يحكى أن سندريلا الأسطورية استيقظت من نومها ذات يوم على حلم غريب عجيب ،رأت فيه نفسها تدخل عصر ألإنترنت وعالم تقنية المعلومات والغوص في عالم الأحلام الوردية البعيدة المنال ،رأت في حلمها هي نفسها سندريلا الأسطورة ،كما ذكرت في الرواية ووصفتها بأنها صبية صغيرة رائعة الجمال ساحرة المبسم والمنظر مظلومة تعيش مع زوجة أب ظالمة ، وإنها كانت تتمتع بسحر طبيعي حباها الله لها منذ ولادتها كانت تحاول زوجة أبيها طمس معالمها ،لكنها هنا حلقت بجناحين عجيبين لتهرب من عالمها القديم إلى عالم جديد مختلف ، ولم تكن تحلم أن تتزوج الأمير فارس أحلامها ،طلبت من الساحرة التي أشفقت عليها وغيرت مجرى حياتها أن تقلها إلى دبي مدينة الأحلام .
وبلمح البصر أصبحت سندريلا عصرية متحضرة وقد حطت رحالها في دبي في دار الحي بدولة الإمارات العربية المتحدة ،وارتدت زيا مختلفا عن أزياء العامة كي تروي القصص للأطفال في بهو كبير وسط أكبر مركز تسوق في يعرف باسمه " دبي مول" ،سندريلا هذه فتاة عادية لكنها جميلة ساحرة كما ذكرت تجذب الصغار والكبار بعصاها السحرية التي تحملها بيدها تلبس فستاناً أسطورياً لونه وردي ساحر وعلى شعرها تاج مرصع بمجوهرات ملونة لا أدري إذا كانت حقيقية أم تقليدية ، لكنها تجلس وحدها بدون حرس لأنها في دار أمن وآمان ،وكانت تحمل مكبر صوت تنادي الأطفال لتروي لهم القصص المتنوعة من كل البلاد من دول اسكندنافيا وأوروبا وأميركا اللاتينية ، والصين واليابان وبلاد شيراز وإيران والخليج العربي واليمن وبلاد الشام وحتى بلاد الهند وأشباه القارات البعيدة ،،كنت أراقبها عن كثب ،وهي جالسة وسط بهو مول دبي على مقعد عجيب صمم ليضيف للراوية هيبة خاصة ، وقد تجمهر الأطفال حولها وأنجذب الكبار من الآباء والأمهات والزوار إليها ، جلست سندريلا الحديثة كبنات القرن الحادي والعشرين راقية، والخوف بعيدا عن عينيها والبسمة تعلو شفتيها ورائحة عطرها تجذب أحبتها ، وفستانها القرمزي الوردي الرائع الشفاف يسحر أصحاب المحلات ،ممن يعرضون أزياءً باهظة الثمن ، وشعرها المتألق يتهدل على كتفيها ،بتصميم يتناسب وملابسها المزركشة بورود وإزهار الربيع الرائعة.
كانت المنظر الساحر للمدينة من أعلى قمة برج خليفة لوحده قصة حقيقية تجبرك لتتابعها وهي تصف منظرها الخلاب الرائع ذكرت بأن سندريلا الحلوة كانت تحلم بزيارة دبي" دار الحي" لأنها سمعت أن فيها "عجائب الدنيا غير المحصورة العدد للآن " ،مؤكدة أنها ليست زمن عجائب الدنيا السبع بل عجائب دبي المتعددة ،وفق بالمقاييس التي جري التصويت عليها مؤخرا ،وفازت هي وحدها بجدارة بعالميتها ،ثم واصلت سندريلا تحكي للجمهور الذي ألتف حولها حكاية حلم سندريلا الأسطورية التي رويت سابقاً في الكتب ونقلت الصحافة أخبارها ،ومثلت على المسرح وعبر الأفلام السينمائية ،فسندريلا العصرية لا تبغي الزواج من أمير بل تحلم بزيارة دبي الحلم والأسطورة ،وقفت وهي تمسك بالعصي السحرية تصف للأطفال المحطات التي عبرت فيها سندريلا بدء من دخولها نفق الزمان إلى أن وصلت الخليج العربي قادمة من عالم الأساطير الحكايات القديمة.
وأردفت :حين هبطت طائرة سندريلا السحرية يا أحبتي بدل العربة القديمة في مهبط خاص فوق إحدى ناطحات السحاب بمدينة دبي انبهرت لما رأته من عظمة البناء وروعة التصاميم لأبراج مختلفة الأطوال متنوعة الأشكال وأرادت الوصول إلى المولات والأسواق ورأت ازدحام السير في كل مكان والتحويلات ورأت العجائب في قاعات التزلج في مول الإمارات ،وجالت كل مكان بالجميرا بيتش وبرج العرب ،وحلقت فوق برج خليفة وركبت فوق المترو السريع ،ووصلت بوابة النجوم في أطلنتس وغيرها من الروائع قرب قرب زعبيل ومول الفضاء الأسطوري وقاعات السينما ثلاثية الأبعاد وتجهيزات دبي لزوار المهرجان الشهير وتابعت جزء من مفاجئات الصيف .
ووقفتا في كافة محطات دبي ،ووصفت سندريلا الحلم الأسطوري الواقعي كأنه مكان متميز لا يوجد مثيلا له على الأرض فمدينة الأحلام تنضوي تحت مظلتها أكثر من 250جنسية من كل البلاد حول العالم ،باعتبار دبي الأكثر تطوراً وحضارة .
ودبي حلم سندريلا ومدينة أحلام الكثيرين تعانق فضاء العالمية منذ زمن ليس ببعيد وتجاوزت محن الأزمات الاقتصادية ،وارتقت فوق المدن بثقة واقتدار ، وبتحدي من قيادتها الذكية تجاوزت الكثير لتبقى مدينة أسطورية بكافة المقاييس والعلامات التجارية .
هكذا كانت تحدث سندريلا أخبارها عن دبي مضيفة أنها صاحبة الحلم الكبير بزيارتها ،وقد تحقق حلمها وهي تجلس مع هذا الرهط من الجمهور وواصلت سردها للحكاية والناس تتجمهر حولها وتزيد شغفاً بالاستماع إلى حكايتها ،و المزيد عن وصف مدينة الأحلام ،،وحين وصلت للحديث عن دبي القديمة وهي جزء صغير كبير بأهله وأصالتهم وعراقتهم ،و غير منسي في أبجديات تلك المدينة الحالمة صمتت خشية أن تحكي القصة بشكل آخر يفهمه الناس بشكل مغاير عن قصتها الحقيقية وقد تكشف في سردها عن بعض أمور تجهلها ولا تعرفها سندريلا الحالمة القادمة من عالم الأساطير حول دبي القديمة ،أضافت قائلة فأسواق الحمرية غير مكيفة حارة جداً وسوق الجمعة خلفها غير منظم وسوق نايف ما زال شعبيا معدما ،وغيرها من الأسواق القديمة والحارات خلف أبوهيل وفي الطوار والراشدية تعتبر خارج حدود المدينة الراقية وقد تعتبر جزء من مقاطعات الهنود غير الحمر هنود وباتان وباكستانيين وأسعار منتجاتها وبضائعها غير باهظة و لا تقارن بمكان آخر في الإمارة، وفي الريف مول قصص مغايرة لما ترويه سندريللا عن قصص المولات الحديثة مثل دبي فستيفال سيتي ودبي مول ففي دبي أغنياء وفقراء مثل كل دول العالم وفي دبي بذخ فاحش وفقر مدقع وأناس صامتون يعشقون دبي مثل عشق الروح للجسد ويحلمون بها ويصبرون على حرارتها المرتفعة في الصيف ، وازدحامها وهنودها الكثرة وغلاء معيشتها ،،هنا صمتت سندريلا ، وصمتت وكأنها غابت عن المكان ،تنبه جمهورها إلى الصمت الذي ساد المكان وانتبهت سندريلا إلى الجموع الغفيرة التي تجمعت حولها لتستمع إلى ما تبقى من قصة سندريلا وأحلامها ففطنت لما جرى من حولها وانتفضت بعصاها السحرية وكأنها تريد إسدال الستار عن فصلٍ غير محبب من الرواية فقهقهت ببراعة مبتسمة وبدأت تداعب أوتار الأطفال بكلامها الساحر الملون بترانيم موسيقية وبألحان متجانسة تجمع ما بين اللغات التي يتحدث بها سكان دبي من مواطنين ومقيمين وسياح وحتى لغات عدة عربية وهندية وإنجليزية وغيرها ، وبدأت تتراقص أمامهم وعصاها السحرية تلمع وترش عليهم نجوماً ملونة تفوح سحراً وعطراً جذاباً ثم أردفت قائلة واصلت سندريلا الأسطورية جولاتها في دبي ورأت العجائب في دار الحي قرب برج الساعة وسط المدينة القديمة ،ورأت في كل دقيقة تعبر في عقرب الساعة تصل بسندريلا إلى موعد مغادرتها منتصف الليل كي لا يبطل السحر في الأسطورة ، وفجأة ابتهجت حين رأت في كل أرجاء المدينة المساجد الرائعة البناء ذات التصاميم الأخاذة متنوعة الزخارف وفي كل حي حدائق غناء بالجمال الأسطوري لأنواع الزهور والنباتات مختلفة التصاميم وقرب كل منطقة سكنية خاصة تعج بالفلل وبيوت عجيبة البناء لسكان المدينة الأصليين فتجد روائع التصاميم بالبنايات الملتوية الشاهقة المختلفة ألألوان ،احمر عاجي وأصفر مثل خيوط الذهب والشمس واخضر كالسهول الربيعية ،ورأت سندريلا سيارات شرطة دبي تجول في كل مكان تشعرها بالأمان فلا تسألها عن هويتها ولا تفتش حقائبها ورأت المطار الجديد بجبل علي مطار آل مكتوم ،والقديم الذي تحلق الطائرات فيه فوق المباني السكنية قرب الطوار ، وقاعات المعارض التجارية والفنادق الفاخرة ،ثم حطت رحالها في نهاية الأسطورة قرب برج خليفة الأسطوري الشهير.
ووصلت فندقاً يسمى العنوان تريد أن تنام وتهدأ روحها من عناء الرحلة وروعة ما رأت في دبي الحلم والأسطورة العصرية ،،دخلت سندريلا أحدى الفنادق وهبطت بجناحيها الأسطوريين لترقد بسلام كي ترتاح وتنام ،،هنا صرخت سندريلا صاحبة الحكاية وقالت لصديقتنا قارئة القصص في مول دبي بعدما سمعت دقات الساعة تشير إلى الثانية عشرة ليلاً التي تحتم عليها المغادرة لانتهاء فترة رواية القصص الحالمة في هذا المكان ،وماذا بعد ؟؟؟!!
صمتت ونهضت من مكانها مودعة الأطفال والتقطت معهم صورا تذكارية وقبلًتهم ، ووقعت بيدها السحرية أسمها الأسطوري فوق أجندتهم التي يحملوها ، وجرت مبتعدة لتستقل أول مصعد ينقلها إلى سيارتها في المرقاب أسفل المول لترحل بسلام ،،فتركت سندريلا الراوية للحكاية المكان والناس يحاولون معرفة المزيد حول مدينة الأحلام وأعماقها المغرقة في القدم منذ أزمان فصرخوا جميعاً قائلين بصوت واحد ،،وماذا بعد؟؟
في تلك اللحظة كانت سندريلا قد ابتعدت في عربتها الأسطورية واختفت فوق السحاب بجناحين كأنهما خيط دخان .