أزمة فتكت بالإنسان، وحرقت الأرض والأوطان ، وباتت المرأة السورية العزيزة مشردة منفية في سائر الأوطان والأصقاع .
لقد أضحت المرأة السورية عنواناً من عناوين الأزمة وواجهة للتحدي والصبر والإرادة ، فهي الأم والزوجة ، وهي التي تحمل مسؤولية كبرى في التعامل مع الأحداث سواء في داخل سوريا أو في مخيمات الشتات واللجوء القسري على حدود الوطن ، أو في بلاد الغربة البعيدة التي اضطرت مرغمة للجوء إليها تحت وطأة القصف والقنابل والنزاعات التي حرقت الأخضر واليابس .
وفي ظل انشغال العالم بما يجري في دول العالم الأخرى ، اضطرت المرأة السورية إلى مداواة جراحها بنفسها ، والتعامل مع الأزمات والطوارئ كامرأة ورجل في الآن ذاته ، فتحملت المسؤولية المزدوجة ، وكانت حاضرة في كل ميدان ، حتى غدت هي الحلم والأمل ، وهي الواقع والمستقبل .
عظيمة هي الأم السورية التي تحتضن أبناءها وتحدثهم عن حكايات الأمل والابتسامة وهي خائفة مترقبة
وعظيمة هي المرأة السورية التي تقف مع زوجها في مواجهة آلة الموت القادمة من كل حدب وصوب ، تقاسمه هموم المرحلة وأزمات الطريق ، ورائعة هي المرأة السورية التي تتحدى كل المحبطات والعقبات ، لتقول للعالم أن لها مكاناً في هذه الدنيا ، وأن لها اسماً وتاريخاً وقضية لن تعصف بها سنوات البؤس والهمّ .
إعلامية كانت أم أماً ومربية في منزلها ، لا يجب على العالم اليوم أن ينسى بطولتها، ولا يجب على هذا العالم الغافل عن معاناة ملايين الأمهات أن هؤلاء النسوة اللواتي يبتسمن في ظل المحنة، هن اللواتي سيقمن ببناء سوريا الغد ، عزيزات شامخات واثقات بأنفسهن وبإمكانية وصولهن للمستقبل بكل عنفوان وهمة.