تعتبر عضوا فرقة بوسي رايوت اللتان افرج عنهما الاثنين بموجب عفو تم اقراره في روسيا من ضمن حركة نسوية تعتمد تأدية الفن الاحتجاجي ولا تخشى التأكيد علنا وبصوت عال معارضتها للرئيس فلاديمير بوتين.
ففي اب/اغسطس 2012 حكم على ناديجدا تولوكونيكوفا وماريا اليخينا بالسجن عامين بتهمة "اثارة الشغب" و"التحريض على الحقد الديني" بسبب اداء "صلاة بانك" احتجاجية في كاتدرائية موسكو طلبتا فيها من السيدة العذراء "طرد بوتين".
واثباتا لصمود الروح القتالية لديهما، ادلت السيدتان في اول تصريحات بعد الافراج عنهما قاسية ضد السلطة.
وسبق ان افرج عن عضو في الفرقة، ايكاتيرينا ساموتسيفيتش التي ادينت للدوافع ذاتها، في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بعد ان امرت محكمة الاستئناف بوقف تنفيذ حكمها.
- ناديجدا تولوكونيكوفا، 24 عاما
اتت تولوكونيكوفا من مجموعة العروض الفنية الاحتجاجية فوينا (الحرب) على غرار شريكها بيوتر فيرزيلوف وهي غالبا ما تبدو الاكثر تصميما في فرقة بوسي رايوت.
ففي اثناء جلسات المحاكمة حافظت الشباة امام كاميرات التلفزيون الروسي على ابتسامة ساخرة متعمدة وارتدت قميصا قصيرة تحمل شعار "نو باساران" (لن يمروا!) العائد الى الحرب الاهلية الاسبانية.
وسبق ان شاركت في جميع انشطة مجموعة فوينا المعروفة على الاخص برسم شكل عضو ذكري على جسر قابل للرفع مقابل مقر جهاز الامن الفدرالي (كا جي بي سابقا) في سان بطرسبرغ عام 2011.
عام 2008، فيما كانت حاملا في شهرها الثامن شاركت تولوكونيكوفا في جلسة جنس جماعية في متحف في موسكو احتجاجا على انتخاب ديمتري مدفيديف رئيسا لروسيا برعاية بوتين. وسمي العرض "لنمارس الجنس من اجل الدب الوريث" (مدفيديف بالروسية تعني دب).
وتعتبر الشابة السمراء الجميلة ذات العينين السوداوين عمل بوسي رايوت بانه "فن معارض على خلفية قمع لحقوق الانسان والحريات" في روسيا.
وبعد اتهامها "بالتحريض على الحقد الديني" بعد "الصلاة البانك" ضد بوتين في كاتدرائية موسكو اشارت في اثناء محاكمتها الى ان هذا التحرك رمى الى التنديد بسياسة الرئيس لا الى اهانة المؤمنين الارثوذكس.
واكدت "كلما اتهمت بالتمرد على الدين تالمت كثيرا".
ولدت ناديجدا تولوكونيكوفا في نوريلسك (الشمال الروسي) ودرست الفلسفة في جامعة موسكو الرسمية المرموقة، ولديها طفلة في الخامسة.
كما نفذت عدة اضرابات عن الطعام في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر حيث اكدت ان حياتها مهددة بعد تنديدها بظروف الاعتقال "المشابهة للعبودية" في سجن موردوفيا (شرق) حيث نقلت. لاحقا نقلت الى سجن اخر في سيبيريا.
عند خروجها من السجن هاجمت تولوكونيكوفا نظام السجون في البلاد ووصفته بانه "الة دكتاتورية صغيرة" معتبرة انه يعكس وضع البلاد.
- ماريا اليخينا، 25 عاما
شاركت ماريا اليخينا الشابة النحيلة ذات الشعر الكستنائي الفاتح في تحركات بيئية من اجل الدفاع عن بحيرة بايكال (سيبيريا) وضد مشروع بناء طريق سريعة في غابة في ضاحية موسكو.
كما كانت قبل توقيفها تكتب الشعر وتعمل متطوعة في مستشفى للامراض النفسية للاطفال في موسكو.
تعتبر اليخينا نفسها ارثوذوكسية ووصفت البطريرك كيريل بانه "زميل قديم" لبوتين في اشارة الى العلاقات التي كانت لدى البطريرك المستقبلي مع الكاي جي بي (حيث خدم بوتين) في الحقبة السوفياتية.
درست في الكلية العليا للصحافة والادب في موسكو وهي تربي وحدها ابنها فيليب البالغ ستة اعوام.
بعد الحكم عليها ارسلت الى بيرم في منطقة الاورال حيث نددت "بانتهاكات مستمرة لحقوق الانسان" في المعتقل.
وافادت اليخينا لصحيفة نوفايا غازيتا المعارضة ان "الاكثر قسوة هو ادراك كيفية عمل النظام، كيف يكون عقلية عبودية لدى الناس وكيف يذعنون لها".
لاحقا تم نقلها الى سجن اخر في نيجني نوفغورود (الفولغا).
كما رفضت جميع طلباتها بالافراج المبكر، على غرار تولوكونيكوفا.
الاثنين اعتبرت اليخينا ان العفو الذي حصلت عليه ليس اكثر من "عملية علاقات عامة" يجريها الكرملين.