تتوقع إريكسون بأن تصل نسبة السيدات العاملات بالشركة إلى الثلث بحلول العام 2020. فإريكسون تسعى لتمكين المرأة بشكل كبير وأكثر عمقا لتكون بمراكز الصدارة في مختلف وظائف مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يمتاز بالتنافسية العالية، ويراعي القدرة على التكيف ومواكبة المتغيرات العالمية في مجالات العمل والتقنيات الحديثة دون الإلتفات إلى النوع أو الجنس أو العرق.
وقد أوضحت في تقرير حديث صادرعنها وخصت به أريبيان بزنس، أن النجاح في ذلك المجال، يتمحورفي القدرة والأداء على تقديم قيمة للمساهمين. كما تعد الأدوات الشخصية، المفتاح الأساسي لنجاح الشخصية في الحياة العملية، اعتمادا على طرق وآليات مواجهة التحديات، والمواقف الذكية التي تقود المجتمع لتحقيق الأهداف التنموية.
تقول كايلين أوبراين من شركة ديلويت للاستشارات :«ينتظر السيدات مستقبل باهر في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذا ناتج عن إدراك أصحاب العمل، أن تنوع القوى العاملة تصب في صالحهم وهو ما يتحقق بواسطة زرع الثقافة القائمة على الشمولية».
هل يتحقق حلم الثلث؟
وفي سياق متصل ، فإن إريكسون تعمل على وضع خطط مستقبلية من شأنها أن تصل بحجم العمالة من السيدات إلى الثلث بحلول العام 2020. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يقود فيه الشركة نخبة من القيادات النسائية الناجحة والمتميزة، مقارنة بالشركات العالمية الأخرى. وترى الشركة أن هناك ضرورة زيادة التنوع بين الجنسين في الشركات العالمية، ونتيجة لذلك كان هناك زيادة مطردة في عدد النساء اللائي يشغلن مناصب رفيعة المستوى في إريسكون.
وبنهاية الربع المالي من العام الماضي، كان الفريق التنفيذي من النساء، إضافة لحوالي 250 امرأة في المناصب العليا، وهذه الأرقام هي في تزايد مستمر وتشكل رؤية مستقبلية. وتعليقا على هذا التقرير، أشارت رافيا إبراهيم رئيس شركة إريكسون بمنطقة الشرق الاوسط والتي اعتبرتها مجلة فوربس واحدة من القادة ذوي الخبرة على نطاق واسع ودراية إقليمية والتي عملت بالمجال منذ 33 عاما بعد تخرجهامن الكلية الملكية للمعلوموت التكنولوجية بجامعة لندن في المملكة المتحدة، وحصولها على درجة الماجستير في هندسة الاتصالات الرقمية في عام 1981 :«النساء يمتلكن بالفعل أماكنهن في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتُعد اريكسون المثال الحي على أن المساواة بين الجنسين، من شأنها تحقيق نجاح واضح وملحوظ».
قصص نجاح
وأضافت :«يكفي النظر إلى عدد القادة النساء اللاتي يعملن بالشركة في منطقة الشرق الأوسط، للتأكد من أننا تمكنا من القضاء على التمييز بين الرجال والنساء». وتؤمن رافيا إبراهيم، بأن العمل الجاد والتصميم والمثابرة، هي أهم أسس تحقيق النجاح».
ومن بين قصص النجاح الأخرى للسيدات المتميزات في شركة إريكسون، هناك قصة فيكتوريا ستراند، رئيس إريسكون بدول مجلس التعاون الخليجي وباكستان، التي بدأت عملها مع الشركة في السويد عام 1989 كمدير مبيعات لمنطقة الاتحاد السوفيتي، بعدما شغلت بالفعل عدة مناصب في العديد من المجالات المختلفة، بما في ذلك إدارة المشاريع، وإدارة المنتجات، وإدارة العطاءات والاقتراحات، ودعم المبيعات التقنية، والموارد البشرية والاتصالات.
ففي عام 2010، عُينت ستراند رئيسة لقسم التسويق والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين قامت بدور رئيس الإدارة التجارية، وتولت مسئولية قنوات المبيعات غير المباشرة، والشراكة بمنطقة الشرق الأوسط والتي تغطي 23 دولة.
جنسك ليس مهماً
وفي ما يتعلق بتجربتها في هذا المجال، قالت فيكتوريا:«في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، جنسك ليس مهماً. ما يهم هو قدرتك ودرجة تحملك للمسئولية ومهاراتك الشخصية».
من جانبها، قدمت أوشيل يالسين رئيس شركة إريسكون في شمال شرق إفريقيا نصيحة في إطار التحديات التي تواجه العاملين بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فقالت : «تحقيق النجاح المنشود يدور حول تحقيق التوازن بين مهامك في الحياه، من حيث التوازن بين العمل والمنزل والعائلة والابقاء على بعض الوقت لنفسك أيضا. والمفتاح لتحقيق ذلك، هو أن تكوني قادرة على إعطاء الأولوية، مع الاعتراف بأن ليس كل شيء يمكن القيام به في الوقت ذاته. وبمجرد أن تدركي ذلك سوف تجدين أن الاشياء جميعها، في كل مناحي حياتك، أصبحت أكثر يسراً وسهولة».
تجدر الإشارة إلي أن اوشيل شغلت عدة مناصب في شركة إريسكون حتى وصلت لمنصبها الحالي أهمها، مدير مكتب المشاريع ، مديرونائب رئيس الشبكات و رئيس كفاءة RAN . كما أن لديها طفلين لازالوا يذهبون إلى المدرسة في مدينة اسطنبول التركية، وهي تسافر إلى تركيا كل أجازة أسبوعية لتقضي معهم بعض الوقت.
للمرأة مكانها
أما فيدا الكبي، السيدة اللبنانية خريجة الجامعة الأمريكية تخصص إدارة أعمال واتصالات، والتي تشغل منصب نائب الرئيس ورئيس قسم الإتصالات المؤسسية في إريكسون الشرق الأوسط فقد اضافت قائلة «لا يوجد سبب اليوم يوضح لماذا يجب على النساء الا يفكروا في شغل المناصب العليا بحياتهم، كما أن مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعد واحداً من أكثر المجالات سرعة وتقدما في العالم والمراة لديها بالتأكيد مكان فيه».
تجدر الإشارة إلى أن شركة إريكسون ملتزمة بتمكين المرأة العاملة لديها، حيث أنها باعتبارها الشريك الرئيسي لتكنولوجيا الاتصالات فإنها تتطلع دائما إلى إضافة المزيد من خلال برامجها لتحسين فرص الفتيات في سن المدرسة. وقد نشرت العديد من الوسائل التكنولوجية الجديدة بجانب التدريب العملي، على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمدارس في 14 دولة منذ عام 2010 ليستفيد منها حوالي 40 ألف طالب في أنحاء أفريقيا.
ومن خلال هذا المشروع، تقوم إريكسون بتمكين الاطفال وخاصة الفتيات الذين لم يتلقوا قدرا كافيا من التعليم في هذا المجال، بالشكل الذي يجعلهم يستطيعون إحداث تغيير في حياتهم، لينعكس ذلك مستقبلا على أطفالهم والتأكد من حصولهم هم أيضا على التعليم الجيد. ونتيجة لذلك المشروع، أصبح المعلمون أكثر راحة من خلال تدريبهم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. واكتسب الطلاب مزيدا من الثقة الواضحة بفصولهم التعليمية. وبينما اعتبر 21 معلما أنفسهم متقدمون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ارتفعت النسبة لتصل إلى 45 بالمئة خلال عام واحد.
مثال آخر
وتعد كاميلا أوفرودر، نائب الرئيس ورئيس الإدارة التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال شرق أفريقيا لشركة إريكسون، مثالا بارزا من القيادات النسائية في إريكسون التي تستحق الذكر، فهي صاحبة مقولة «من خلال تمكين الفتيات اليوم، نحن نمكن أجيال الغد».
كاميلا بدأت حياتها المهنية في إريكسون في عام 1995 وشغلت مناصب مختلفة في الشركة ضمن المشتريات وتطوير الأعمال وإدارة الأسعار، ولديها خبرة دولية واسعة ، حيث بدأت في عام 1999 وعملت في الأسواق المختلفة، وشغلت العديد من المناصب الإدارية حتى وصلت إلى منصبها الحالي. وكاميلا متزوجة و لديها طفلتان، وتؤمن بأن تمكين الفتيات هو مفتاح النجاح .