توصّلت طالبتان من كلية الهندسة و تكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر في غزة إلى ابتكار جهاز يقرأ موجات الدماغ و يسهّل استخدامه للمواطن العادي للاطمئنان على حالة دماغه.

أوضحت الطالبتان " إسراء المغاري " و " جيهان الشاعر " أن هذا الجهاز هو عبارة عن شكل مبسّط لـ ( EEG ) الجهاز المستخدم في المستشفيات، و الذي يتطلّب وجود متخصص طبي ليتمكّن من استخدامه، و بيّنت الطالبتان أنه لا يوجد في كل مستشفيات قطاع غزة سوى جهازين ( EEG ) فقط، و من خلال هذا الجهاز الجديد سيتمكّن للشخص العادي أن يكشف عن حالة دماغه بنفسه.

و عن الأهداف التي دفعت الطالبتين لاختيار هذا المشروع البحثي بيّنت الطالبتين أن التفكير في ابتكار هذا الجهاز جاء بناءً على المعطيات الموجودة في مجتمعنا الفلسطيني خاصةً في قطاع غزة، و ما يشهده من حروب و انقطاع للتيار الكهربائي و حصار، مما يعرّض شعبنا إلى الضغوط العصبية و النفسية التي تؤدّي إلى مشاكل في الدماغ و تشويش في التفكير، و تشتيت التركيز، الأمر الذي ينعكس بشكلٍ سلبي على آداء العمل و جودة الإنتاج في قطاعنا، من هنا جاءت فكرة مراقبة حالة الدماغ للسيطرة عليها و اتخاذ التدابير اللازمة لمنع زيادة الضغط العصبي.

أيضاً أرادت الطالبتين من خلال هذا الجهاز مشاركة الحالة المزاجية للدماغ مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 

و بخصوص آلية عمل الجهاز أوضحت الطالبتين " المغاري " و " الشاعر " أن الجهاز يحتوي على قطبين يوضع كل قطب على الجبهة الأمامية للدماغ على النقطتين F7،F8 النقطتين مسؤولتين عن التركيز و التفكير المنطقي و الغرائز العاطفية، و تمّ اختيار هاتين النقطتين حسب الطالبتين نظراً لأنه يمكّن قياس أعلى و أدق قيمة للترددات الكهربائية في الدماغ ( ألفا - بيتا - جاما ) من خلالهما.
 

و تابعت يتم تحويل موجات الدماغ إلى إشارات كهربائية هذه الإشارات يتم تكبيرها و فلترتها من الشوائب الضوضائية لتصبح قابلة للقراءة بواسطة المتحكّم، ثم نقوم بتغذية المتحكم بالإشارات التي تمت معالجتها، و تحفظ داخل المتحكِّم، و يتم معالجة الإشارات لتحديد حالة الدماغ، و من ثم تُرسل البيانات المعالجة إلى الهاتف الذكي بواسطة ( البلوتوث ) و يتم عرض النتيجة عبر تطبيق خاص لها موجود على الهاتف المحمول و يحتوى على نصائح تفيد المستخدم في تحسين حالة الدماغ.

و عبّر الدكتور " فوزي أبو جراد " عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة و تكنولوجيا المعلومات عن فخره بالإنجاز العلمي للطالبتين " إسراء المغاري " و " جيهان الشاعر "، بإجرائهن بحث التخرج الذي أشرف عليه و نتج عنه إضافة جهاز نوعي.

و عن طريقة اختيار مشاريع التخرُّج لطلبة بكالوريوس الهندسة قال د. " أبو جراد " : " يتبع القسم ثلاثة طرق الأولى تتمثّل في مطالبة الطالب الخريج بإجراء بحث يتعلّق بالمواضيع التي درسها خلال فترة تعلُّمه بالكلية، أما الطريقة الثانية فيقوم عضو هيئة التدريس بطرح عدة مواضيع للبحث و على الطالب أن يختار منها، و الثالثة تتجسد في المواضيع التي تقوم الشركات بطرحها و يقوم طلبتنا بتطويرها ".
و طالب د. " أبو جراد " المؤسسات الدولية و المحلية الداعمة لقطاع التعليم في فلسطين إضافة بند خاص بدعم و تمويل مشاريع التخرُّج القيّمة الخاصة بطلبة كلية الهندسة و تكنولوجيا المعلومات بالجامعة لما في ذلك من فائدة ستعم عل المجتمع الفلسطيني بشكلٍ عام.