شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، جلسة خاصة حملت عنوان « قياديّات عربيّات: من الرؤية إلى الريادة» لمناقشة آليات تمكين مساهمة ودور المرأة العربية وتعزيز مشاركتها في العمل الحكومي وكيفية الاستفادة من الخبرات النسائية ونجاحاتهن على مختلف الأصعدة.
وأكدت مسؤولات وقياديات إماراتيات وعربيات، أن التعليم والسياسات والتشريعات هي العوامل الرئيسة التي يمكن أن تعزز دور المرأة في المجتمع، وتمكنها من القيام بواجبها والنهوض بوطنها مع الرجل.
وذكرنَ خلال الجلسة أن ثمة معوقات تمنع المرأة من التطور والقيادة، أبرزها فكر بعض المجتمعات، ورفضها دور المرأة.
وأشرنَ إلى حاجة المجتمعات العربية إلى تعزيز دور المرأة أكثر من أي وقت مضى، في ظل الصراعات المتزايدة في المنطقة، وتصاعد وتيرة العنف والإرهاب، مؤكدات أن «أماً واحدة متطرفة تنتج جيلاً متطرفاً».
وتفصيلاً، قالت وزيرة التنمية والتعاون الدولي، الشيخة لبنى بنت سلطان القاسمي، إن العامل الأساسي لتطوير المرأة وتكوينها هو الاهتمام بتعليمها، وهذا هو ما ركزت عليه الإمارات منذ تأسيسها، لافتة إلى أن النجاح في ذلك يمنع النظرة الضيقة في المجتمعات لمسألة المساواة بين المرأة والرجل.
وأضافت أن المجتمعات التي لا تهتم بتعليم المرأة تتراجع بشكل واضح، مشيرة إلى أن جهود الإمارات لم تقتصر فقط على تسليح المرأة محلياً بالعلم، لكن حرصت على تقديم المساعدات في هذا الجانب لدول أخرى مثل باكستان واليمن.
وأشارت إلى أن الإمارات حصدت المركز الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة، كما تصدرت قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المساواة بين الجنسين.
وتابعت أن الدولة كانت سبّاقة في مبادرات مهمة تخص المرأة، مثل إنشاء مراكز إيواء لضحايا العنف من النساء والأطفال من جميع الجنسيات، ويتم تعليمهم فيها بعض الحِرف البسيطة التي تساعدهم في حياتهم، كما أطلقت مبادرة في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف، لتشجيع وتعزيز دور المرأة في التعليم، مؤكدة أن الإمارات الآن، كما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «تجاوزت مرحلة تمكين المرأة إلى مرحلة تمكين المجتمع من خلال المرأة».
ولفتت إلى أن سموه قرر كذلك في عام 2012 أن يكون للمرأة مكان في مجالس الإدارات في الشركات الحكومية.
إلى ذلك قالت رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «نحن في هذا الوقت نحتاج إلى تعزيز دور المرأة وتمكينها أكثر من أي وقت مضى، نظراً لما تشهده المنطقة والعالم من صراعات، وتصاعد وتيرة التطرف والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية».
وأضافت: «لا أقصد التحامل على الرجل، ولكن كل هذه المشكلات ظهرت أثناء قيادته، لذا من الضروري أن يكون هناك دور أكبر للمرأة في جميع المحافل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية»، مؤكدة أهمية التنوع في القيادة سواء في المؤسسات الحكومية أو الشركات، حتى تكون هناك وجهات نظر مختلفة. وكشفت أن هناك ثلاثة معوقات تمنع تمكين المرأة وريادتها، أولها المجتمع نفسه الذي يؤمن بنظرية «وراء كل رجل عظيم امرأة»، ولا يتقبل العكس، بل يعتبر دائماً أن دورها ثانوي وليس أساسي، والثاني التشريعات التي لا تساعد المرأة، لافتة إلى أنها تلتقي حتى الآن نساء يعجزن عن الجمع بين العمل وواجباتهن المنزلية.
إلى ذلك قالت وزيرة التضامن الاجتماعي في جمهورية مصر العربية غادة فتحي إسماعيل والي، إن السياسات التي تضعها الحكومات مهمة في تعزيز دور المرأة، لكن التشريعات أهم منها، لأنها هي التي تبقى مهما تغيرت القيادة.
وأضافت أن نسبة تعليم المرأة في معظم الدول العربية كبيرة، لكن الإشكالية تبقى في المحتوى والمناهج التي تكرس، للأسف، صورة نمطية لدور المرأة باعتبارها مكملة للرجل، وليست منافسة له.
وأشارت إلى أن من المهم للغاية تطوير المناهج لإلغاء هذه الصورة، والخروج بالمرأة إلى سوق العمل، والاحتفاء بها في جميع الأدوار، سواء كانت فلاحة في حقل أو وزيرة أو أم.
وأوضحت أن دور المرأة يختلف من دولة لأخرى، حسب ظروف الدولة، مؤكدة أن المرأة المصرية لعبت دوراً رئيساً منذ القدم وتقدمت الصفوف في ثورة 1919، حتى ما يعرف بالربيع العربي في 2011، وحين استشعرت الخوف من أن تفقد هويتها وخافت على أسرتها تصدرت المشهد، وصححت الوضع في 2013، وشاركت في الانتخابات الأخيرة بصورة أذهلت الجميع.
في سياق متصل، ذكرت سيدة الأعمال السعودية والناشطة في العمل الخيري الأميرة أميرة الطويل، أن الفكر النمطي في بعض المجتمعات عن المرأة يعد معوقاً لتقدمها وتنافسها، لافتة إلى أن المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان رائداً في تمكين المرأة والاهتمام بها.
وأضافت أن المرأة تلعب دوراً رئيساً بجانب الرجل في الخليج والدول العربية منذ القدم، وهذا الدور قابل للتعزيز والتطور الآن، في ظل وسائل الاجتماعي التي تتيح الفرصة للتعرف إلى النماذج الناجحة. وأكد أن دور المرأة في مكافحة الإرهاب لا يمكن أن يقل عن دور الرجل، فامرأة متطرفة تنتج جيلاً متطرفاً، مشيرة إلى أن هناك انطباعات خاطئة عن المرأة في بعض المجتمعات.