمل الفني في كافة جوانبه، لذا فأنها قد تكون مصدر لتهديم الروابط الأسرية، نتيجة ما تبثه تلك القنوات من أعمال مبتذلة ويذهب حامد بعيداً ، إذ يقول أن الحرب الإعلامية وخاصة بعد القفزة النوعية المتطورة في مجال تكنولوجيا البث الفضائي أجد أن بعض القنوات الفضائية أخذت تكرس جهدها في عولمة الأسرة عبر بث أعمال متدنية في الفكرة والعمل قيمة عليا0 .
ويكثر نشاط الدراما من مسلسلات وأفلام وبرامج خلال شهر رمضان الكريم ،وهذه الدراما تختلف و قيمتها الفكرية والفنية حيث تلاحظ بأن هناك تفاوت بين عمل وعمل آخر ، وجميعا بطبيعة الحال يشاهد الأعمال الفنية ذات القيمة العلمية التي ربما تضيف لثقافتنا شيء كثير 0
رغم غياب الدراما العراقية الجادة عن الساحة الفنية ،وجدت من القنوات العربية حضور فاعل في طرحها لمختلف القضايا، والمشاكل سوى كانت أسرية أو مجتمعية أو تاريخية، لافته إلى أن هذه المسلسلات هي رصيد فكري لدى المشاهد بعد أن يتمعن في الهدف الذي تتناوله تلك المسلسلات بطريقة مقربة ومحببة لدى المتابع
والمتتبع لما تبثه القنوات الفضائية العربية والعراقية ،يلاحظ أن الفكرة في أصل العمل الفني هي مشاكل تختص بالأسرة وبنائها من خلال طرحها لبعض القضايا التي ينبذها المجتمع لذلك فأغلب المنتجين وأصحاب القنوات بغض عن النظر عن إنتماآتهم الفكرية والدينية نجدهم يركزون في أعمالهم وبالتحديد في شهر رمضان والتي لا تتناسب وقدسية الشهر المقدس وطبيعة الأسرة العربية عامة والأسرة العراقية خاصة التي يغلب عليها الطابع الديني، الأعمال الفنية نجدها، تعرض في شهر رمضان لا ترتقي لطبيعة الشهر المقدس وطقوسه حيث أن العالم العربي يمر في مرحلة تغير جذرية لكن ما نجده بأن الدراما لا تتغير ومواكبة الأحداث مؤكداً بأن التسارع من قبل القنوات لكسب المشاهد بصورة أجدها مبتذلة لما تطرحه من أعمال رخيصة وأفكار مدفوعة الثمن بصورة علمية ومنهجية موضحاً سبب هذا التسارع بأنه محاولة لتفريغ الشهر من قدسيته وكرامته وكذلك بث الأفكار الخاطئة التي تضر بالأسرة في الدرجة الأولى باعتبارها اللبنة الأولى للتربية
ويشير عدد من المختصين ان مسألة الدراما العراقية والعربية وما تعرضه في رمضان تكاد تكون في غالبيتها مبتذلة، وإن كثرت الأعمال التي تريد أن تكسب شهرتها من عروض جسدية لممثلات عربيات وعراقيات ، هذا يدل على عهر المؤسسة الفنية العراقية والعربية ودعرها ، وهذا العهر والدعر صار سمة لمن يبحث عن الشهرة ممن يسمين فنانات وراقصات ، ومن البدهي أن يكون هناك منتفِعين ، وبالخلاصة فهناك من يريد أن يكون لسلوكه هذه الطريق ، ولا نحتاج أدلة ، كما أننا لا نجد صعوبة في تشخيص هذا ، فالشواهد أكثر من أن تحصى في هذا الميدان ؛ ولذلك خرج الفن عن مساره الصحيح الذي يجب أن يكون عليه كما رسم له ، فصار الابتذال سمة لما يسمونه (الفن) ، بعض الأعمال الخليجية ما زالت متمسكة بأصول الفن الجيد ، بينما الأعمال العراقية فهي تعمد إلى إفساد الذوق العام وإفساد المشاهد العراقي ، فبالكاد يكون عمل يخلو من الغجريات وهن يرقصن شبه عاريات وبملابس ضيقة جدا ، متناسين أن هناك أسرا عراقية تتفرج ، يتصورون أن كل الناس يسيرون بسلوكهم .وإذا ما عدنا إلى إدمان النساء على المسلسلات الرمضانية فأجدني مقتنعا بمسألة أن النسوة على ثلاثة فرق ؛ الأولى من لا تبالي إلى هذا الطريق الأهوج الذي ينم عن أخلاقيات أصحابه ، وأخلاقيات المؤسسات التي تنتجه ، والمؤسسات التي توافق عليه وتبثه سمًّا داخل البيوت
في تقرير أعدته شركة( IPSOS) أكثر القنوات مشاهدة المتخصصة في قياس نسب المشاهدة، تبين نتائج أبحاثها عن نسب مشاهدة القنوات الفضائية والأرضية العربية في العالم العربي خلال شهر رمضان المقدس .حيث احتل تليفزيون الحياة المركز الأول بنسبة مشاهدة (60,89 %) وجاءت قناة الحياة مسلسلات في المركز الثاني بنسبة( 48,61) %، واحتلت بانوراما دراما المركز الثالث بنسبة( 45,27 %)، وبانورما 2 المركز الرابع بنسبة( 40,19 %.) وجاءت قناة دريم 2 في المركز الخامس بنسبة (39,04( % و MBC 1) )في المركز السادس بنسبة 38,24 % وجاءت المحور في المركز السابع بنسبة 35,79% بينما احتلت قناة الحياة 2 المركز التاسع بنسبة مشاهده 26,3 %. وتراجعت القنوات الفضائية غير المصرية إلى مراكز متأخرة لأول مرة منذ سنوات حيث احتلت قناة دبى المركز الـ 14 بنسبة مشاهدة 18,09 % وجاءت قناة الرسالة بعدها في الترتيب بنسبة مشاهدة 17,66 % واحتلت روتانا سينما المركز الـ17 بنسبة مشاهدة 16,89 % وجاءت قناة ART حكايات في المركز الـ 21 بنسبة 14,91 % وجاءت دبى في المركز "103" بنسبة مشاهدة 0,3%!
والمرأه في الدراما العراقية تكتسب قيمتها من نظرة الرجل إليها، الذي يحددها في إفناء وجودها في وجوده، و حياتها في حياته وبقائها في بقائه ومشاعرها في مشاعره، لكن المرأة تغلف كل ذلك بالرقة والتسامح و العطاء، يرسمها النص الدرامي شخصية نمطية يفرض عليها المجتمع دورها في الحياة، و يسلب فرديتها، و تنصاع هي خاضعة بسلبية، تضحي بذاتها ، هذه الصورة نتاج رغبة رؤية الكاتب النمطية للمرأة، الكاتب هو ابن المجتمع الذي مازال يحاكي التقاليد والعادات البالية المهيمنة والمدعومة من جانب أوساط اجتماعية ودينية بحكم الموروث المتخلف او توظيف الدين بوجهة سياسية تنتقص من حقوق المرأة او زاوية تتحكم فيها العادات والتقاليد العشائرية والقبلية التي هي بطبيعتها ذكورية وتمتهن حقوق المرأة حتى الآن هناك إشكال في موضوع الدور الذي يمكن ان تلعبه المرأة في المجتمع العراقي ما بعد عام 2003 ، فليس لها ان تكون رئيسة لمؤسسة او رئيسة لجهاز القضاء او رئيسة للبرلمان او رئيسة للسلطة التنفيذية ، الإرهاصات الضعيفة التي تأتي في هذا المسلسل او ذاك بخصوص دور المرأة الأجتماعي والسياسي تظل محدودة، ومكبوتة ، المشهد السائد مشهد ينتقص من آدمية المرأة ومن إنسانيتها ويشكك في كفاءتها وقدرتها في تولي الوظائف العليا.لم تقدم الدراما العراقية التطورات النوعيةالتي حدثت في العراق بعد عام 2003 فالمرأة أصبحت نائب برلمان ووزيرة ورئيسة مؤسسة وأستاذة جامعية وناشطة مجتمع مدني وهو ما لم تلتفت أليه المسلسلات العراقية المذكورة كثيرا.ولابد من لفت النظر في هذا المجال ان الى الازدواجية التي قدمتها هذه المسلسلات في معاملة الرجل للمرأة، فمرة يتغزل بها ويطعمها بيده ويقدم لها ما تريد ، و مرة يصفعها ، او يمارس عليها أرهابا جسديا أو لفظيا وفي كلا الحالتين يجري تجريد المرأة من إنسانيتها، و يتم تحديد نمط شخصيتها كما يجب ألا ننسى محاولة تصوير المرأة المتمردة على واقعها على إنها إنسانة معقدة اصل عقدتها رجل هجرها أو تركها أو خانها.برأيي ان صورة المرأة العراقية ماتزال قاتمة في الدراما التلفزيونية ، بالرغم من دورها في الكفاح ضد الدكتاتورية ومشاركتها في العملية السياسة ووجود عدد كبير من النساء في البرلمان العراقي والحكومة ولكن ما نجده في المسلسلات ان صورة المراة لا تناقش الدور السياسي للمرأة. ويظل عالم المرأة العراقية ينتظر كتابا ومخرجين يحسنون الغوص في خفايا هذه التجارب ليقدمون تجارب عميقة وثرية 0
ومازالت الدراما العراقية بحاجة الى دعم الدولة لها، وكذلك على شركات الإنتاج المختصة بالدراما أن تقوم بتهيئة طواقم جيدة من خلال زج هذه الطواقم في دورات وورش خارجية . كذلك لابد من استقدام كتّاب جدد للدراما العراقية و تعاني أزمة نص، لكن هذه الأزمة ليست أزمتها الأولى ولا أزمتها الكبرى
مجتمعنا ذكوري ولا يسمح بظهور حالات منفردة للمرأة يكون تأثيرها قوياً او كبيراً اي ان المرأة هي جزء من المجتمع وتأخذ حقها في ذلك بقدر ما ينظر اليها ولا يعطيها اكثر مما تكون مفيدة للرجل .. لذلك تجد الدراما العراقية تقدمها على هذا النحو وهي قضية واقعية فعلاً ... وبالرغم من ذلك نجد ان الدراما قدمت عدداً من النماذج الجيدة للمرأة العراقية ، ما قدمته الدراما العراقية عن المرأة هو انعكاس للواقع الاجتماعي الذي يمر به البلد لكنه لا توجد اعمال تكتب خصيصاً للمرأة او لممثلة معينة ربما لعدم وجودها او انشغالها او سفرها الى خارج العراق لاسيما ان الدراما تواجه مشكلة عدم وجود وجوه نسائية امام القلة القليلة من الممثلات الموجودات في الساحة الفنية .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى