الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

"حائزات على نوبل" تطالب بنزع الحصانة عن مغتصبي النساء والأطفال خلال الحروب

  • 1/2
  • 2/2

إستطنبول - " وكالة أخبار المرأة "

وجهت مجموعة "الحائزات على جائزة نوبل"، نداءاتها للحكومات والمجتمع المدني، لتفعيل القوانين والقرارات الدولية، لمرتكبي الجرائم الجنسية ضد النساء والأطفال في الحروب، وشددت المجموعة على أنه يتوجب عدم التسامح، أو إضفاء الحصانة بعد الآن على مرتكبي هذه الجرائم. جاء ذلك في بيان صدر اليوم ، في ختام منتدى نظمه مركز "توكل كرمان" من أجل السلام العالمي والديمقراطية في جامعة "أيدين" بإسطنبول، لمناقشة تأثير النزاعات على النساء والأطفال. وأضاف البيان أنه يجب "عدم التسامح مع المتشدقين بالحديث حول أهمية المرأة، والسلام، والأمن، دون أن يشملوا المرأة فعليًا في كافة نواحي مفاوضات السلام، وإعادة بناء المجتمعات في مرحلة ما بعد النزاع". وطالب البيان "في الذكرى الخامسة عشر لصدور قرار الأمم المتحدة رقم 1325، بشمل المنظمات النسائية في مفاوضات السلام، التي قد تحدث في منطقة الشرق الأوسط، وباقي مناطق النزاع في العالم". كما دعا البيان "الحكومات والمجتمع الدولي، إلى احتضان الحملة العالمية لوقف الاغتصاب والعنف الجنسي في النزاعات، وهي حملة مجتمع مدني عالمية، تقوم بريادتها "مبادرة نساء حائزات على جائزة نوبل"، وتضم حاليًا ما يزيد على 770 منظمة غير حكومية حول العالم، من أجل الإسراع في تبني قرارات يكون من شأنها دعم المجتمعات، لإزالة وصمة العار التي تلحق بالعنف الجنسي، وإنهاء استخدام الاغتصاب، وباقي أنواع العنف الجنسي، والذين استخدما كوسيلة لإرهاب المجتمعات". من جهة أخرى، وجهت المجموعة في بيانها "نداءً للحكومات والمجتمع الدولي لتوسيع دائرة النقاش حول العنف الدائر ضد المرأة، والذي سيستمر إن لم يتم الاعتراف بالمرأة ككيان بشري متساوٍ"، لافتًا إلى أن "تقبل العنف ضد المرأة على أنه أمر عادي، يؤجج حالات العنف ضد المرأة، في أوقات النزاعات، ويجعل جسد المرأة كأداة للاستخدام في الحرب، أمرًا أكثر تقبلًا". وأوضح البيان أن "المشاركة في هذا المؤتمر له أهميته الخاصة للنساء العضوات في "مبادرة نساء حائزات على جائزة نوبل"، لأنها تشكل خطوة أخرى في الالتزام بدعم المنظمات النسائية في المنطقة، في جهودها الرامية لمعالجة المشاكل التي تواجهها، وكذلك لتأسيس نقاش وفتح المجال للجمهور للإفصاح عن الأسباب الجذرية، للعنف الذي يمارس على المرأة والأطفال في أوقات الصراعات". وثمّن البيان "القرارات المتعددة للأمم المتحدة حول الاغتصاب أوقات العنف، بالإضافة لقرارات هذه المؤسسة الدولية حول أهمية مشاركة النساء في السلام والأمن"، لكن البيان أكد أن "هذه العبارات والقرارات الجديدة ليست كافية لإحداث التغيير". من ناحيتها قالت الناشطة اليمينية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 "توكل كرمان"، في كلمتها إن "الشرق الأوسط عانى كثيرًا من العنف السياسي، والنزاعات المسلحة، وهو الزمن الذي لا تعطي فيه الحكومات والجماعات المسلحة، أي قيمة لأرواح المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، وفي كثير من تلك النزاعات، كانت النساء هن الضحايا الأبرز، وكانت الطفولة تسحق بشكل يثير الرعب، في ظل لا مبالاة من قبل الجناة الحكوميين، والجماعات المسلحة". وأضافت "كرمان" أنه "في ظل فشل وخذلان عالمي، كان ولا يزال عاجزًا تمامًا أن يفعل شيئًا ذا بال، يقي الطفولة من الانتهاك، وينتصر للمرأة من جحيم العنف الشامل الذي يطالها، جراء الصراع والنزاع الرسمي والميليشاوي، فعندما يتصادم الإرهاب الرسمي، والإرهاب الميليشاوي، تكون الأمومة والطفولة هما الضحية الأبرز، ومعهما حاضر الأمم ومستقبلها". ولفتت الناشطة اليمنية إلى أن "ملايين النسوة في العراق، وسوريا، واليمن، وفلسطين، مهجرات دون مأوى، ومشردات دون أي حق إنساني، ومعهن ملايين الأطفال يعانون كافة أشكال الحرمان الإنساني، ويعيشون عذابات لا حدود لها، ويحدث ذلك وسط أمة تنام على بحار من النفط، وخلفها أكوامًا من القيم والمبادئ الدينية التي لم تعد تأبه لها". وأفادت "كرمان" أن "كل مبادئ القانون الإنساني يتم نسفها وانتهاكها بشكل سافر، في كل مناطق النزاع في الشرق الأوسط، ففي سوريا تنسفها البراميل المتفجرة وأخواتها، وإرهاب داعش وأخواتها كل لحظة، والأمر ذاته يحدث في العراق، وفي اليمن، وفي فلسطين، فهناك جرح نازف منذ عقود ألقى بملايين النساء والأطفال في العراء، دون وطن، ودون حقوق، بلا رحمة، وبلا معين إنساني محلي أو دولي". وأشارت "كرمان" إلى أنه "يمكن اعتبار المؤتمر هذا دعوة لأطراف النزاع، إلى احترام القانون الإنساني الخاص بحماية النساء، والأطفال، والمدنيين بشكل عام أثناء النزاعات المسلحة، بقدر ما هي صرخة في وجه المجتمع الدولي، إلى القيام بواجبه في إلزام الأطراف في الالتزام بمبادئ القانون الإنساني، وضمان أن لا يفلت منتهكوه من العقاب". وقالت الكاتبة الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل عام 2003، شيرين عبادي: "الحروب مستمرة لأعوام في المنطقة، وموت النساء والأطفال أيضًا مستمر، ويجب تناول موضوع تسرب الأطفال من التعليم بسبب الهجرة، ورغم التعليم فإنه قليل لا يكفي، ويجب الانتباه لذلك، وإعطاء تعليم كافي لهم، ويجب أن يكون مستقبلهم في أيديهم من خلال التعليم". واعتذرت "عبادي" في معرض إجابتها على أسئلة الصحفيين، "من شعوب المنطقة، لأن الشعب الايراني لا يدعم النظام الحاكم في البلاد، معتبرة أنه ليست هناك حرية في إيران ليعبر الشعب عن أفكاره، فالنظام يقمع الحريات في المنطقة أيضًا، ولا يسمح لشعوبها باختيار الديمقراطية، وتقرير مصيرها". وأوضحت الكاتبة الإيرانية أن "الشعب الايراني يهمه النجاة من الفقر، والمشاكل الاقتصادية الداخلية، ويتساءل لماذا يدفعون ثمن ثروات البلاد في الخارج، وكل يوم يقتل جنوده في سوريا وأماكن أخرى"، مشددة على أن "الحكومة الايرانية تقول إن الأسد هو خط أحمر، ولا يسمح للشعب السوري أن يحصل على حقه، وهو يتعارض مع رغبات الشعب، متسائلة لماذا يرسل السلاح لدول المنطقة وحتى السنغال، وبسبب هذه السياسات الخاطئة فإن علاقات إيران الخارجية سيئة في كل مكان". وأشارت "عبادي" إلى أن "الشعب الإيراني يحب السنة والشيعة في سوريا، والعراق، واليمن، ويعترض على سياسات الحكومة، والشعب الايراني يتسائل لماذا يقتل شبابه في المنطقة، فالفقر ينتشر في إيران، والثروة يجب أن تصرف للشعب، وليس في حروب خارجية"، لافتة أنها "تدافع عن حقوق الأطفال والنساء في فلسطين أيضا، ولديهم علاقات مع المنظمات المدنية هناك، وأنها لا تنظر للموضوع من وجهة تفريق". من ناحيتها قالت سهام بادي، وهي وزيرة تونسية سابقة لشؤون المرأة والطفل "نريد أن نكون يد واحدة وعائلة في العالم، في قمع آلة الحرب، والمتآمرين على السلام، من خلال زرع الفتن والحروب، والتآمر على كل نفس للتحرر والانعتاق، وكل واحد له دور يمكن أن يلعبه، وإن كان معلمًا فليهيئ جيلًا للسلام، وإن كان فنانًا فليبدع ويرسم ويصور، وينشر ثقافة السلام، ويعطي للمرأة والطفولة حقوقهم في الحياة، والدراسة، والمستقبل الأفضل، وإن كان رجل سياسة صاحب قرار فليكن قراره لصالح الأطفال والسلام، ليكون حضنًا للهاربين من آلة القمع تاركين كل شيء وراءهم، فارين إلى شيء من الأمن والأمان". وانتقدت سهام بادي "القوانين والمعاهدات الدولية التي لم تفّعل، معتبرة أن المسؤولية تقع على الجميع، وخاصة في ظل الثورات التي تقمع، فالقمع، والاستعباد، والاستعمار، والسيطرة على النفس، كل ذلك يعتبر عنفًا، مشددة أنه "لا للعنف نعم للسلام". يذكر أن الأمريكية جودي ويليامس، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1997، شاركت في الجلسة وقرأت البيان باللغة الإنكليزية. وكان المنتدى قد انطلق أمس بتنظيم من مركز "توكل كرمان العالمي للسلام والديمقراطية" في جامعة آيدن، وحمل اسم "مؤتمر إسطنبول للسلام في الشرق الأوسط: تأثير الحروب على النساء والأطفال".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى