ما أروع الموسيقا التي تغشاني الآن..
لم أكن أعرف أني قطعة زبد..
أذوب في أول وتر..
***
اقترب العام من الذوبان
هاهي أسواق المنجمين تتكاثر، تتزاحم
والسائحون يلهثون
كلٌّ بنار يكتوي..
***
لم تغمض عيني..
ليتك
تركتني أمس
أستمتع بالرقاد
وبلسعة الشتاء..
بائعة الكبريت
كنت تارة
أشعل الثقاب
تلو الآخر
وأرسم تفاصيل
تاهت
في لهاث أقدار..
بائعة هوى تارة
تحترف الشوقَ
وتلويعَ الأسى
وتهمس للصباح
أن يأتي
علك تُغيّبُ في
صهيل المكان..
***
في الظهيرة..
نافذتي مشرعة.. صوت ما.. خشخشة لعبة معلقة في شرفة الجيران.. تصدر شبه موسيقا..
لماذا تذكرت سماء كبيرة جالستها ذات ظهيرة في قرية سورية.. لم أعد أذكر اسمها؟..
***
يموتُ كلّ شيء في ذاكراتنا..
يبقى نداءٌ خفيّ يشدنا إلى ما نفقد..
كلما تذكرتُ أشيائي
الصغيرة الحميمة
في الوطن أئنّ اشتياقا..
***
من خلال فتحات في القبور ينظر إلينا الأموات دهشين..
يسخرون من عراكنا حولهم، من اتهامنا لهم بالموت.. من التباكي عليهم.. يقهقهون.. كفّوا..تؤلمون قلوبنا.. مساكين ألا ترون وجوهكم الهزيلة، وأعينكم المطفأة... حدّقوا.. هل لكم ظلالٌ حين تسيرون، هل تصرخون من النشوة حين تعشقون.. هل تعشقون حقاً؟!
أمواتٌ أنتم، فابتعدوا لا نريد أن تصيبنا العدوى ..
***
يرمي حجر النرد ..
الرقمُ يشير إلى خمسة..
الأحجارُ البيضُ والسودُ تصطفّ تُهبط قبعاتِها.. تحيي..
موسيقا النشيد الوطني تعزف..
سلاما.. سلاما.. ادخلوها بأمان..
هكذا هم الفارون من الزحف الأهوج إلى بلاد تختار منهم الأفقرَ
لترشّ الأرز عليه..
***
ثمة بحةٌ تتسربُ من نايٍ قديم..
أكثرُ الناس تلهفا للحبّ
أولئك المحاصرون بالحب..
***
غريبان في منفى
قبالتي جالسٌ تحتسي الفراغ..
عيناك غابتان من وحشية بملامح طيف
من عمق المستحيل
نابع..
لو التقت عيناك
ونظرةً تتعبد في صومعة
هل سيغزلُ الشعر حكاية،
وهل ستغزل الريشة لونا
عابثا في بحر الزمرد..
عيناك خريفان فارّان
من فكرة تداري تمردا..
في المنفى
بيننا أكثر من حاجز
وأكثر من رأس عابر
يرشق فضولا
ويقول.. من هنا
يجب أن تبدأ نهاية..
***
قطار الحياة يتوقف في كلّ محطة
يتزود منها براكب جديد
هناك من يؤثرون الانتظار
طويلا في المحطات
إنهم يهوون التأمل
وترتيب الأفكار..
***
لا تقوى رجلاي على حمل القرقعاتِ التي تصطخبُ في أفكاري..
إني أتهالكُ.. أتهالكُ..
يا لي من خرقاء.. يصيح صوت يستردّ صحوتَه في قاعي..
ممهورةٌ أنت بحلم شاق..
غلّفيه، وانتقلي مع العبث
إلى أرجل أخرى..
ألا ترين كم هي هائلة!.
***
بين حكاية وحكاية ..
رفُّ أحجار كانت يوما تشكل بيتا..
في سورية..
كم من البيوت تتنصل اليوم من أسرارها..