انطلقت أعمال قمة دبي الحكومية الثالثة، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحت عنوان "استشراف حكومات المستقبل"، بحضور الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى مسؤولين ووزراء وخبراء ومسؤولين محليين وصل عددهم إلى 4000 شخص من 94دولة مختلفة.
رانيا الغائب الحاضر
تستمر فعاليات القمة حتى 11 شباط (فبراير) الجاري. ويشارك فيها أكثر من 100 شخصية من كبار المتحدثين في جلسات رئيسة تفاعلية، يعرضون آراءهم وأفكارهم ورؤاهم حول حكومات المستقبل في أكثر من 50 جلسة من الجلسات المتخصصة.
وتعد القمة الحكومية منصة عالمية يشارك فيها نخبة من أبرز الخبراء والاختصاصيين في العمل الحكومي لمناقشة القضايا الأكثر ارتباطا بحياة الناس كالصحة والتعليم وخدمات حكومات المستقبل سعيا نحو تعزيز السعادة والرفاهية على الصعد كافة.
وغابت الملكة رانيا العبدالله عن الحضور، لكنها حضرت عبر رسالة متلفزة مخاطبة الحضور في الجلسة الرئيسية التي عقدت تحت عنوان "قياديات عربيات من الرؤية إلى الريادة"، قائلة: "إن غمامة السواد والحزن حالت دون حضوري ولقائي بكم، والأردن كله دواوين عزاء بابنه الشهيد معاذ الكساسبة رحمه الله".
وأشارت إلى أن الأردن فخور بالشهيد الكساسبة الذي كان بارا بوالديه، ووضع الدفاع عن دينه الحنيف ووطنه هدفًا، وقد عاش ومات لأجله.
قياديات عربيات
وفي نفس الجلسة، التي شهدها الشيخ محمد بن راشد والشيخ حمدان بن محمد بن راشد، تمت مناقشة آليات تمكين مساهمة ودور المرأة العربية وتعزيز مشاركتها في العمل الحكومي وكيفية الاستفادة من الخبرات النسائية ونجاحاتهن على مختلف الأصعدة.
وشاركت في الجلسة الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير"شروق"، وغادة فتحي اسماعيل والي وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، والأميرة أميرة الطويل سيدة الأعمال والناشطة في العمل الخيري. أدارت الجلسة منتهى الرمحي، مذيعة قناة العربية.
ركزت المشاركات في الجلسة على النجاحات والإنجازات البارزة التي تحققت خلال الأعوام الماضية في مجال تمكين المرأة العربية بفضل العزيمة الراسخة والطموحات الكبيرة بالإضافة إلى التحديات الراهنة التي تعيق المرأة عن تولي مناصب حكومية قيادية.
تمكين المرأة
وأكدت القاسمي أهمية تركيز المجتمع على دعم إطار تمكين المرأة وتأهيلها وتعليمها، وضرورة توجيه السياسات الحكومية نحو تعزيز دور المرأة العربية من خلال عملية التعليم المتكاملة.
وأشارت إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات منذ نشأتها بتعليم المرأة، ولا يقتصر التركيز على الصعيد المحلي فحسب، بل تحرص الحكومة الإماراتية على مساعدة الدول الأخرى في مختلف أنحاء العالم لتعزيز المساواة بين الجنسين.
ونوهت القاسمي بتميز الإمارات عالميًا في مؤشري احترام المرأة والمساواة بين الجنسين، وعلقت: "تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة إلى مرحلة تمكين المجتمع من خلال المرأة".
تغيير مفهوم تربية الإناث
وقالت القاسمي إن الإمارات تحتل مكانة ريادية على مستوى الدول العربية في مجال تمكين المرأة، "ونحتاج في هذا الوقت للقيادات النسائية أكثر من أي وقت مضى خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نشهدها".
وأكدت أن القيادة الناجحة لا تفرق بين القيادة النسائية أو الذكورية وأن القائد الناجح هو الذي يستطيع تحقيق الأهداف المرجوة مهما كانت العوائق. وأردفت قائلة إنه يجب تغيير مفهوم تربية الإناث وحثهن على المشاركة في الأدوار القيادية والاستفادة من الخبرات المتنوعة التي تشارك في هذه القمة لوضع تصور إيجابي لحكومات المستقبل.
معوقات تطوير المرأة
من جانبها، قالت الطويل إن معوقات تطوير المرأة تكمن في السياسات الحكومية والفكر التقليدي القائم في المجتمع حول دور المرأة القيادية، مشيرة إلى حقيقة أن المرأة تقف بجانب الرجل وليس وراءه كما يقول المثل "وراء كل رجل عظيم امرأة"، وضرورة تغيير النظرة السائدة حول دور المرأة العربية والاستفادة من المنصات العالمية لتسليط الضوء على النجاحات المتحققة.
كما أكدت أن المرأة شريك مهم في مسيرة التنمية خاصة في القطاع الاجتماعي والذي يشهد مشاركة كبيرة هائلة من النساء إلا أن المشاركة النسائية لا تزال قليلة للغاية في مجالس الإدارة والهيئات المسؤولة عن اتخاذ القرار.
المساواة بين الجنسين
وقالت والي إن المرأة لطالما ساهمت بدورها وتقدمت الصفوف لحماية المجتمع بأكمله وتناولت مسيرة المرأة العربية والمصرية عبر كافة العصور لتحقيق التقدم ولم يكن الدافع الرئيسي وراء ذلك من أجل عائلتها فقط بل لصالح المجتمع والدولة بأكملها.
وتناولت كذلك موضوع المساواة بين الجنسين والتناقض بين وجهات النظر حول التمييز الإيجابي وهو رد فعل يحمل بداية إيجابية سرعان ما تبدأ بالانحسار عند الوصول إلى مستويات محددة من الرضى بالأدوار التي تم تخصيصها للمرأة.
متحف المستقبل
وكان الشيخ محمد بن راشد افتتح، بمرافقة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، في جميرا "متحف المستقبل"، الذي تقيمه القمة الحكومية بشكل سنوي لاستعراض الجيل الجديد من الخدمات في حكومات المستقبل.
ويضم المتحف تصورات مستقبلية للخدمات في القطاعات التعليمية والصحية، وتخطيط المدن الذكية، وعمل على تنفيذه أكثر من 180مهندسًا ومصممًا وخبيرًا حكوميًا، بالتعاون مع جامعات ومعاهد عالمية، وشركات مختصة في الابتكارات المستقبلية.
كما يضم رؤية مستقبلية للخدمات التعليمية والصحية والمدن الذكية، فضلًا عن مختبر للبحث والتصميم والابتكار خاص بالجهات الحكومية، وتصورًا مستقبليًا للشوارع الذكية التي تتحدث للسكان وترشدهم وتوفر لهم كل المعلومات التي يحتاجونها. وله تصور فريد من نوعه تم تطويره بالتعاون مع جامعة MIT يعرف باسم "السحابة الشخصية"، التي توفر تبريدًا شخصيًا وتتبع صاحبها عبر أجهزة استشعار عالية الدقة.