قبل ان نودع العام 2013 سقطت شهيدتان ، وسن العزاوي من قناة صلاح الدين الفضائية وقبلها بايام قلائل الصحفية نورس النعيمي في قناة الموصلية،وكان قبلهن اطوار بهجت،ليال نجيب، حتى تجاوز عدد شهيدات الصحافة العراقية ال(75) شهيدة صحفية 0
وهنا تطرح تساؤلات عديدة عن الصحفيات العراقيات ومعاناتهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشها المجتمع العراقي برمته،واخر استبيان حديث توضح فيه ان
1 بالمئة من الصحفيات العراقيات يتولين مراكزاً إدارية في حين أن 68 بالمئة منهن تتعرض للمضايقات 67 بالمئة بعدم وجود تكافئ في الفرص لتسلم مواقع المسؤولية بين الإعلاميات والإعلاميين . وأجابت 46 بالمئة من الصحفيات على عدم حصولهن على مكافأة مادية أو كتاب شكر بالرغم من تقديمهن لأعمال مميزة.
وأن 71 بالمئة من الصحفيات صوتت بعدم التعرض للتمييز طائفياً وقومياً، وجاءت تلك النتائج من خلال استبيان أعده "منتدى الإعلاميات العراقيات".
وقد أعلن أثناء المؤتمر عن نتائج الاستبيان التي أعدها المنتدى ميدانياً من قبل كادر متخصص وبإشراف أكاديمي وبالاعتماد على التقنيات العلمية الحديثة.
وشمل الاستبيان عينة عشوائية، تعكس مجتمع البحث إلى حد كبير من حيث التخصصات الإعلامية والاعمار المختلفة والقطاعين العام والخاص ومستويات مختلفة من التحصيل العلمي وقد أظهرت النتائج عدد من المؤشرات والمتغيرات الهامة: وبالنسبة لسؤال "هل تعرضتي للتحرش"، أجابت 68 بالمئة بـ "نعم"، و11 بالمئة "أحياناً"، و21 بالمئة بـ "لا". وحول موقفها عندما تتعرض للتحرش، فكانت النتيجة 42 بالمئة "تستمر بعملها"، و45 بالمئة "تستقيل"، و13 بالمئة "تطرد"، وفي الرد على سؤال السبب في الاستمرار بالعمل بالرغم من التعرض للتحرش صوتت 40 بالمئة تستمر بعملها خوفاً من تشويه السمعة و24 بالمئة بسبب الحاجة المادية و36 بالمئة لأسباب أخرى.
لقد بينت الاستبيان ضمن العينة البحثية أن عدد العاملات في القطاع العام 61 بالمئة وفي الخاص 39 بالمئة وبالنسبة لسؤال العنوان الوظيفي فقد كانت 1 بالمئة مديرة و9 بالمئة رئيسة قسم 90 بالمئة موظفة رغم انقضاء أكثر من 20 عاماً على عملها، أما بالنسبة لسؤال المستوى المعاشي فقد صوتت بكافي 50 بالمئة وبرخاء 11 بالمئة وغير كافي 39 بالمئة.
أظهر استبيان اجراه منتدى الإعلاميات العراقيات تعرض 68% من بين 200 صحفية شملهن الاستبيان للتحرش الجنسي، سواء اللفظي او محاولة الاعتداء عليهن. وواصلن 42% من أولئك الصحفيات العمل بعد تعرضهن للتحرش، فيما تركن 45% منهن العمل، و13% تم طردهن بعد التحرش بهن. وأظهر الاستبيان أن 67% من الـ200 صحفية المشمولات به شكون من غياب تكافؤ الفرص في مواقع المسؤولية ومواقع صنع القرار. وكانت النتائج الايجابية حاضرة في الاستبيان، إذ أظهر أن 79% من الصحفيات الـ200 لم يتعرضن للتمييز لأسباب طائفية. وقال بيان لمنتدى الإعلاميات العراقيات إن المرأة الصحفية تواجه تحديات في المجتمعات العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص بسبب النظرة التقليدية الضيقة تجاهها، فهي تتعرض لمشاكل يومية عديدة، عدا المشاكل العامة التي يتعرض لها الصحفيون العراقيون كالمشاكل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار الى أن هناك مشاكل أخرى تتعرض لها الصحفية شخصت في نتائج الاستبيان الذي أعده المنتدى والذي تضمن أرقاما مخيفة عن مشاكل حقيقية تواجهها المرأة الصحفية في العراق، لعل أهمها التحرش الجنسي الذي يزداد في الأعمار ما بين 20- 30 عاماً، فضلا على مشكلة غياب تكافؤ الفرص للنساء العاملات في المجال الإعلامي. وأكدت رئيسة المنتدى نبراس المعموري ان الصحفية العراقية تعرضت وتتعرض لتجاوزات عديدة وصلت الى حد الطرد وقطع الراتب وتشويه السمعة، ما دفع بالمنتدى الى إعداد استبيان شمل 200 صحفية لمعرفة حجم المشاكل التي يواجهنها في ظل غياب اهتمام الجهات المعنية بهذا الأمر كالنقابات والاتحادات. وكشفت المعموري عن حصول اعتداءات وتجاوزات عديدة على الصحفيات حتى داخل مجلس النواب سواء من قبل برلمانيين او إعلاميين، ولم يتم اتخاذ أي إجراء للحد منها. وأكدت ان بعض التجاوز تم تصنيفه على انه تحرش، والآخر محاولة لتحجيم الإعلامية ومحاربتها لكفاءتها ومقدرتها.
واوضحت المعموري ان الاستبيان الذي أعده المنتدى يعد خطوة متقدمة لكشف الكثير من الخفايا التي يمكن ان تتعرض له الصحفية العراقية في الوقت الراهن، فهناك العديد من الصحفيات تعرضن لابتزاز والى تشويه السمعة من قبل بعض الأقلام المستعارة في المواقع الالكترونية. والحل برأيها يكون عبر العمل الجماعي للصحفيات والتصدي لمحاولات ثنيهن عن العمل الصحفي. وأشارت نتائج الاستبيان الى ان نسبة تصل الى 67% من الصحفيات اللواتي شملهن الاستبيان أكدن "غياب تكافؤ الفرص" في مواقع المسؤولية ومواقع صنع القرار، فيما اجابت 18% منهن بـ"احياناً"، و15% بـ"وجود تكافؤ الفرص"، لافتا الى ان اغلب اللواتي أكدن غياب تكافؤ الفرص هن من حملة شهادات الدكتوراه والماجستير وبصورة اكبر البكالوريوس. وفي هذا الصدد تؤكد المعموري ان هناك صحفيات يحملن شهادة البكالوريوس، ولديهن خدمة تتجاوز الـ20 عاما، لكنهن لم يحظن بأي منصب وظيفي. وأشارت الى السيطرة الذكورية في ادارة المؤسسات الإعلامية وعدم فسح المجال للمرأة الصحفية. وفي جانب آخر، اجابت 68% من الصحفيات بتعرضهن للتحرش الجنسي سواء اللفظي او محاولة الاعتداء عليهن وأحيانا بقصد الاغتصاب، وأجابت 11% منهن بـ"أحيانا" فيما اجابت 21 % بعدم تعرضهن للتحرش الجنسي. وبينت نتائج الاستبيان ان 42% واصلن العمل بعد التحرش، فيما استقالت 45% من الصحفيات المتحرش بهن، وتم طرد ما نسبته 13% بعد التحرش. وتؤكد نبراس المعموري ان بعض الصحفيات اللواتي تم التحرش بهن لم يقدمن أي شكوى، لأسباب عديدة اهمها الخوف من تشويه السمعة والحاجة المادية وأيضا الخوف من ردة فعل المتحرش، اذا ما أقامت الصحفية دعوى قضائية ضده او الزج بها في السجن بدعوى كيدية. اما النتائج الايجابية في التقرير فقد أشارت الى 79% من الصحفيات اجبن بعدم تعرضهن للتمييز لأسباب طائفية، ما يؤكد عدم تأثر المجتمع العراقي بالخلافات الحاصلة بين السياسيين، بحسب المعموري. وتشكو الصحفيات من قلة توفر الفرص أمامهن قياساً بالرجل، وقد اوضحت الصحفية ندى عمران ان الرجل يحظى بفرص افضل من المرأة بغض النظر عن كفاءتها حتى لو كانت اكثر مهنية ومقدرة منه. وترى عمران ان القانون لا يحمي الصحفيات ولا يحفظ حقوقهن، لاسيما في المؤسسات الإعلامية الخاصة.
يذكر أن مؤتمر الإعلامية العراقية "الواقع والتحديات" تضمن ثلاث محاور وفق ربط عدد من المتغيرات ذات العلاقة، وتضمن محور التحرش، ومعدل العمر، ونوع القطاع، تكافئ الفرص ومستوى التعليم وسنوات الخدمة إضافة إلى سنوات العمل والتحصيل الدراسي والمركز الوظيفي وقد ناقشت هذه المحاور مع الجمهور الذي حضر المؤتمر كلا من الدكتورة نزهت الدليمي والدكتورة عاصفة موسى والدكتورة ظمياء الربيعي والتدريسية ندى عمران واتفق على النقاط الرئيسية للتقرير لغرض تفعيلها وإيجاد الحلول لها، وقد أعلنت رئيسة منتدى الإعلاميات العراقيات نبراس المعموري في نهاية المؤتمر عن موافقة احد الجهات المعنية على طباعة التقرير في كتاب ممنهج وموسع ليكون مصدراً مهما حول واقع الإعلاميات في العراق.
إن الإعلامية العراقية حققت حضورا متميزاً و مصداقية عالية وتركت أثراً لا يمكن إغفاله في مسيرة الإعلام العراقي الوطني و العربي بل و الدولي لكنها ما تزال بحاجة إلى المزيد من العمل و المساندة من أجل إثبات وجودها أكثر و زيادة قدرتها على المساهمة بفعالية اكبر في إحداث التغيير المنشود في السلوكيات و التوجهات تجاه المرأة و دورها و قضاياها. وليس مخفي على أحد الصعوبات التي تواجه الإعلاميات في مواقعهن الإعلامية و مدى قدرتهن في التأثير في السياسات أو رسمها و وضع الاستراتيجيات شأنهن شأن المرأة السياسية و التحديات التي تواجهها بالشراكة في صنع القرار , حيث ان معظم الإحصائيات تظهر حجم الفجوة بين حضور المرأة في العمل الإعلامي قياسا بالرجل و هذا الامر ليس في العراق فحسب انما عالميا حيث:"بحسب الرصد العالمي للإعلام فان 76% من الذين يقررون الأخبار بالعالم هم من الرجال و ان فقط 13% من التقارير الإخبارية تركز على المرأة و قضاياها و مع الأسف أكثر هذه التقارير تظهر المراة بصورة المرأة الضحية و المرأة الضعيفة أو المرأة المظلومة أو المرأة الفقيرة "و لا نرى تقارير تبحث بعمق حقوق المرأة أو التثقيف و التوعية بتلك الحقوق و ما تحتاجه للنهوض بواقعها. واقع المرأة الإعلامية العراقية في العمل الاعلامي يؤكد على انها ما زالت بعيدة عن مواقع صنع القرار في معظم وسائل الإعلام، و البعض و إن وصلتها فإنها تتبع الرجل في خطواته بدلا من إحداث تغييرات جذرية تتناسب مع رؤيتها للمجتمع من زاوية المرأة لا الرجل وإن كان العراق مؤخرا ً شهد ظهور لشخصيات اعلامية نسوية ترأس بعض المؤسسات و لكنها تبقى تجارب لشخصيات فردية لنساء ناجحات و مثابرات نعتز بنجاحاتهم .